تتفاقم الأزمة بين التيارات السياسية في لبنان، مع تأخر تشكيل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منذ ما يقارب الثلاثة أشهر على تكليفه من قبل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون.
وما زاد من تعقيد الأزمة السياسية؛ موقف القوى السياسية في لبنان؛ من عودة العلاقات السياسية المباشرة مع دمشق، وهو الأمر الذي رفضه الحريري بشكل قطعي واعتبره معطلاً حاسماً لتشكيل الحكومة.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، يوم الثلاثاء الفائت أن "عودة العلاقات مع النظام السوري أمر لا نقاش فيه" وأضاف في تصريحات إعلامية "إذا كان الآخرون يصرون على عودة العلاقات اللبنانية السورية من باب معبر نصيب، فعندها لن تتشكل الحكومة، وأقول هذا بكل صراحة".
هل تلعب السعودية دوراً محورياً في عودة العلاقات؟
وقال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع في حديث خاص لراديو روزنة؛ تعليقاً على تصريحات الرئيس الحريري وموقفه من إعادة العلاقات السياسية مع دمشق، "استعجل الرئيس الحريري بهذا التصريح، فمنذ استشهاد والده عام 2005 دخل بخصومة سياسية مع دمشق، ورغم ذلك عندما حصل التوافق السعودي السوري آنذاك، ذهب إلى دمشق وبات ليلتين في القصر الرئاسي، وبالتالي عندما يتم التوافق بين سوريا والسعودية، فإن الرئيس الحريري حكماً سوف يتوجه إلى دمشق".
واستذكر السبع موقف الرئيس الحريري من عودته إلى لبنان بعد غياب طويل "الرئيس الحريري قال في بداية الأزمة السورية بأنه لن يعود إلى لبنان إلا بعد سقوط النظام السوري، وهذا ما لم يحدث، فالحريري وجد تغيرات في موازين القوى مما اضطره لقطع فترة ابتعاده الطويلة ويعود إلى لبنان".
وأضاف " الحكومة السورية تخوض معركة مع تنظيم الإخوان المسلمين؛ وكذلك السعودية أيضاً بالإضافة للإمارات تخوض نفس المعركة، فهناك إشكالية كبيرة مع قطر وتركيا على خلفية دعم الإخوان المسلمين، وبالتالي اليوم السعودية وسوريا تتقاربان، وأعتقد أن هناك تفاهمات تحصل وشهدنا بوادرها بالجنوب السوري، وهناك جزء من هذه التفاهمات تحصل مع روسيا".
روسيا تسعى لتحقيق أهدافها عبر لبنان؟
ولفت السبع خلال حديثه لروزنة إلى أن الجانب الروسي يقوم باتصالات تحت الطاولة بين السعودية وسوريا في محاولة لتقريب وجهات النظر، وكذلك روسيا تعمل في هذا السياق مع الجانب اللبناني من خلال الاتصال مع قوى لبنانية بمحاولة لاجتراح الحلول؛ حسب قوله، مضيفاً "ويعتمد ذلك على ثلاث نقاط، تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الحريري، وترتيب عودة اللاجئين السوريين، وفتح العلاقات المباشرة بين الحكومتين اللبنانية والسورية".
وكان وفد روسي زار بيروت نهاية الشهر الفائت برئاسة ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي، قد طلب إعادة التواصل السياسي بين بيروت ودمشق، لتسهيل تنفيذ المبادرة التي أطلقتها موسكو لإعادة اللاجئين السوريين.
من جانبها توقعت الكاتبة الصحفية اللبنانية ديانا مقلد في حديث لراديو روزنة أن لبنان لن يصمد طويلا أمام مسالة عودة العلاقات، وتابعت "على المستوى الأخلاقي لست أبداً مع عودة العلاقات لكن امنياتي وقناعاتي لا مكان لها في السياسة، هناك أطراف إقليمية ودولية تسعى لتوطيد الأمر؛ وفي مقدمتهم روسيا والولايات المتحدة ولا ننسى ضغط إيران، وهذا ينعكس داخليا على عدة أطراف من خلال حزب الله والتيار العوني".
الاقتصاد عامل ضغط لعودة العلاقات السياسية
وأشارت مقلد إلى عدم وجود رفض عربي خليجي حاسم لمسألة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، قائلة بأن "المشكلة الأكبر هي الضغط الاقتصادي، فالقطاع الزراعي في لبنان يعاني بسبب عدم تصريف المحاصيل، وهناك أيضاً قضية اللاجئين، والأهم هو ضعف لبنان نفسه عن القدرة في الوقوف بوجه تحالفات إقليمية ودولية كبرى".
