أكاديميون في الاقتصاد: حذف الصفر إجراء وهمي لن يحسّن من قيمة العملة السورية

أكاديميون في الاقتصاد: حذف الصفر إجراء وهمي لن يحسّن من قيمة العملة السورية
أخبار | 15 أغسطس 2018

اقترح الخبير الاقتصادي في حكومة النظام السوري ووزير الصناعة السابق بركات شاهين، حذف الصفر من جميع العملات، لتحسين قيمة الليرة السورية، أي أن تصبح الخمسين ليرة خمس ليرات، وبالتالي يُختَصَر 97 بالمئة من العملة المتداولة، وتعود إلى وضعها قبل الحرب، مشيراً إلى أنه حينها تبدأ عجلة الاقتصاد بالدوران وترتفع الثقة بين المواطن والحكومة.

حذف الصفر ..هو ايهام للمواطن بتحسن وهمي في سعر الصرف

قال الدكتور عبد الكريم الحمود، وهو أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بجامعة مصطفى كمال التركية، في حديث خاص لروزنة، إنّ "حذف صفر من قيمة العملة السورية لن يؤثر في تحسّن حقيقي في قيمة الليرة، ولا في الواقع الاقتصادي"، مضيفاً أنّ "قيمة العملة الاقتصادية الحقيقية تنتج عن جملة من المعطيات الواقعية في السوق، وليس عن مجموعة من الإجراءات الشكلية، تهدف إلى ايهام المواطن بتحسن وهمي في سعر الصرف".
 
وبيّن أنّ "ارتفاع أو انخفاض قيمة أي عملة يحكمه العمل على تحسين مجموعة من المؤشرات النقدية والمالية ، أبرزها: (حجم احتياطي النقد الأجنبي، نسبة الدين الخارجي من الناتج الإجمالي الخام، وضعية الميزان التجاري، ونسبة التضخم)، وعليه  يجب تبني سياسات نقدية ومالية فعالة تعمل على تحسين المؤشرات التي تعكس الوضعية الاقتصادية والمالية لأي بلد".

اقرأ أيضاً: عملة سورية فوتوشوب..والمركزي يوضح
 
وأشار إلى أنّ "الوضع الاقتصادي في سورية حالياً لا يشير إلى تحسن على مستوى الواقع الاقتصادي المعاش فالبلد لا زالت تعيش حالة حرب حيث النسبة المرتفعة لمعدلات البطالة إضافة للتردي المستمر في مستوى المعيشة والخدمات، والارتفاع المستمر لمعدل التضخم، أي أن الوضع السياسي والعسكري لم يحسم بعد وهذا الأمر له تأثير كبير على الاقتصاد السوري وقيمة العملة التي تبدو حاليا في وضع شبه مستقر عند 450 ل.س تقريبا للدولار الواحد".
 
ولفت إلى أنّ "غياب إدارة مركزية فالبلد تقع تحت سيطرة أطراف عدة فشرق البلاد تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية والشمال تحت سيطرة فصائل المعارضة وهذه الأطراف ربما ترفض هكا إجراء وتدعوا الناس للتعامل بعملات أخرى كالدولار نفسه".
 
تأتي تصريحات الحمود، ردًا على اقترح بركات شاهين، معاون وزير صناعة سابق، والمتضمن: "حذف صفر من العملات السورية"، واصفاً الأمر بأنه سيكون “أعظم هدية من الممكن أن تقدمها الحكومة للمواطن”.
 
حذف الصفر .. لن يغير من الواقع

وفي السياق ذاته، قال الدكتور مسلم طالاس، وهو دكتور الاقتصاد في جامعة ارتكوا التركية: إنّ "حذف صفر من العملة السورية؛ سيُسهل من العمليات الإجرائية والحسابية ليس أكثر، خاصة وأن قيمة الرواتب والأجور موطنه بالليرة السورية وليس الدولار، وبالتالي لن يغير الإجراء من أي شيء في واقع الاقتصاد السوري".

وأشار إلى أنّ "الدول تلجأ إلى حذف الأصفار في حالة كانت الدورة الاقتصادية في صعود، وهو أمر مستحسن، أما في حالة الركود فلا يستحسن، وبرأيي في الحالة السورية غير مستحسن القيام بذاك الإجراء".

وتدهورت قيمة العملة السورية منذ اندلاع الثورة السورية، نتيجة الحرب حيث كان في الـ 2011  تعادل نحو 50 ليرة لكل دولار أمريكي، إلى أن وصل اليوم إلى نحو 500 ليرة سورية مقابل كل دولار أمريكي، بسبب تعزّز السوق السوداء مع تراجع كمية العملات الأجنبية نتيجة العقوبات الدولية، إضافة لتدهور الأوضاع المالية والاقتصادية وانهيار العديد من القطاعات جراء الحرب، وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي ما أدى لانخفاض حاد في القوة الشرائية للّيرة السورية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق