هل يتعافى اللبنانيون من السرطان بعد عودة السوريين!

 
وقال الطبيب اللبناني فادي نصر في حديث نشره موقع الـ  mtv أمس الأربعاء، إن أزمة النفايات التي لم تحل حتى اليوم، إضافة إلى التلوّث المتفاقم في البحر والبيئة بشكل عام، توضع في خانة مسببات السرطان نظراً إلى استمراريتها لفترة طويلة".
 
وادّعى أيضأً في معرض حديثه، أن "الالتهابات المتزايدة بفعل تكاثر النازحين السوريين في لبنان تتسبّب بشكل غير مباشر بمرض السرطان، فـ"هؤلاء، بسبب الظروف السيئة التي عانوا منها مرغمين، يأتون ببكتيريا خطيرة قد تخلق الأمراض لدى الإنسان".
 
ويأتي ذلك تعقيباً على إحصاءات نشرتها وزارة الصحة اللبنانية، تفيد بزيادة انتشار السرطان بنسبة 5.6 بالمئة في لبنان خلال العام الجاري.

يشار إلى أن فضائية الـ mtv  كتبت  في نشرها الأول للمادة صباح الأربعاء، أن الالتهابات المتزايدة بفعل تكاثر السوريين تتسبب بشكل  "مباشر" بمرض السرطان، لتعدلها فيما بعد إلى أنها تتسبب بشكل "غير مباشر".

اقرأ أيضاً: هل يشهد لبنان عملية ترحيل قسري للاجئين السوريين؟
 
وقال الباحث في الأورام السرطانية الطبيب محمود أبو عيش، اليوم الخميس لراديو روزنة، إن موضوع الالتهابات المزمنة، هي مؤهّبة لمرض السرطان، لكنّ الالتهابات موجودة بكل الأفراد، فكل الأفراد يصابون بالكريب، سواء الالتهابات الجرثومية، أو الالتهابات الطفيلية، والتي هي أساساً عند كل الناس بنسب معينة وكل المجتمعات تعاني منها.
 
وأكّد أبو عيش أن السرطان لا ينتقل بالعدوى، فالشخص الذي يكون عنده التهاب داء كرون أو التهابات مزمنة، أو التهابات تقرحية، فهي إصابة فردية وليست وباء عام، تبدأ عنده وتنتهي عنده.
 
وأشار إلى أن جميع أنواع السرطانات لا تنتقل بالعدوى سوى 10 بالمئة منها، تنتقل من جيل إلى جيل بما يسمى "بالهيرديتاري" أي بالعائلة، وليس وراثة، فالطفرة الجينية لا تورّث.
 
وأوضح، أن بعض الاضطرابات الجينية تنتقل من جيل إلى آخر من الأب إلى الأم، لكن  من الممكن أن يصاب هذا الشخص بالسرطان وممكن ألا يُصاب، وهذا يعود إلى عوامل أخرى سواء أكانت فيزيائية أم كيميائية  أم إشعاعية، فالطفرات الجينية تُخلق أثناء الحياة، حيث يوجد شخص سليم من الأمراض طوال حياته، و في وقت ما يصبح عنده طفرة، وبالتالي نوع من أنواع الورم.
 
وأشار إلى وجود عوامل رئيسة تسمى بـ "لايف ستايل"، كالبدانة وقلة الرياضة والخمول والكحول، كلها عوامل مؤهبة تجتمع مع بعضها عند فرد معين وبالتالي تؤدي إلى طفرة لتؤدي إلى السرطان.
 
كما أوضح أن النفايات التي تؤدي إلى الأورام السرطانية هي النفايات النووية، لأنها مواد مشعّة وتؤدي إلى تسرطنن مشيراً إلى أن المبيدات الحشرية التي تلوّث البيئة، من أحد الأسباب التي تؤدي إلى طفرات وبالتالي إلى أورام.
 
من جهته قال الناشط السياسي اللبناني بحقوق الإنسان فرانكو عبد القادر لراديو روزنة ، إنّ مرض السرطان هو مرض شائع في لبنان، نظراً للأغذية التي تُزرع والتي تستعمل بها كمية كبيرة من المغذيات الكيميائية، موضحاً، أن المزروعات اللبنانية ممنوعة من دخول أوروبا لما تحتويه على كميات هائلة من مواد مسرطنة.
 
وأضاف، أن الشعب اللبناني عانى دائماً من مرض السرطان، وتعجّب من الطبيب الذي ادّعى أن اللاجئين السوريين هم من أحد مسببات المرض.
 
كما لفت أن كمية النفايات في لبنان هائلة، وللآن هي لا تُطمر بطريقة صحيّة.

قد يهمك: لبنان يخصص مراكز لتنسيق عودة اللاجئين السوريين
 
ولاقت المادة استنكاراً لدى نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي واعتبروا ذلك جزءاً من حملة عنصرية تشنها القناة على اللاجئين السوريين، الأمر الذي دفع القناة إلى نشر توضيح.
 
وجاء في توضيح الـ mtv  ، أن المنشور ليس رأي الموقع، الذي يفترض ألا يملك رأياً طبياً علمياً، كما أنّه ملزم، لأسبابٍ مهنيّة، بعدم إدخال تعديل على رأي الطبيب، ولو كان مستفزّاً لكثيرين.
 
وحول أخلاقيات نشر مثل تلك المواد على وسائل الإعلام،  قال الصحفي أحمد المحمد لروزنة، إن مجرد موافقة الوسيلة الإعلامية، أي الـ mtv ،على نشر كلام الطبيب هو نقل لخطاب يحض على الكراهية حيال السوريين.
 
وأضاف، أنه من المفترض أن تحمل الوسيلة الإعلامية  قيماً أخلاقية تتمثّل بعدم نشر ما يسيء للآخرين أو يدفع المتلقين إلى اتّخاذ موقف سلبي منه، كما أنّ من واجب الـ mtv  أن تسأل الطبيب عن تفاصيل طبية وعلى ماذا اعتمد علمياً في كلامه.
 
ولفت إلى أن المادة الأخيرة للقناة هي ليست المادة الأولى من نوعها في التحريض على السوريين، إذ سبق وبثّت القناة عدة تقارير مصوّرة ومكتوبة تصب في خانة العنصرية ضد السوريين في لبنان.

يشار إلى أن عدد من الأطراف السياسية اللبنانية دعت بشكل متكرّر في الفترة الأخيرة إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، فيما ترفض أطراف لبنانية أخرى ذلك مشدّدة على أن إعادة اللاجئين ترتبط بوجود وضع آمن لهم في سوريا.