بسبب إدلب..تركيا تستعين بالإتحاد الأوروبي بعد غضبها من روسيا!

بسبب إدلب..تركيا تستعين بالإتحاد الأوروبي بعد غضبها من روسيا!
الأخبار العاجلة | 12 سبتمبر 2018
 في وقت تشير فيه التصريحات الروسية والتركية بعد قمة طهران الثلاثية، إلى فشل القمة التي كان يعقد عليها الأمل بالتوصل لحل نهائي لملف إدلب وتجنيب المنطقة فتح عمل عسكري واسع يستهدف تنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) المصنف على لوائح الإرهاب.

أفادت وكالة رويترز للأنباء اليوم الأربعاء؛ أن تركيا كثفت إمدادات السلاح لمقاتلي المعارضة السورية من اجل مساعدتهم على التصدي لهجوم مرتقب على محافظة إدلب، وذلك كإشارة واضحة على تعمق الخلاف في وجهات النظر بين الجانب الروسي والتركي حول إدلب.
 
هل تتدهور العلاقات الروسية-التركية؟
 
وحول ذلك قال المحلل السياسي التركي "إسماعيل كايا" في حديث خاص لراديو روزنة أنه وعقب قمة طهران ظهرت خلافات روسية تركية بشكل واضح، وذلك بعدما وضعت تركيا كل ثقلها من أجل وقف هجوم عسكري كبير على محافظة إدلب ومنع إنهاء آخر معقل للمعارضة السورية، في المقابل صممت روسيا وإيران على تجاهل المطالب التركية؛ الأمر الذي أغضب تركيا بشكل كبير؛ وفق تعبير كايا.

واعتبر المحلل المختص بالشؤون التركية أن تركيا ترى في ذلك؛ خذلان لها ونقض للاتفاقيات السابقة المتعلقة بأستانا، "هناك توتر كبير في العلاقات جعل تركيا ترسل مزيد من التعزيزات العسكرية لقواعدها المنتشرة في إدلب ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد وهو ما يظهر رغبة تركية كبيرة في عدم التراجع أمام التهديد الروسي بالهجوم الواسع على إدلب".

وأضاف كايا في حديثه لروزنة حول طبيعة الخلافات الحالية بين روسيا وتركيا بالقول "الخلافات ليست كبيرة ولا نتحدث فيها عن مرحلة صدام بين الطرفين، نتحدث عن ضغوط كبيرة بين الطرفين، تركيا تضع ثقلها من أجل منع أي عمل عسكري، بينما تحاول روسيا إقناع تركيا بخط معين وربما يصل الطرفين لاتفاق وسط على محاربة التنظيمات الإرهابية وضمن معايير معينة تتفق مع المعايير التركية والمتمثلة بدرجة أساسية بعدم إيذاء المدنيين".

اقرأ أيضاً..هل توقف "الصفقة الكبرى" الضربات الإسرائيلية على سوريا؟

 وتوقع المحلل التركي إمكانية هجوم روسي واسع على إدلب وتجاهلاً للمطالب التركية مما يعني الصدام بأي شكل من الأشكال، حسب قوله، ويتابع "لا سيما أن أي هجوم على إدلب يعني أن هناك مخاطر كبيرة على الأمن القومي التركي وهذا يعني الكثير بالنسبة لتركيا".
 
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف؛ أعلن يوم أمس الثلاثاء أن القتال ضد "التنظيمات الإرهابية" في إدلب يمكن تأجيله، لكن القضية يجب حلها ولا يمكن التعايش مع الإرهابيين، وقال أن "التعايش السلمي مع الإرهابيين أمر مستحيل. ويجب مواصلة محاربتهم حتى القضاء عليهم نهائيا"، مؤكداً على أن روسيا والدول الضامنة الأخرى تعمل كل ما بوسعها من أجل حل قضية إدلب بأدنى حد ممكن من الخسائر، ومع ضمان أمن السكان المدنيين.
 
هل تلجأ تركيا إلى الإتحاد الأوروبي؟
 
ويلفت المحلل السياسي التركي "إسماعيل كايا" من خلال حديثه لراديو روزنة أنه وعقب الأزمة الأخيرة بين تركيا وأميركا والخلافات الروسية التركية في الأيام الأخيرة؛ فإن تركيا لجأت إلى تعزيز علاقاتها مع دول الإتحاد الأوروبي من أجل دعم موقفها المتعلق بسوريا.

معتبراً أن تركيا تضغط نحو موقف أوروبي أفضل في هذه الفترة من أجل الضغط على روسيا، منوهاً في الوقت ذاته إلا أنه وفي حال لم يضغط الاتحاد الأوروبي بشكل كاف، فإننا سنشهد توتر أكبر في العلاقات الروسية التركية، وكذلك التركية الأوروبية، وربما نشهد في الفترة القادمة فتح حدود تركيا مع أوروبا أمام اللاجئين كعقاب للأوروبيين؛ حسب تعبيره.
 
قد يهمك..الولايات المتحدة تغتال الأسد على الورق..ما هي الدوافع؟

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، أشار اليوم الأربعاء إلى أن القصف العشوائي على إدلب قد يمثل جريمة حرب، وأضاف لودريان "لا يمكن استبعاد فرضية جرائم الحرب، بمجرد أن يبدأ المرء في قصف السكان المدنيين والمستشفيات عشوائيا".
 
وقال وزير الخارجية الفرنسي "ينبغي بذل الجهود على الفور استعدادا لأزمة إنسانية كبرى إذا تسببت المعارك في نزوح الآلاف".   

أمريكا تتدخل في ملف إدلب!
 
وكشف موقع "ديلي بيست" الأمريكي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بصدد تشكيل عزلة اقتصادية لروسيا، في حال أصرت روسيا في بدء العملية العسكرية على إدلب.
 
ونقل ديلي بيست عن مصدر في الخارجية الأمريكية؛ بحسب ما ترجم موقع راديو روزنة؛ عن المساعي الأمريكية مع الحلفاء الأوروبيين إلى تطبيق عقوبات اقتصادية واسعة على روسيا حتى ولو لم يتم استخدام الأسلحة الكيميائية، وإنما تسعى أمريكا أيضاً لمنع أي تحرك عسكري تجاه محافظة إدلب.
 
وحول ذلك يشير الخبير في الشؤون الروسية "تيمور دويدار" في حديثه لراديو روزنة أن روسيا لا تخاف من فرض عقوبات ليس منها جدوى، والأمريكان يدركون واقع الأمر لأنهم قد يخسروا الإتحاد الأوروبي بعد أن خسروا الصين؛ ويخسرون الأتراك ويخسرون العرب، فالسياسة الأمريكية وفق رأي دويدار في الآونة الأخيرة فاشلة وقد توقع نفسها في مشاكل.
 
اقرأ أيضاً..محلل سياسي تركي: إدلب  "شعرة معاوية" بين أنقرة وموسكو

وتابع دويدار "الأمريكان يهمهم استمرار العبث في المنطقة ولا يهمهم بالحقيقة مصير الشعب السوري، ويركزون في إدلب لأنه آخر معاقل المعارضة وسيستطيعون أن يديروا الفوضى من هناك"، وكشف الخبير في الشؤون الروسية خلال حديثه لروزنة أن الروس يريدون الإسراع في إغلاق ملف إدلب والتحول إلى إعادة الإعمار وإعادة اللاجئين والمهجرين، وذلك من أجل الإظهار للعالم بأن الحرب انتهت في سوريا وبتدخل روسي تم إنهاء المشكلة؛ وفق قوله.

لذلك يرى دويدار أن التفاهم ضروري مع الأتراك؛ الذين لن يستطيعوا تحمل فتح معركة في إدلب ستؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من سكان إدلب، ويضيف متابعاً "الأتراك فشلوا في توضيب الطبخة في إدلب، فقد كانت اتفاقية استانا لمناطق خفض التصعيد في إدلب تنتهي عند بداية الشهر الجاري، حيث اضطر الأتراك لطلب تمديد الفترة في شهر آب من أجل العمل على تكملة مشروعهم داخل إدلب، الروس رفضوا في البداية ولكنه كان لا مفر من الموافقة".

وختم حديثه لراديو روزنة بإعرابه عن آمال روسية بقدرة الأتراك على تحقيق ما يريدونه؛ بالرغم من أنهم سيحتاجون لوقت لا بأس به حتى يتم إنجازه.

وكانت صحيفة " نيزافيسيمايا" الروسية قالت أن العديد من الخبراء يتنبؤون بمواجهة جديدة بين روسيا وتركيا مشابهة لتلك التي حصلت عام 201، وبينت الصحيفة أن القمة المنعقدة في طهران الأسبوع الماضي لم تؤد إلى حل جميع الخلافات بين البلدان الثلاثة، روسيا وتركيا وإيران، حيث صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب زيارته لإيران أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام الهجوم الذي يهدد إدلب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق