قال المخرج السوري فراس فيّاض، اليوم الثلاثاء، ، إن فيلمه "آخر الرجال في حلب" منع من العرض في الجزائر يوم أمس، بعد أن تمت الموافقة عليه، بحجة أنه كاد أن يسبب أزمة دبلوماسية بين الجزائر وسوريا وروسيا، حيث يعرض الفيلم عمل "الخوذ البيضاء" في حلب، فضلاً عن شعارات ضد بشار الأسد رئيس النظام السوري.
وأضاف فيّاض على حسابه في "فيسبوك"، بعد أن علمت انه سيتم عرض فيلمي آخر الرجال في حلب في الجزائر شعرت بطاقة كبيرة من السعادة، أما الآن للأسف أشعر بالحزن الشديد وخيبة الأمل نتيجة لذلك".
وأشار المخرج السوري إلى أن فيلم"آخر الرجال في حلب" عن العائلة والأبوة والتضحية لأجل الأبوة، كما يتحدّث الفيلم عن الصداقة وعن بشاعة الحرب، وعن قوة الإنسان لمقاومة الحرب.
اقرأ أيضاً: المخرج السوري محمد عبد العزيز ينال ذهبية مهرجان بهنغاريا
وتابع حديثه عن الفيلم، أنه يحكي عن " الحفر بأصابع اليد عن الأمل تحت ركام الإنسانية، عن وقاحة الجريمة والصمت عنها" لافتاً أنه، فيلم لاينتمي إلى فكرة المع أو الضد أو البين بين، إنه عن الإنسان أولاً واخيراً ودائماً."
من جهتها أوضحت وسيلة إعلام جزائرية "دزاير" أن وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي رفض عرض الفيلم والذي برمجه الديوان الوطني للثقافة والإعلام برئاسة الخضر بن تركي ليتم عرضه خلال أسبوع آفاق السينيمائي بقاعة الأطلس بالعاصمة.
وأضافت الوسيلة، أن رفض عرض الفيلم جنّب الجزائر أزمة دبلوماسية مع كل من سوريا وروسيا.
وأوضحت أن الفيلم يدوم ساعة و48 دقيقة، عن عمل عناصر الدفاع المدني في حلب "الخوذ" البيضاء"، يذكر فيه أن طائرات النظام السوري وروسيا ارتكبت مجازر بحق المدنيين في حلب قبل سيطرة النظام عليها، كما يعرض الفيلم مشاهد لأعلام فصائل المعارضة، ويوضح ترديد شعارات وهتافات ضد بشار الأسد.
يشار إلى أن " الديوان الوطني للثقافة و الإعلام" بالتعاون مع جمعية "كونيفر" برمج عرض أفلام مدعمة من طرف الصندوق العربي للفنون و الثقافة "آفاق"، تضم 10 أفلام روائية ووثائقية، بين 08 و10 سبتمبر الفائتين، ومن بينها آخر الرجال في حلب بقاعة الأطلس بالعاصمة.
يذكر قوات النظام السوري سيطرت على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة سابقاً، بعد حملة عسكرية مكثفة، أسفرت عن مقتل وجرح مئات المدنيين بقصف جوي ومدفعي، انتهى بتهجير الآلاف إلى مناطق أخرى برعاية روسية تركية في كانون الأول عام 2016.
وفاز فيلم "آخر الرجال في حلب" بجوائز عدة في مهرجانات عالمية، بينها جائزة مهرجان "ساندانس" الأميركي للسينما المستقلة، كما أنه اختير من بين 15 فيلما وثائقيا مرشحا لجائزة أوسكار 2018.