رفعت قوات النظام السوري علم النظام في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، بعد استعادتها السيطرة عليها من فصائل المعارضة بموجب اتفاق قضى بتسليم الأسلحة، وتسوية أمور الراغبين بالبقاء في المنطقة، وترحيل الراغبين إلى الشمال السوري.
وذكرت وكالة سانا، أن قوات النظام دخلت أمس الخميس إلى مدينة القنيطرة وقرية الحميدية شمالها، حيث رفعت علم النظام فيها.
ودخل النظام إلى قرى وبلدات سحم الجولان والشيخ حسين وكوكب والشبرق ومسيرته واللويحق، وسلبك في ريفي درعا الشمالي الغربي والقنيطرة الجنوبي الشرقي، كما دخل إلى بلدتي تسيل وعدوان في ريف درعا الشمالي الغربي، حسبما نقلت سانا عن مصدر عسكري.
وقالت رويترز نقلاً عن مصدر في المعارضة، إن القوات الروسية توصلت لاتفاق مع آخر مجموعة من فصائل المعارضة التي تسيطر على جزء من شمال غرب محافظة القنيطرة، مما جعل الحدود باكملها تحت سيطرة النظام.
وتابع مصدر المعارضة، أن مقاتلين في المعارضة يستكملون تسليم الأسلحة، كما ويتفاوضون مع ضباط روس حول الانضمام لوحدات في جيش النظام، تقوم بمهمات قوات محلية.
اقرأ أيضاً: القنيطرة: اتفاق مصالحة بين المعارضة وروسيا...ودخول حافلات لترحيل رافضي التسوية
وتوصلت روسيا إلى اتفاق مع فصائل المعارضة في القنيطرة جنوب سوريا في منتصف الشهر الجاري، يقضي بتسليم الأخيرة مناطق سيطرتها إلى جيش النظام السوري، وترحيل رافضي التسوية إلى الشمال السوري، حيث وصلت إلى محافظة إدلب في الـ 21 من ذات الشهر أول قافلة تقل مهجري محافظة القنيطرة.
وأضافت رويترز عن مصدر لم تسمه من المنطقة، إنه لا توجد إشارات حتى الآن على انتشار ملحوظ لقوات النظام في مواقعها السابقة قرب خط الفصل مع الجولان المحتل.
وأردف المصدر، أن هناك وجوداً قوياً لجماعات مسلحة تدعمها إيران في مناطق من القنيطرة.
قد يهمك: إدلب تستقبل أولى دفعات مهجري القنيطرة
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في وقت سابق، رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى "طرد الإيرانيين" من سوريا، مخاطباً الأسد: "الإيرانيين ساعدوك لكن وجودهم مضر ومؤذ ولن يجلب لك سوى الدمار والمشاكل"،
فيما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو روسيا سابقاً، أن حليفها رئيس النظام السوري بشار الأسد سيكون في مأمن من إسرائيل، لكن عليها أن تشجع القوات الإيرانية على الخروج من سوريا.
وقال مسؤول إسرائيلي، إن الاحتلال الإسرائيلي رفض عرضاً روسياً بإبقاء القوات الإيرانية في سوريا على بعد 100 كيلو متر من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة بالقنيطرة.
وينتشر في سوريا قوات من الحرس الثوري الإيراني، تصفهم طهران بـ "المستشارين العسكريين"، كما تدعم إيران جماعات تقاتل إلى جانب جيش النظام أبرزها "حزب الله" اللبناني، و"لواء أبو الفضل العباس" العراقي.
وبدأ النظام السوري بدعم روسي حملة عسكرية مكثّفة على ريف درعا جنوب سوريا، في الـ 19 من حزيران الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، وتدمير البنى التحتية وقرى بأكملها، فضلاً عن نزوح أثر من 330 ألف شخص إلى الحدود الأردنية، وخط الفصل مع الجولان المحتل، ليسيطر على مناطق واسعة من ريف درعا.
ولا تزال المعارك في شمال غرب درعا مستمرة بين قوات النظام السوري بدعم روسي وبين جيش "خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش في حوض اليرموك، لاستعادتها من الأخير.