هكذا يقضي السوريون عيدهم في بلدان اللجوء

هكذا يقضي السوريون عيدهم في بلدان اللجوء
الأخبار العاجلة | 22 أغسطس 2018
عيدٌ آخر يمر على السوريين في بلاد المهجر، حاملاً معه بهجةً أقل وحنيناً أكثر لسوريا، فالشعور بالغربة والافتقاد لأجواء ومظاهر العيد حالة عامة تجمع السوريين في بلدان اللجوء الأوروبي. 
 
في تركيا..لم يعد العيد يحتفظ بقيمته لدى السوريين
 
لمّة الأهل والأصحاب والزيارات المتبادلة في أيام العيد هي ما تميّزه عادة، لكن الوضع مختلف في مدينة إسطنبول، إحدى أكبر تجمعات السوريين في الخارج، فتقول هدى أبو نبّوت المُقيمة في إسطنبول منذ أكثر من أربع سنوات، "يفتقد السوريون إلى هذه الأجواء فالعلاقات الاجتماعية بينهم ضعيفة رغم كثرة أعدادهم".
 
 مُرجعة ذلك إلى ظروف الحياة الصعبة، وأيضاً المسافات الكبيرة بين أحيائها والتي تُعيق ذلك في غالب الأحيان، وتضيف هدى أن العيد لديها يقتصر على زيارة أماكن محددة فقط.
  
بينما يتحدث الشاب السوري خليفة الخليفة لمراسل راديو روزنة (وليد الآغا) أن أقصى ما يمكن أن يقوم به في العيد هو الاجتماع مع بعض الأصدقاء، واسترجاع ذكرياتهم عن العيد التي يفتقدون إليها هنا، ويضيف أن ما يتمنى وجوده في العيد، هو الاجتماع بالعائلة والأصدقاء مجدداً، فلا معنى للعيد بغيابهم.
 
 
هكذا يقضي السوريون عيدهم في بلدان اللجوء
 اسطنبول - تركيا
 
وتختلف أنشطة السوريين في تركيا خلال أيام العيد باختلاف مجالاتهم، فالبعض استطاع أن يعوّض افتقاده لأجواء ومظاهر العيد بأنشطة إنسانية واجتماعية مثل دعاء فتوح الناشطة المتطوعة في فريق سواعد، حيث تقول دعاء أن الوضع كان صعباً عليها في بداية قدومها لإسطنبول منذ ثلاث سنوات ونصف، ولكن الأنشطة التي تقوم بها مع الفريق في العيد والموجهة بمعظمها للأطفال، تعوّض غياب الأهل والأصدقاء.
 
العيد في عيون السوريين بالسويد
 
ويسعى السوريون في السويد إلى عيش البهجة التي كانت سائدة في أيامه السورية عله يذوق طعم الفرح من جديد بعد غيابه لسنوات طويلة عن بلده. 
 
للعيد في الوطن الأم طعم خاص، هكذا عبّرت أمينة عن شعورها تجاه مظاهر العيد في السويد التي لجأت إليها منذ أكثر من أربع سنوات، وتتحدث لمراسلة روزنة (تاليا مصطفى)  " عيد الأضحى لا يحمل أي  معنى عند قضائه بعيدا عن بيئته ووطنه، حتى وإن حاول البعض وضعه في إطار الفرح والبهجة سواء بشراء ملابس العيد للأطفال أو التجول في المولات، حيث تنقصه تلك السعادة النابعة من الأعماق، التي لا نجدها سوى في أرض الوطن".
 
بينما يرى أحمد (لاجىء سوري) أن العيد مصيبة وتعب جسدي، بقوله "في أيام العيد أسافر إلى بعض المناطق السويدية لزيارة إخواتي والذهاب سوياً لتناول الطعام خارجاً"، وتابع الشاب السوري "العيد يشعرنا في كل سنة بالغربة نظرا لفقدان أجواء العيد إلا أن وجود الاخوة يخفف نوعاً ما وجع الغربة".
 
 
هكذا يقضي السوريون عيدهم في بلدان اللجوء
 ستوكهولم - السويد
 
فيما يعتبر أنس أن العيد مقتصر على المطاعم فقط، حيث قال "إننا نصنع أجواء مصطنعة لنعيش العيد كما هو في سوريا من خلال الذهاب إلى المطاعم، علماً أن التغير الأساسي المحزن هو أنه لا عيد في أوروبا، في حين وجدت الطفلة السورية رنا أن العيد عبارة عن الذهاب إلى المدرسة والعودة لتناول الطعام مع والدها إضافة إلى حصولها على مصروف العيد أو "العيدية"، وعن اختلاف العيد بين سوريا والسويد، أجابت الطفلة السورية "العيد في سوريا عنوانه الازدحام والفرحة واللعب مقارنة بالسويد التي لاتعيش الفرحة في أيامها على الإطلاق".
 
ألمانيا تخلو من بهجة العيد!
  
ورغم اختلاف اللغات والعادات، يجتمع المسلمين في ألمانيا للاحتفال بعيد الأضحى، حيث تمتاز أجواء العيد في برلين باكتظاظ الأسواق والمحال التجارية بالناس، قبل أيام قليلة من حلوله، ويزداد الطلب على كثير من البضائع أهمها؛ الملابس والحلويات المتنوعة وألعاب الأطفال.
 
ويحتفل السوريون في هذا العام بعيد الاضحى كل على طريقته ووفق إمكانياته، فيما ما تزال آثار الحرب التي دمرت بلدهم منذ سنوات وشردت الملايين منهم؛ لا تزال بارزة على وجوههم.
 
هكذا يقضي السوريون عيدهم في بلدان اللجوء
 برلين - ألمانيا

ويقول "ياسر خلايلي" لمراسل راديو روزنة (أنس الخبير) أن هذا العيد هو الثالث له في ألمانيا ويقضيه  بعيدا عن والدته وإخوته؛ الذين لا يزالون في  سوريا، ويذكر أن أسواق برلين تحوي جميع المنتجات السورية و يحاول من خلال ذلك  قدر الإمكان التسوق وإرجاع بهجة العيد التي افتقدها منذ مغادرته سوريا.

 أما الطفلة "حلا" التي قدمت منذ عام إلى ألمانيا تقول: بأنها تستيقظ في الصباح لتأخذ عيديتها وتذهب للعب بـ”المراجيح” لكنها تفتقد لأصدقائها في سوريا و على حد وصفها العيد في سوريا أجمل .

بينما يتحدث آخرون لروزنة أن أجواء العيد في ألمانيا خالية من البهجة بالرغم من أنه يعيش فيها ثاني أكبر جالية إسلامية في أوروبا، فلا تمنح الحكومة الألمانية إجازة لعيد الأضحى، إذ يضطر كثير منهم لمزاولة أعمالهم بشكل طبيعي أيام العيد، وبسبب شروط العمل القاسية لا يمكنهم أخذ عُطلة على حسابهم الخاص.
 
وعلى الرغم من وحشة مشهد العيد في أوروبا، إلا أن السوري يحاول صنع عيده لأربعة أيام؛ من خلال تفاصيل بسيطة تخفف من وطأة الغربة وكمية الحنين التي قد تطول.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق