تدخل غداً الأربعاء الأول من آب، القواعد الجديدة للم شمل أسر اللاجئين في ألمانيا - الذين يتمتعون بصفة الحماية الثانوية - حيّز التنفيذ، فيما انتقدت أحزاب ومنظمات كنسية ومجتمع مدني في ألمانيا هذه القواعد.
ويسمح وفقاً لتلك القواعد لنحو ألف لاجئ يتمتع بوضع الحماية الثانوية في ألمانيا، باستدعاء أقربائهم وعائلاتهم شهرياً، أي مايعادل نحو 100 ألف لاجئ ضمن تلك القواعد.
وأفادت وزارة الخارجية الألمانية، أن بعثاتها الدبلوماسية في الدول المجاورة لسوريا استقبلت 31 ألف طلب لم شمل من عائلات لاجئي الحماية الثانوية، فيما وصل العدد في السفارة الألمانية في بيروت وحدها إلى 22 ألف طلب، حسبما نقل موقع دويتشه فيله الألماني.
اقرأ أيضاً: داخلية ألمانيا تصف الخلاف مع ميركل بشأن اللاجئين بالخطير
من جانبها اتهمت رئيسة حزب الخضر الألماني المعارض أنالينا بيربوك، حكومة بلادها بتغيير طبيعة الدستور، مشيرة في مقابلة مع صحيفة باساو نوينبيريسه، إلى أن المادة السادسة من الدستور تضمن للأسر والأشخاص المتزوجين حماية خاصة.
بدورها اعتبرت عضو اتحاد الكنائس الانجيليكية الألمانية دياكوني، ماريا لوهايدا ، أن القواعد الصارمة تتناقض مع الحاجة إلى الحماية الإنسانية.
وأضافت لوهايدا، أنه بالنظر لوجود آلاف طلبات لم الشمل لدى البعثات الدبلوماسية في الخارج، فإنه من غير الواضح كيف سيتم اختيار ألف حالة شهرياً من بين هذا الكم الكبير من الطلبات، وانتقدت النظر لحالات لم شمل القاصرين من خلال السماح باستقدام والديهم وليس إخوانهم أو أخواتهم.
من جهته قالت منظمة كاريتاس التي تضم عشرات المنظمات الكنسية ومنظمات المجتمع المدني، إن العدد المسموح به شهرياً قليل جداً.
قد يهمك: مشروع ألماني بـ500 مليون يورو لتحفيز اللاجئين على العودة
وأشار رئيس منظمة الصليب الأحمر الألماني، إلى عدم أخذ وضع كل حالة عائلية في الاعتبار، وإلى الإجراءات "البيروقراطية" على حد وصفه، كان يطلب من المتقدمين وثائق يكون من المستحيل تأمينها، مثل الشهادات الطبية من داخل سوريا مباشرة.
واعترض رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني غيد ينسي، على الرفض العام للم شمل عائلات اللاجئين، قائلاً لصحيفة راينيشه بوست، إن كل شخص لديه الحق في لم شمل الأسرة، مؤكداً أن لم الشمل العائلي أحد وسائل دعم اندماج اللاجئين في المجتمع الألماني.
يذكر أن معاهدة الائتلاف بين التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، نصت على لمّ شمل ألف عائلة لاجئة من الحاصلين على الحماية الثانوية كل شهر، بدءاً من شهر آب القادم، وبحسب الخارجية الألمانية سيتم اختيار العائلات المشمولة بلم الشمل على أسس إنسانية كذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والجرحى وغيرهم.
يشار إلى أن أغلبية اللاجئين السوريين في المانيا وتتجاوز أعدادهم الـ 200 ألفاً حصلوا على إقامات مؤقتة قابلة للتجديد، في حين أقرت الداخلية الألمانية ترحيل عدد من اللاجئين ممن ارتكبوا مخالفات قانونية ولكنها لم ترحل قسرياً أيَّاً من اللاجئين السوريين بعد.