وسط تزايد المؤشرات على اقتراب معركة إدلب، وتزاحم التصريحات المتعلقة بالمواجهة العسكرية المتوقعة هناك، ظهرت إشارات جديدة ضمن إطار تحليلات المشهد العسكري في الشمال السوري.
فبعدما أنذرت كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا النظام السوري يوم الثلاثاء من استخدام الأسلحة الكيماوية في أي هجوم محتمل على إدلب، مهددة بأنها "سترد في الشكل المناسب"، حذر مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، أمس الأربعاء، بأن بلاده سترد "بقوة شديدة" في حال استخدمت دمشق أسلحة كيميائية في سياق هجومها للسيطرة على محافظة إدلب، وقال في تصريحات صحفية بأنه يأمل في أن تكون ضربات أمريكية سابقة ضد النظام السوري شكلت رادعًا عن استخدام أسلحة كيميائية.
وفي ضوء ذلك أفادت وكالة سبوتنيك الروسية بأن "جماعات إرهابية" تعد لهجوم كيماوي في المناطق الممتدة بين جسر الشغور وريف اللاذقية في الشمال الشرقي.
وعلى وقع هذه التصريحات التي يندرج جزء منها ضمن إطار التهديد، وفي جزئها الآخر ترمى الإتهامات التي تستبق إشعال فتيل المعركة، فجميعها يصب بأنها تعتبر مؤشراً لافتاً على تغيرات ميدانية قد تطرأ خلال الفترة القريبة المقبلة.
هل يعتبر بيان الحلف الثلاثي ضوء أخضر لبدء معركة إدلب؟
وعن التوجهات الحقيقية التي أرادت كلاً من بريطانيا وأميركا وفرنسا إرسالها من خلال بيانهم المشترك يوم الثلاثاء، قال الخبير الاستراتيجي العميد أحمد رحال في تصريحات لراديو روزنة بأن مقصد البيان المشترك للدول الغربية هو مقصد واضح معتبراً بأنه مطلب حق يقصد به باطل، وبأن الدول الكبرى التي أصدرت البيان تعطي الضوء الأخضر لبدء معركة إدلب.
وأضاف رحال " واضح بأنه ليس لديهم مانع في القيام بأي عمل عسكري تجاه إدلب، فالرسالة واضحة أنه بإمكان النظام فعل أي شيء في إدلب إلا السلاح الكيميائي فهو خط أحمر، فهذا الكلام ليس بالجديد على أميركا والغرب، وبالتالي اعتبره نوع من الموافقة الضمنية على ما سيحصل في إدلب وعن أي عمل عسكري سيحصل هناك".
وأما الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نضال السبع فقد كان له رأي مختلف حول ذلك، حيث أشار في حديث خاص لراديو روزنة أن الدول الثلاثة تحاول أن تعرقل الاندفاع السوري الروسي تجاه ادلب، "بالتالي فإن إدخال موضوع الكيماوي وهو أمر غير مطروح بالمطلق فهي دعوة مسبقة لتنظيم جبهة النصرة من أجل افتعال هذا الحادث خلال المعارك المقبلة على ادلب".
وكشف المحلل السياسي اللبناني في حديثه لروزنة أن روسيا تلعب دورا مهما أمنيا وعسكريا بخصوص إدلب، " فعلى الجانب الأمني وعبر اتصالات أجراها الجنرال الروسي ألكسندر زورين الذي زار المنطقة، فقد التقى عدد كبير من الفصائل السورية المعارضة والتي ستتعاون مع دمشق ومع الجانب الروسي من أجل القضاء على الإرهاب"، معتبراً أن الولايات المتحدة أدركت أن مشروعها بدأ يتهاوى وسيكون الجانب السوري في حال تم القضاء على جبهة النصرة في إدلب؛ قد وصل إلى خطوط التماس مع الأميركي، حسب قول السبع.
وتابع بالقول "الأميركي يرتب أمراً خطيراً في الشمال السوري، فقبل حوالي أسبوع تقريبا أدخلت الولايات المتحدة 150 شاحنة سلاح من العيار الثقيل لقوات سوريا الديمقراطية، كما قامت بتأهيل مطار الشدادي وتوسعته، وانزلت به معدات ثقيلة".
خلاف موسكو المحتمل مع أنقرة أم مع دمشق؟
البيان الغربي المشترك اعتبره مراقبون بأن الغاية منه قد تكون لدفع دمشق إلى معركته العسكرية مع حليفه الإيراني بغنى عن روسيا التي تتفاهم مع تركيا بشكل وثيق، في مسعى لانقلاب على ترتيبات روسيا في المشهد السوري التي باتت تتحكم به بشكل لافت، والتي قد تتأثر بذلك العلاقة التي تعمقت مؤخراً مع تركيا.
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع في حديثه لروزنة أن هناك تفاهم كبير حصل بين روسيا وتركيا، معتقداً أن تركيا تخلت عن الفصائل بشكل كامل للجانب الروسي، "روسيا تقوم الآن بسلسلة من الاتصالات مع فصائل المعارضة السورية المعتدلة في إدلب للتعاون مع الجيش السوري، وتصميم الولايات المتحدة على إقامة الكيان الكردي سوف يعزز من فرص التفاهم ما بين دمشق وانقرة وبغداد وطهران، وعلى الرغم من عدم وجود اتصالات مباشرة حاليا ما بين دمشق وانقرة إلا أن الأمور تتجه نحو هذا التفاهم، خاصة إذا ما استمرت الولايات المتحدة بدعم المشروع الكردي".
بينما يرى الخبير الاستراتيجي أحمد رحال حول إمكانية انقلاب النظام السوري على حليفه الروسي فيما يخص معركة إدلب؛ بأن النظام السوري لم يعد ذو صلاحية ولم يعد يملك قرار حتى ضمن بيته الداخلي، حسب وصفه.
وأضاف متابعاً في تصريحه لروزنة "المعلومات التي لدينا تقول بأن الروس سوف يسيطرون على المربع الأمني بدمشق وحل بعض الأفرع الأمنية وكذلك اعتقال ضباط في المخابرات، فحين تصل السيطرة الروسية لهذه الدرجة يعني لم يعد شيء هناك اسمه نظام يسيطر عليه الأسد، فالنظام السوري أصبح في إطار الموت السريري وانتهى وضعه، ويتحكم فيه إن كان الإيراني أو الروسي".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دعا قوات المعارضة السورية في إدلب، يوم الإثنين، بأن تنأى بنفسها عن جبهة النصرة، في وقت أبدت فيه رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس، مخاوفها من إمكانية شنّ النظام السوري هجومًا كيميائيًا جديدًا على محافظة إدلب، وقالت بأنه "ليست لديها معلومات قابلة للنشر بهذا الخصوص، إلا أن ما قام ويقوم به النظام السوري في مناطق أخرى، وسماح روسيا بتلك الممارسات، ينذر بتعرض إدلب لهجوم كيميائي".
فبعدما أنذرت كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا النظام السوري يوم الثلاثاء من استخدام الأسلحة الكيماوية في أي هجوم محتمل على إدلب، مهددة بأنها "سترد في الشكل المناسب"، حذر مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، أمس الأربعاء، بأن بلاده سترد "بقوة شديدة" في حال استخدمت دمشق أسلحة كيميائية في سياق هجومها للسيطرة على محافظة إدلب، وقال في تصريحات صحفية بأنه يأمل في أن تكون ضربات أمريكية سابقة ضد النظام السوري شكلت رادعًا عن استخدام أسلحة كيميائية.
وفي ضوء ذلك أفادت وكالة سبوتنيك الروسية بأن "جماعات إرهابية" تعد لهجوم كيماوي في المناطق الممتدة بين جسر الشغور وريف اللاذقية في الشمال الشرقي.
وعلى وقع هذه التصريحات التي يندرج جزء منها ضمن إطار التهديد، وفي جزئها الآخر ترمى الإتهامات التي تستبق إشعال فتيل المعركة، فجميعها يصب بأنها تعتبر مؤشراً لافتاً على تغيرات ميدانية قد تطرأ خلال الفترة القريبة المقبلة.
هل يعتبر بيان الحلف الثلاثي ضوء أخضر لبدء معركة إدلب؟
وعن التوجهات الحقيقية التي أرادت كلاً من بريطانيا وأميركا وفرنسا إرسالها من خلال بيانهم المشترك يوم الثلاثاء، قال الخبير الاستراتيجي العميد أحمد رحال في تصريحات لراديو روزنة بأن مقصد البيان المشترك للدول الغربية هو مقصد واضح معتبراً بأنه مطلب حق يقصد به باطل، وبأن الدول الكبرى التي أصدرت البيان تعطي الضوء الأخضر لبدء معركة إدلب.
وأضاف رحال " واضح بأنه ليس لديهم مانع في القيام بأي عمل عسكري تجاه إدلب، فالرسالة واضحة أنه بإمكان النظام فعل أي شيء في إدلب إلا السلاح الكيميائي فهو خط أحمر، فهذا الكلام ليس بالجديد على أميركا والغرب، وبالتالي اعتبره نوع من الموافقة الضمنية على ما سيحصل في إدلب وعن أي عمل عسكري سيحصل هناك".
وأما الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نضال السبع فقد كان له رأي مختلف حول ذلك، حيث أشار في حديث خاص لراديو روزنة أن الدول الثلاثة تحاول أن تعرقل الاندفاع السوري الروسي تجاه ادلب، "بالتالي فإن إدخال موضوع الكيماوي وهو أمر غير مطروح بالمطلق فهي دعوة مسبقة لتنظيم جبهة النصرة من أجل افتعال هذا الحادث خلال المعارك المقبلة على ادلب".
وكشف المحلل السياسي اللبناني في حديثه لروزنة أن روسيا تلعب دورا مهما أمنيا وعسكريا بخصوص إدلب، " فعلى الجانب الأمني وعبر اتصالات أجراها الجنرال الروسي ألكسندر زورين الذي زار المنطقة، فقد التقى عدد كبير من الفصائل السورية المعارضة والتي ستتعاون مع دمشق ومع الجانب الروسي من أجل القضاء على الإرهاب"، معتبراً أن الولايات المتحدة أدركت أن مشروعها بدأ يتهاوى وسيكون الجانب السوري في حال تم القضاء على جبهة النصرة في إدلب؛ قد وصل إلى خطوط التماس مع الأميركي، حسب قول السبع.
وتابع بالقول "الأميركي يرتب أمراً خطيراً في الشمال السوري، فقبل حوالي أسبوع تقريبا أدخلت الولايات المتحدة 150 شاحنة سلاح من العيار الثقيل لقوات سوريا الديمقراطية، كما قامت بتأهيل مطار الشدادي وتوسعته، وانزلت به معدات ثقيلة".
خلاف موسكو المحتمل مع أنقرة أم مع دمشق؟
البيان الغربي المشترك اعتبره مراقبون بأن الغاية منه قد تكون لدفع دمشق إلى معركته العسكرية مع حليفه الإيراني بغنى عن روسيا التي تتفاهم مع تركيا بشكل وثيق، في مسعى لانقلاب على ترتيبات روسيا في المشهد السوري التي باتت تتحكم به بشكل لافت، والتي قد تتأثر بذلك العلاقة التي تعمقت مؤخراً مع تركيا.
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع في حديثه لروزنة أن هناك تفاهم كبير حصل بين روسيا وتركيا، معتقداً أن تركيا تخلت عن الفصائل بشكل كامل للجانب الروسي، "روسيا تقوم الآن بسلسلة من الاتصالات مع فصائل المعارضة السورية المعتدلة في إدلب للتعاون مع الجيش السوري، وتصميم الولايات المتحدة على إقامة الكيان الكردي سوف يعزز من فرص التفاهم ما بين دمشق وانقرة وبغداد وطهران، وعلى الرغم من عدم وجود اتصالات مباشرة حاليا ما بين دمشق وانقرة إلا أن الأمور تتجه نحو هذا التفاهم، خاصة إذا ما استمرت الولايات المتحدة بدعم المشروع الكردي".
بينما يرى الخبير الاستراتيجي أحمد رحال حول إمكانية انقلاب النظام السوري على حليفه الروسي فيما يخص معركة إدلب؛ بأن النظام السوري لم يعد ذو صلاحية ولم يعد يملك قرار حتى ضمن بيته الداخلي، حسب وصفه.
وأضاف متابعاً في تصريحه لروزنة "المعلومات التي لدينا تقول بأن الروس سوف يسيطرون على المربع الأمني بدمشق وحل بعض الأفرع الأمنية وكذلك اعتقال ضباط في المخابرات، فحين تصل السيطرة الروسية لهذه الدرجة يعني لم يعد شيء هناك اسمه نظام يسيطر عليه الأسد، فالنظام السوري أصبح في إطار الموت السريري وانتهى وضعه، ويتحكم فيه إن كان الإيراني أو الروسي".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دعا قوات المعارضة السورية في إدلب، يوم الإثنين، بأن تنأى بنفسها عن جبهة النصرة، في وقت أبدت فيه رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس، مخاوفها من إمكانية شنّ النظام السوري هجومًا كيميائيًا جديدًا على محافظة إدلب، وقالت بأنه "ليست لديها معلومات قابلة للنشر بهذا الخصوص، إلا أن ما قام ويقوم به النظام السوري في مناطق أخرى، وسماح روسيا بتلك الممارسات، ينذر بتعرض إدلب لهجوم كيميائي".
الكلمات المفتاحية