تستمر حالةٌ من الارتباك بالتغطية على النقاط التي اتفق عليها الرئيسين الأمريكي والروسي، بعد نحو أسبوع ونصف على قمتهم في العاصمة الفنلندية "هلسنكي".
وتلا القمة، إشارةُ الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ووزير خارجيته "مايك بومبيو"، بالإضافة إلى مسؤولين روس، إلى صفقة محتملة حول سوريا، تتضمن مساعدة اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة على العودة لبلادهم، ومحاربة الإرهابيين.
وتحدث الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال القمة التي عُقدت الأثنين الماضي، عن أن بلاده والولايات المتحدة، تعملان معاً لـ "مساعدة اللاجئين السوريين على العودة إلى ديارهم"، الأمر الذي أيده ترامب بقوله مباشرة، "سنفعل ذلك".
معارضة مسؤولين كبار للفكرة
إلا أن مسؤولين كباراً من الإدارة الأمريكية، ضغطوا الفرامل على مناقشة هذه المقترحات حول اللاجئين، فيما كشف خبراء بأن الأمر "غير ملائم، وربما مستحيل"، حسب ما أوردت شبكة ABC الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن قائد وحدة القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال "جوزيف فوتيل" أنه لم يتلق أي توجيهات من البيت الأبيض بشأن محادثات "هلسنكي"، ولم ير سوى تقارير صحفية حول الخطة المشتركة - الأمريكية الروسية - لإعادة اللاجئين السوريين.
وقال الجنرال "فوتيل" للشبكة، "أنت لا تفعل أشياء فقط، لم أطلب ذلك. أنا لا أوصي بذلك. وستكون هذه خطوة كبيرة في هذه المرحلة".
و"فوتيل" لا يحمل هذا الموقف لوحده، فقد قال وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" أمس، "إن الولايات المتحدة لا تنسق العمليات مع روسيا في سوريا، ليس بعد على الأقل"، مضيفاً، "لن نفعل أي شيء إضافي حتى يتفاهم وزير الخارجية والرئيس في أي مرحلة سنبدأ العمل الى جانب حلفائنا مع روسيا في المستقبل، هذا لم يحدث بعد".
من ناحية أخرى، فإن خطة متعلقة بإعادة اللاجئين السوريين، لم يتم تكليف أحد بإجرائها بعد ضمن الإدارة الأمريكية، حيث نقلت الشبكة، عن مسؤول في الخارجية الأمريكية، إنه لم يتم تكليفهم بالتفكير في كيفية تنفيذ أي اتفاق يتعلق باللاجئين.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، "نحن لا نقترب من التوصل لاتفاق كهذا، لأنه لم يطلب منا أحد أي شيء أو القيام بأي شيء، أو إعداد أي شيئ".
من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "هيذر نوايرت" أمس، "نحن ندعم اللاجئين الذين يعودون لديارهم في ظل هذه الظروف، العودة الآمنة والطوعية والكريمة في الوقت الذي يختارونه وعندما يكون ذلك آمناً. لا أعتقد أن الوضع .. يسمح بذلك في الوقت الحالي".
هذا، وأشار سفير الولايات المتحدة السابق إلى سوريا "روبرت فورد" في حديث لـ "ABC"، أنه نظراً للوجود الأمريكي المحدود في سوريا، فهو غير قادر إلى حد كبير على التحقق مما إذا كانت الظروف آمنة للعودة، كما تدعي روسيا والنظام السوري".
ما الذي تقوم به روسيا إذاً؟
وفي وقت يتعرض فيه موقف الولايات المتحدة من صفقة إعادة اللاجئين، للتضخيم، فإن الروس على الجهة الأخرى، يتسابقون مع الزمن في إعداد خطط، ومحاولة تنفيذها.
كذلك أطلقت وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتَين مركز عمليات مشترك للتنسيق الأسبوع الماضي، في حين تواصل كبار الدبلوماسيين الروس مع المسؤولين اللبنانيين والأردنيين والفرنسيين منذ يوم انعقاد القمة، كما أكد مكتب رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" الأربعاء، إن البلدين يناقشان الخطة وأنهما يأملان أن تتمكن روسيا من معالجة "أزمة النزوح".
وبحسب نشرةٍ صادرة عن مركز استقبال وتوزيع وإعادة توطين اللاجئين التابع لوزارة الدفاع الروسية أمس، فإن 2084 لاجئ سوري عادوا لبلدهم خلال الـ 24 ساعة الماضية، معظمهم عبروا من لبنان والأردن، بينهم 625 امرأة، و 1062 طفل.
وأضاف المركز، أنه وبحسب معلومات موثوقة، فإن نحو 1.7 مليون لاجئ سوري في 8 دول حول العالم، عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى سوريا.
ووفقاً لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، يقيم ما يقرب من مليون لاجئ سوري في لبنان، وحوالي 700 ألف لاجئ في الأردن، ونحو 3.5 مليون لاجئ في تركيا، مما يجهد موارد تلك الدول، لذا ستكون حكوماتهم مستعدة لدعم أي خطة للبدء اللاجئين العائدين.