السلطات اللبنانية تعتقل فتاة قاصراً بسبب جنسيتها

السلطات اللبنانية تعتقل فتاة قاصراً بسبب جنسيتها
أخبار | 16 سبتمبر 2018

اعتقلت السلطات اللبنانية فتاة قاصر من الجنسية الفلسطينية السورية في مشفى ببيروت، عقب حادث سير، أدى لإصابتها، بسبب دخولها إلى لبنان بطريقة غير شرعية، حيث سيتم محاكمتها، وإرسالها إلى الحدود السورية في حال إدانتها، الأمر الذي أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الناشطين، وطالبوا بإخلاء سراحها.

 
 
وأوضحت صفحة "وينيه الدولة" اللبنانية على "فيسبوك"، أمس السبت، أنّ حادثاً وقع منذ أيام في منطقة الرحاب في الضاحية الجنوبية ببيروت، أدى لإصابة خمسة طلاب برضوض وكسور، بينهم الفتاة القاصر منال أبوصيام، البالغة من العمر 15 عاماً، حيث تم نقلهم إلى مشفى الساحل للمعالجة.

 
وأضافت  الصفحة، أنه بعد العلاج أُرسل الأطفال إلى منازلهم، فيما أبقت القوى الأمنية اللبنانية على الطالبة أبو صيام أسيرة داخل غرفتها، وذلك  بسبب دخولها إلى لبنان بطريقة غير شرعية، ولأنها تحمل الجنسية الفلسطينية السورية، "فهي لا تخضع للقوانين التي تنطبق على اللاجئين السوريين في لبنان"، على حد قولهم بعد الاستفسار عن وضعها.
 
 
 
وأشارت إلى أن الفتاة موجودة في مخفر الغبيري وهي قيد الاعتقال، إلى حين تسليمها إلى الأمن العام اللبناني، حيث ستخضع للمحاكمة، وسيتم إرسالها إلى الحدود السورية في حال إدانتها.
 
 
وناشد الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الدولة اللبنانية على صفحة "وينيه الدولة" والمؤسسات الرسمية بالتدخل الفوري لحماية الطفلة القاصرة من الترحيل الإجباري، واحترام الدولة اللبنانية للمعايير التي وضعتها الأمم المتحدة بشان اللاجئين وحقوق الإنسان.
 
 
وعلّق أحد الناشطين اللبنانيين، بأن توقيف الأشخاص يتم بناءً على إشارة القضاء المختص، مضيفاً ان قوى الأمن تعامل الموقوفين لديها بكل إنسانية وفقاً لحقوق الإنسان، وهذا لا يمنع تكبيل الموقوفين.
 
 
وانتقد آخرون تكبيل فتاة بعمر 15 على سريرها وهي مصابة لمخالفتها لشروط الإقامة، وأن ذلك لا يمت للإنسانية بصلة، في وقت تمتلئ فيه لبنان بتجار المخدرات والسلاح والفاسدين، مؤكدين أنه يجب الالتفات لمشاكل البلد من السرقات والماء والكهرباء وأمور أخرى بدلاً عن محاسبة فتاة قاصر لا تقدّم ولا تأخّر.
 
 

 
 
وكانت منظمة (هيومن رايتس ووتش) ذكرت في تقرير لها صدر في نيسان الماضي، أن 13 بلدية في لبنان على الأقل أجلت قسرا 3,664 لاجئ سوري على أقل تقدير من منازلهم وطردتهم من البلديات، على ما يبدو بسبب جنسيتهم أو دينهم، بينما ما زال 42 ألف لاجئ آخرين يواجهون خطر الإجلاء.
 
اقرأ أيضاً: بذريعة "العبور غير الشرعي"..الأمن لبناني يعتقل عشرات السوريين
 
وعاد مئات اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا مؤخراً، بموجب اتفاق بين حكومة النظام السوري والحكومة اللبنانية، فيما أكدت الأخيرة أن الفترة القادمة ستشهد عودة مئات آلاف آخرين .
 
وطالب لبنان مراراً على لسان رئيسه "ميشال عون" ووزير خارجيته "جبران باسيل" بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، متهماً المفوضية العليا لشؤون اللاجئين "بتخويف اللاجئين من العودة"، قبل أن يأمر بتجميد طلبات الإقامة لموظفي المفوضية في لبنان.
 
ويستضيف لبنان نحو مليون لاجئ سوري مسجل منذ عام 2011 بحسب الأمم المتحدة، أي ما يقارب ربع سكان البلاد، فيما تقول الحكومة اللبنانية إن عدد اللاجئين مليون ونصف، ووجودهم يضغط على الخدمات العامة، وأدى إلى تراجع النمو الاقتصادي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق