بعد رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقترح نظيره التركي رجب طيب أردوغان بوقف إطلاق النار في إدلب؛ خلال قمة طهران الثلاثية التي أقيمت نهاية الأسبوع الفائت، إلا أن هذا الموقف الروسي سرعان ما تغير خلال لقاء الرئيسين يوم أمس في مدينة سوتشي الروسية.
واتفقت كلا من روسيا وتركيا على إقامة منطقة عازلة في إدلب يوم أمس؛ حيث ستقيم القوات الروسية والتركية منطقة جديدة منزوعة السلاح في محافظة إدلب على أن تنسحب "الجماعات المتطرفة" من تلك المنطقة.
فما الأسباب التي أدت إلى تغير الموقف الروسي وتوافقه مع الجانب التركي؟
تخوف موسكو من تحجيم دورها في سوريا!
وكشف المحلل السياسي التركي "فراس رضوان أوغلو" في حديثه لراديو روزنة عن أسباب نجاح تركيا في فرض رؤيتها للحل في محافظة إدلب بالقول "تركيا فرضت رؤيتها لأنها كانت حازمة فيما يتعلق بقضية إدلب والتي تعتبرها أنقرة قضية أمن قومي تركي، فضلاً عن الدعم الأوروبي والأمريكي المقدم لتركيا على حساب روسيا".
كما اعتبر رضوان أوغلو أن روسيا لن تستطيع الخروج عن اتفاقات آستانا؛ بسبب أن ذلك سيؤدي لعودة الخلافات المتأزمة وكذلك فتح الباب لعمل عسكري واسع النطاق مما سيؤدي إلى إعادة التدخل الغربي في سوريا وبالتالي تحجيم الدور الروسي؛ وفق تعبير المحلل التركي.
من جانبه يرى الكاتب والمتخصص في الشؤون الروسية "طه عبد الواحد" خلال حديثه لراديو روزنة أن روسيا حققت أدنى مما كنت تخطط له في إدلب، بعد أن كانت راغبة بمساعدة النظام السوري لاستعادة السيطرة على إدلب ظنا منها (روسيا) أن هذا سيساهم في دفع عجلة حل سياسي (على مقاس النظام)، كما أنه سيمهد لدفع قوات النظام نحو مناطق الانتشار العسكري الأميركي، لاستفزاز تلك القوات ووضع مسألة الوجود الأميركي في سوريا على المحك.
وأضاف متابعاً "إن الضغط الدولي الهائل والذي ترافق مع تعزيز التواجد العسكري الغربي في المتوسط، فضلا عن عدم رغبة روسيا بخلافات جديدة مع تركيا وربما مواجهة لو شن النظام العملية ضد إدلب، كانت عوامل رئيسية كبحت جماح الروس وجعلتهم يوافقون على الاقتراح التركي".
وأشار عبد الواحد لروزنة أنه من المبكر حتى الآن الحديث عن نجاح في "تفادي الكارثة" لأن الأمور قد تتغير خلال التنفيذ، وربما يتم اختلاق حوادث معينة للعودة إلى الحديث عن ضرورة شن عملية في إدلب.
وكان الرئيس بوتين قال في أعقاب مباحثاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، يوم أمس الاثنين "خلال اللقاء بحثنا وضع إدلب بالتفصيل وقررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كلم على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 تشرين الأول المقبل".
وأوضح بوتين أنه سيتم إخلاء المنطقة المنزوعة السلاح من كل "الجماعات المسلحة المتطرفة"، بما فيها "جبهة النصرة"، وأضاف أنه من المقرر سحب الأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ ومدافع كل الجماعات المعارضة بحلول 10 تشرين الأول المقبل، وذلك باقتراح من الرئيس التركي، وأكد بوتين أن القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية ستقومان بمهمة المراقبة في المنطقة.
لماذا غابت إيران عن لقاء سوتشي الثنائي؟
وفي وقت غابت فيه إيران عن لقاء سوتشي، بعد أن استضافت القمة الثلاثية في طهران نهاية الأسبوع الفائت، تأتي تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، يوم أمس الاثنين، والتي أكد فيها أن بلاده لا تعتزم المشاركة في العملية العسكرية المرتقبة لقوات النظام السوري في إدلب.
وحول احتمالات إبعاد إيران عن المحادثات التركية الروسية حول إدلب وكذلك الملف السوري، قالت الكاتبة والصحفية المختصة بالشأن الإيراني "فرح الزمان شوقي" في حديث خاص لراديو روزنة أن تصريحات الخارجية الإيرانية لا تعتبر انسحاباً من الملف السوري.
وأضافت "موقف طهران المعلن منذ زمن مازال هو ذاته، إيران تقول منذ سنوات أنها لا تشارك في عمليات عسكرية ميدانية، بينما يقتصر دورها على إرسال مستشارين عسكريين بناء على طلب الحكومة السورية".
واعتبرت أن قمة سوتشي جاءت لإزاحة الخلاف التركي الروسي الذي شهدناه في قمة طهران، وتأتي كزيارة رسمية للرئيس أردوغان لبحث عدد من القضايا مع نظيره الروسي، لكن الملف السوري احتل العنوان الاول بطبيعة الحال، حسب تعبير المختصة بالشأن الإيراني.
وتابعت "في قمة طهران التي عقدت بين رؤساء البلدان الثلاثة، شهدنا جدلا علنيا ولافتا حول مصير إدلب، وطهران من جهتها حاولت ان تأخذ موقفا وسطيا، فأيدت الفصل بين المدنيين ومن تسميهم بالإرهابيين للتقليل من الخسائر خلال اي عملية عسكرية محتملة، وايدت كذلك ضرورة وضع السلاح جانبا".
مشيرة إلى احتمالية أن نشهد في المرحلة المقبلة تعاظما في الدور الروسي على حساب إيران في سوريا.
بينما يرجح طه عبد الواحد "المختص بالشؤون الروسية" خلال حديثه لروزنة أن إيران نأت بنفسها عن لقاء سوتشي يوم أمس وسارعت إلى الترحيب بالاتفاق التركي –الروسي؛ لأنها تعلم مسبقاً أنها باتت طرف غير مرغوب فيه خلال الحديث عن الوضع في إدلب، ولن يكون لمشاركتها اي دور إيجابي.
وأضاف "تنظيم اللقاء على مستوى ثنائي (بين روسيا وتركيا) يعكس في واقع الأمر التباين بين تركيا من جانب وإيران من جانب آخر بشأن ترتيبات إدلب، وفي نهاية المطاف تدرك طهران أنها لن تكون لوحدها مع النظام السوري قادرة على تحمل المسؤولية عن معركة في إدلب".
ويعتبر أنه وضمن هذه الأجواء رأت طهران أن الترحيب بالاتفاق يبعد عنها الاتهامات في أي خرق قد تشهده خطوط المواجهات في إدلب من جانب النظام، فضلاً عن أن ترحيبها بالاتفاق الروسي-التركي يحفظ لها ماء الوجه، في محاولة للإيحاء بأنه لم يتم إبعادها عن حسم مصير إدلب، وأنها تؤيد "الشركاء" في اتفاقهم.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف علّق يوم أمس على الاتفاق الروسي التركي الأخير حول إدلب، بقوله أن الجهود الدبلوماسية نجحت في تجنيب تلك المنطقة ويلات الحرب، وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالجهود الدبلوماسية التي قال أنها جنبت إدلب خطر الحرب، دون أن يخص بالذكر الاتفاق الروسي التركي الأخير بشأن إدلب.
هل اتفقت روسيا وتركيا على إضعاف الدور الإيراني؟
ويوضح المحلل السياسي التركي "فراس رضوان أوغلو" في حديثه لراديو روزنة أن إبعاد إيران عن اجتماع سوتشي جاء لعدة أسباب "أولا؛ ل ايوجد نفوذ إيراني في الشمال السوري أبداً، وثانياً فإن تركيا ترفض النفوذ الإيراني على حدودها فكما نجحت في ذلك بشمال العراق؛ تسعى الآن لتطبيق ذلك في سوريا".
ويشير رضوان أوغلو إلى الرغبة الأوربية بعدم تقدم إيران للشمال السوري، فالشمال بحسب رأيه هو حدود لأوروبا والناتو أيضاً، كما يضيف بأن روسيا لن تشارك إيران في الشمال لأنها لا تحتاجها، ويلفت المحلل التركي في الوقت ذاته إلى أنه ورغم ذلك فإن روسيا قد تسعى في نفس الوقت لامتلاك إيران كورقة ضغط على الاطراف الأخرى، وكذلك وفق تعبيره فهي تحتاج إيران في العمليات البرية.
يشار إلى أن حكومة النظام السوري رحبّت بالاتفاق الروسي-التركي حول إدلب، حيث نقلت وكالة سانا عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة وتنسيق كامل بين النظام وروسيا، ورحب "المصدر المسؤول" بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتساهم في إعادة الأمن والأمان إلى جميع الأراضي السورية.
واتفقت كلا من روسيا وتركيا على إقامة منطقة عازلة في إدلب يوم أمس؛ حيث ستقيم القوات الروسية والتركية منطقة جديدة منزوعة السلاح في محافظة إدلب على أن تنسحب "الجماعات المتطرفة" من تلك المنطقة.
فما الأسباب التي أدت إلى تغير الموقف الروسي وتوافقه مع الجانب التركي؟
تخوف موسكو من تحجيم دورها في سوريا!
وكشف المحلل السياسي التركي "فراس رضوان أوغلو" في حديثه لراديو روزنة عن أسباب نجاح تركيا في فرض رؤيتها للحل في محافظة إدلب بالقول "تركيا فرضت رؤيتها لأنها كانت حازمة فيما يتعلق بقضية إدلب والتي تعتبرها أنقرة قضية أمن قومي تركي، فضلاً عن الدعم الأوروبي والأمريكي المقدم لتركيا على حساب روسيا".
كما اعتبر رضوان أوغلو أن روسيا لن تستطيع الخروج عن اتفاقات آستانا؛ بسبب أن ذلك سيؤدي لعودة الخلافات المتأزمة وكذلك فتح الباب لعمل عسكري واسع النطاق مما سيؤدي إلى إعادة التدخل الغربي في سوريا وبالتالي تحجيم الدور الروسي؛ وفق تعبير المحلل التركي.
من جانبه يرى الكاتب والمتخصص في الشؤون الروسية "طه عبد الواحد" خلال حديثه لراديو روزنة أن روسيا حققت أدنى مما كنت تخطط له في إدلب، بعد أن كانت راغبة بمساعدة النظام السوري لاستعادة السيطرة على إدلب ظنا منها (روسيا) أن هذا سيساهم في دفع عجلة حل سياسي (على مقاس النظام)، كما أنه سيمهد لدفع قوات النظام نحو مناطق الانتشار العسكري الأميركي، لاستفزاز تلك القوات ووضع مسألة الوجود الأميركي في سوريا على المحك.
وأضاف متابعاً "إن الضغط الدولي الهائل والذي ترافق مع تعزيز التواجد العسكري الغربي في المتوسط، فضلا عن عدم رغبة روسيا بخلافات جديدة مع تركيا وربما مواجهة لو شن النظام العملية ضد إدلب، كانت عوامل رئيسية كبحت جماح الروس وجعلتهم يوافقون على الاقتراح التركي".
وأشار عبد الواحد لروزنة أنه من المبكر حتى الآن الحديث عن نجاح في "تفادي الكارثة" لأن الأمور قد تتغير خلال التنفيذ، وربما يتم اختلاق حوادث معينة للعودة إلى الحديث عن ضرورة شن عملية في إدلب.
وكان الرئيس بوتين قال في أعقاب مباحثاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، يوم أمس الاثنين "خلال اللقاء بحثنا وضع إدلب بالتفصيل وقررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كلم على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 تشرين الأول المقبل".
وأوضح بوتين أنه سيتم إخلاء المنطقة المنزوعة السلاح من كل "الجماعات المسلحة المتطرفة"، بما فيها "جبهة النصرة"، وأضاف أنه من المقرر سحب الأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ ومدافع كل الجماعات المعارضة بحلول 10 تشرين الأول المقبل، وذلك باقتراح من الرئيس التركي، وأكد بوتين أن القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية ستقومان بمهمة المراقبة في المنطقة.
لماذا غابت إيران عن لقاء سوتشي الثنائي؟
وفي وقت غابت فيه إيران عن لقاء سوتشي، بعد أن استضافت القمة الثلاثية في طهران نهاية الأسبوع الفائت، تأتي تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، يوم أمس الاثنين، والتي أكد فيها أن بلاده لا تعتزم المشاركة في العملية العسكرية المرتقبة لقوات النظام السوري في إدلب.
وحول احتمالات إبعاد إيران عن المحادثات التركية الروسية حول إدلب وكذلك الملف السوري، قالت الكاتبة والصحفية المختصة بالشأن الإيراني "فرح الزمان شوقي" في حديث خاص لراديو روزنة أن تصريحات الخارجية الإيرانية لا تعتبر انسحاباً من الملف السوري.
وأضافت "موقف طهران المعلن منذ زمن مازال هو ذاته، إيران تقول منذ سنوات أنها لا تشارك في عمليات عسكرية ميدانية، بينما يقتصر دورها على إرسال مستشارين عسكريين بناء على طلب الحكومة السورية".
واعتبرت أن قمة سوتشي جاءت لإزاحة الخلاف التركي الروسي الذي شهدناه في قمة طهران، وتأتي كزيارة رسمية للرئيس أردوغان لبحث عدد من القضايا مع نظيره الروسي، لكن الملف السوري احتل العنوان الاول بطبيعة الحال، حسب تعبير المختصة بالشأن الإيراني.
وتابعت "في قمة طهران التي عقدت بين رؤساء البلدان الثلاثة، شهدنا جدلا علنيا ولافتا حول مصير إدلب، وطهران من جهتها حاولت ان تأخذ موقفا وسطيا، فأيدت الفصل بين المدنيين ومن تسميهم بالإرهابيين للتقليل من الخسائر خلال اي عملية عسكرية محتملة، وايدت كذلك ضرورة وضع السلاح جانبا".
مشيرة إلى احتمالية أن نشهد في المرحلة المقبلة تعاظما في الدور الروسي على حساب إيران في سوريا.
بينما يرجح طه عبد الواحد "المختص بالشؤون الروسية" خلال حديثه لروزنة أن إيران نأت بنفسها عن لقاء سوتشي يوم أمس وسارعت إلى الترحيب بالاتفاق التركي –الروسي؛ لأنها تعلم مسبقاً أنها باتت طرف غير مرغوب فيه خلال الحديث عن الوضع في إدلب، ولن يكون لمشاركتها اي دور إيجابي.
وأضاف "تنظيم اللقاء على مستوى ثنائي (بين روسيا وتركيا) يعكس في واقع الأمر التباين بين تركيا من جانب وإيران من جانب آخر بشأن ترتيبات إدلب، وفي نهاية المطاف تدرك طهران أنها لن تكون لوحدها مع النظام السوري قادرة على تحمل المسؤولية عن معركة في إدلب".
ويعتبر أنه وضمن هذه الأجواء رأت طهران أن الترحيب بالاتفاق يبعد عنها الاتهامات في أي خرق قد تشهده خطوط المواجهات في إدلب من جانب النظام، فضلاً عن أن ترحيبها بالاتفاق الروسي-التركي يحفظ لها ماء الوجه، في محاولة للإيحاء بأنه لم يتم إبعادها عن حسم مصير إدلب، وأنها تؤيد "الشركاء" في اتفاقهم.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف علّق يوم أمس على الاتفاق الروسي التركي الأخير حول إدلب، بقوله أن الجهود الدبلوماسية نجحت في تجنيب تلك المنطقة ويلات الحرب، وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالجهود الدبلوماسية التي قال أنها جنبت إدلب خطر الحرب، دون أن يخص بالذكر الاتفاق الروسي التركي الأخير بشأن إدلب.
هل اتفقت روسيا وتركيا على إضعاف الدور الإيراني؟
ويوضح المحلل السياسي التركي "فراس رضوان أوغلو" في حديثه لراديو روزنة أن إبعاد إيران عن اجتماع سوتشي جاء لعدة أسباب "أولا؛ ل ايوجد نفوذ إيراني في الشمال السوري أبداً، وثانياً فإن تركيا ترفض النفوذ الإيراني على حدودها فكما نجحت في ذلك بشمال العراق؛ تسعى الآن لتطبيق ذلك في سوريا".
ويشير رضوان أوغلو إلى الرغبة الأوربية بعدم تقدم إيران للشمال السوري، فالشمال بحسب رأيه هو حدود لأوروبا والناتو أيضاً، كما يضيف بأن روسيا لن تشارك إيران في الشمال لأنها لا تحتاجها، ويلفت المحلل التركي في الوقت ذاته إلى أنه ورغم ذلك فإن روسيا قد تسعى في نفس الوقت لامتلاك إيران كورقة ضغط على الاطراف الأخرى، وكذلك وفق تعبيره فهي تحتاج إيران في العمليات البرية.
يشار إلى أن حكومة النظام السوري رحبّت بالاتفاق الروسي-التركي حول إدلب، حيث نقلت وكالة سانا عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة وتنسيق كامل بين النظام وروسيا، ورحب "المصدر المسؤول" بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتساهم في إعادة الأمن والأمان إلى جميع الأراضي السورية.
الكلمات المفتاحية