وحول تأثير الجانب الاقتصادي على الدفع نحو فتح العلاقات السياسية المباشرة بين دمشق وبيروت قال السبع لروزنة " مرور الشاحنات التجارية عبر لبنان هو مطلب لبناني، فعملية التصدير عبر سوريا تعطي عوائد كبيرة للاقتصاد اللبناني بحوالي المليار دولار، ودمشق تطلب إعادة العلاقات السياسية المباشرة وليس فقط التنسيق الأمني؛ لأنها ترى أن الفرصة الآن مواتية لذلك، بعد الأغلبية البرلمانية الحاصلة الآن للقوى اللبنانية المؤيدة لدمشق، وكذلك فدمشق ترى أنها المنتصرة بالواقع الميداني والعسكري على الأرض السورية".
بينما اعتبرت مقلد في حديثها لراديو روزنة أن لبنان سيجد نفسه في أزمة بسبب مسألة عودة العلاقات مع دمشق، " لبنان ودول المنطقة في خضم أزمة أخلاقية وسياسية لجهة التطبيع مع النظام السوري".
فيما أكد السبع من جانبه بأن عودة العلاقات المباشرة بين دمشق وبيروت سوف تتحقق وإن لم يكن في الوقت الحالي "الجغرافيا تربط لبنان من الشمال والشرق بسوريا، ومن الجنوب إسرائيل، فلا خيار أمام لبنان إلا أن يذهب إلى إسرائيل وهذا أمر غير مقبول وغير مطروح، وإما أن يتوجه إلى سوريا وبالتالي لبنان مضطر للتعامل مع الأمر الواقع الموجود في دمشق".
كيف ردّ رئيس مجلس النواب على موقف الحريري؟
وكانت مصادر مقربة من تيار "المستقبل" اللبناني بحسب صحيفة "العرب اللندنية"، قالت أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لن يخضع إلى ما أسمته "ابتزاز" عودة العلاقات السياسية؛ كشرط لتسهيل تشكيل حكومته، فيما أكدت المصادر أن تشبث الحريري بموقفه في شأن طبيعة العلاقة مع دمشق يستند على موقف إقليمي غربي يرفض حتى الآن إعطاء شرعية للنظام السوري.
بينما أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، يوم أمس الخميس حاجة لبنان إلى التنسيق مع سوريا، وقال في تعليقه على موقف الحريري حول رفض تضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري، قال الرئيس بري في تصريحات بأن "هذا الكلام غير واقعي ولا يفيد، فهناك علاقات دبلوماسية بين البلدين، وسبق للحريري نفسه أن عيّن، قبل أشهر قليلة، سفيراً للبنان لدى سوريا، ناهيك عن وجود مجلس أعلى لبناني- سوري".
للإستماع إلى المقابلة الكاملة مع المحلل السياسي اللبناني السيد نضال السبع
وما زاد من تعقيد الأزمة السياسية؛ موقف القوى السياسية في لبنان؛ من عودة العلاقات السياسية المباشرة مع دمشق، وهو الأمر الذي رفضه الحريري بشكل قطعي واعتبره معطلاً حاسماً لتشكيل الحكومة.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، يوم الثلاثاء الفائت أن "عودة العلاقات مع النظام السوري أمر لا نقاش فيه" وأضاف في تصريحات إعلامية "إذا كان الآخرون يصرون على عودة العلاقات اللبنانية السورية من باب معبر نصيب، فعندها لن تتشكل الحكومة، وأقول هذا بكل صراحة".
هل تلعب السعودية دوراً محورياً في عودة العلاقات؟
وقال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع في حديث خاص لراديو روزنة؛ تعليقاً على تصريحات الرئيس الحريري وموقفه من إعادة العلاقات السياسية مع دمشق، "استعجل الرئيس الحريري بهذا التصريح، فمنذ استشهاد والده عام 2005 دخل بخصومة سياسية مع دمشق، ورغم ذلك عندما حصل التوافق السعودي السوري آنذاك، ذهب إلى دمشق وبات ليلتين في القصر الرئاسي، وبالتالي عندما يتم التوافق بين سوريا والسعودية، فإن الرئيس الحريري حكماً سوف يتوجه إلى دمشق".
واستذكر السبع موقف الرئيس الحريري من عودته إلى لبنان بعد غياب طويل "الرئيس الحريري قال في بداية الأزمة السورية بأنه لن يعود إلى لبنان إلا بعد سقوط النظام السوري، وهذا ما لم يحدث، فالحريري وجد تغيرات في موازين القوى مما اضطره لقطع فترة ابتعاده الطويلة ويعود إلى لبنان".
وأضاف " الحكومة السورية تخوض معركة مع تنظيم الإخوان المسلمين؛ وكذلك السعودية أيضاً بالإضافة للإمارات تخوض نفس المعركة، فهناك إشكالية كبيرة مع قطر وتركيا على خلفية دعم الإخوان المسلمين، وبالتالي اليوم السعودية وسوريا تتقاربان، وأعتقد أن هناك تفاهمات تحصل وشهدنا بوادرها بالجنوب السوري، وهناك جزء من هذه التفاهمات تحصل مع روسيا".
روسيا تسعى لتحقيق أهدافها عبر لبنان؟
ولفت السبع خلال حديثه لروزنة إلى أن الجانب الروسي يقوم باتصالات تحت الطاولة بين السعودية وسوريا في محاولة لتقريب وجهات النظر، وكذلك روسيا تعمل في هذا السياق مع الجانب اللبناني من خلال الاتصال مع قوى لبنانية بمحاولة لاجتراح الحلول؛ حسب قوله، مضيفاً "ويعتمد ذلك على ثلاث نقاط، تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الحريري، وترتيب عودة اللاجئين السوريين، وفتح العلاقات المباشرة بين الحكومتين اللبنانية والسورية".
وكان وفد روسي زار بيروت نهاية الشهر الفائت برئاسة ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي، قد طلب إعادة التواصل السياسي بين بيروت ودمشق، لتسهيل تنفيذ المبادرة التي أطلقتها موسكو لإعادة اللاجئين السوريين.
من جانبها توقعت الكاتبة الصحفية اللبنانية ديانا مقلد في حديث لراديو روزنة أن لبنان لن يصمد طويلا أمام مسالة عودة العلاقات، وتابعت "على المستوى الأخلاقي لست أبداً مع عودة العلاقات لكن امنياتي وقناعاتي لا مكان لها في السياسة، هناك أطراف إقليمية ودولية تسعى لتوطيد الأمر؛ وفي مقدمتهم روسيا والولايات المتحدة ولا ننسى ضغط إيران، وهذا ينعكس داخليا على عدة أطراف من خلال حزب الله والتيار العوني".
الاقتصاد عامل ضغط لعودة العلاقات السياسية
وأشارت مقلد إلى عدم وجود رفض عربي خليجي حاسم لمسألة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، قائلة بأن "المشكلة الأكبر هي الضغط الاقتصادي، فالقطاع الزراعي في لبنان يعاني بسبب عدم تصريف المحاصيل، وهناك أيضاً قضية اللاجئين، والأهم هو ضعف لبنان نفسه عن القدرة في الوقوف بوجه تحالفات إقليمية ودولية كبرى".
وحول تأثير الجانب الاقتصادي على الدفع نحو فتح العلاقات السياسية المباشرة بين دمشق وبيروت قال السبع لروزنة " مرور الشاحنات التجارية عبر لبنان هو مطلب لبناني، فعملية التصدير عبر سوريا تعطي عوائد كبيرة للاقتصاد اللبناني بحوالي المليار دولار، ودمشق تطلب إعادة العلاقات السياسية المباشرة وليس فقط التنسيق الأمني؛ لأنها ترى أن الفرصة الآن مواتية لذلك، بعد الأغلبية البرلمانية الحاصلة الآن للقوى اللبنانية المؤيدة لدمشق، وكذلك فدمشق ترى أنها المنتصرة بالواقع الميداني والعسكري على الأرض السورية".
بينما اعتبرت مقلد في حديثها لراديو روزنة أن لبنان سيجد نفسه في أزمة بسبب مسألة عودة العلاقات مع دمشق، " لبنان ودول المنطقة في خضم أزمة أخلاقية وسياسية لجهة التطبيع مع النظام السوري".
فيما أكد السبع من جانبه بأن عودة العلاقات المباشرة بين دمشق وبيروت سوف تتحقق وإن لم يكن في الوقت الحالي "الجغرافيا تربط لبنان من الشمال والشرق بسوريا، ومن الجنوب إسرائيل، فلا خيار أمام لبنان إلا أن يذهب إلى إسرائيل وهذا أمر غير مقبول وغير مطروح، وإما أن يتوجه إلى سوريا وبالتالي لبنان مضطر للتعامل مع الأمر الواقع الموجود في دمشق".
كيف ردّ رئيس مجلس النواب على موقف الحريري؟
وكانت مصادر مقربة من تيار "المستقبل" اللبناني بحسب صحيفة "العرب اللندنية"، قالت أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لن يخضع إلى ما أسمته "ابتزاز" عودة العلاقات السياسية؛ كشرط لتسهيل تشكيل حكومته، فيما أكدت المصادر أن تشبث الحريري بموقفه في شأن طبيعة العلاقة مع دمشق يستند على موقف إقليمي غربي يرفض حتى الآن إعطاء شرعية للنظام السوري.
بينما أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، يوم أمس الخميس حاجة لبنان إلى التنسيق مع سوريا، وقال في تعليقه على موقف الحريري حول رفض تضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري، قال الرئيس بري في تصريحات بأن "هذا الكلام غير واقعي ولا يفيد، فهناك علاقات دبلوماسية بين البلدين، وسبق للحريري نفسه أن عيّن، قبل أشهر قليلة، سفيراً للبنان لدى سوريا، ناهيك عن وجود مجلس أعلى لبناني- سوري".
للإستماع إلى المقابلة الكاملة مع المحلل السياسي اللبناني السيد نضال السبع