بقيت الأمور في السويداء متوترة حتى مساء يوم الأربعاء، بعد أن قامت كل السويداء رجال وشباب وشيوخ بالفزعة للقرى التي هاجمتها داعش، مع العلم أن الجيش لم يتدخل حتى الساعة الرابعة مساء، وقام الطيران بضرب عمق المهاجمين الدواعش في البادية الشرقية.
و حسب مراسل روزنة فقد طرد أهالي محافظة السويداء، المحافظ إبراهيم العشي، وقائد الشرطة، ووفد مرافق لهما، اليوم الخميس من مدينة شهبا، وذلك أثناء مشاركتهم في تشييع ضحايا الهجوم الذي شنه تنظيم "الدولة الإسلامية" على المحافظة.
الأهالي متخوفون بتجدد الاعتداءات
و لا تزال المخاوف الأمنية من اعادة تجدد الاعتداءات مستمرة وسط تحذيرات يتناقلها الاهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول مراسلة روزنة روز ماري أن حارات السويداء قامت بتأمين الحراسة الليلية عليها، و عملت على تأسيس فصائل محلية الأهلية ورجال الكرامة بنصب حواجز عند مداخل المدينة لتأمينها من أي هجوم مرتقب، وتخلل ذلك سماع بعض أصوات إطلاق النار ولكن لم يكن المصدر معروفا من قبل أحد.
و تم اخراج أغلب النساء والأطفال من القرى الشرقية للمحافظة، و رغم أن هناك بعضاً من العائلات قتلت كاملة أي الرجال والنساء والأطفال، لكن قسم منهم ايضاً رفض المغادرة.

شويخ العقل رفضوا قبل هجوم داعش طلبات الوفد الروسي
زار وفد روسي في ال 23 من شهر حزيران الماضي مدينة السويداء، وحسب ما ذكرت شبكة “السويداء 24” فان الوفد عقد في مبنى محافظة السويداء ايجتماعاً مغلقاً بحضور قيادات أمنية عالية المستوى، ومشيخة عقل الدروز ووجهاء من المنطقة.
وقالت الشبكة نقلًا عن مصادرها إن الاجتماع كان لمناقشة الأوضاع الداخلية في السويداء، و الجهات المسلحة الفاعلة على الأرض من الفصائل المحلية، وأضافت أن الروس أشاروا في الاجتماع الى وجود منظمات ارهابية في المدينة وضمنهم حركة “رجال الكرامة”، معربين عن نيتهم ايجاد حلول أمنية من الممكن اتخاذها أو عقد المصالحات في المنطقة.
وقال الصحفي السوري أسامة ديكار، ضمن الساعة الإخبارية خلال اتصال هاتفي معلقاً على الأحداث في السويداء أنها كانت مفاجئة، حيث تسلل عناصر من تنظيم داعش إلى المدينة واستهدفوا فيها المواطنين وكان العدد الأكبر من الضحايا وقع نتيجة استهداف السوق الشعبي.
وأشار أبو ديكار أن الاجتماع الأخير مع الوفد الروسي كانت نتائجه سلبية، حيث التقى مع شيوخ العقل في المدينة وطلب من الأهالي التحضر لمعركة الجنوب.وأضاف أن الوفد الروسي طلب من الاهالي تقديم تسويات ومصالحات، لكل من لم يخدم ضمن جيش النظام وتابع أبوديكار أن الحديث شمل أهالي رجال الكرامة، كما قدمت قائمة بأسماء مطلوبين للامن بحجة حمل السلاح.
و انضوى الشباب الدرزي الفار من خدمة العلم الاجبارية تحت قيادة وحيد البلعوس تحت ما سمي بفصيل "رجال الكرامة"، واعتبر البلعوس أن الاولوية هي للدفاع عن السويداء بدل الانخراط في حرب لا مصلحة للدروز فيها.

وحول موضوع تجنيد الشبان أوضح الصحفي أبو ديكار إن المطلوبين من شباب السويداء هم خمسون ألف منهم ثلاثون ألف في السويداء، والباقي خارج المحافظة أو مهاجرين.
وأضاف الصحفي أسامة أن الطرح الذي قدمه الوفد الروسي كان غير مقبول لأهالي المحافظة، حيث طلب أن يقوم الشباب بعمل تسوية أو مصالحة وتم اعطائهم مدة ستة أشهر لتسوية وضعهم، وهو أمر رفضه الأهالي جملة وتفصيلاً وتابع مؤكداً أن أهالي السويداء عندما رفضوا خدمة العلم رفضوها كي لا يشاركوا في هذا الحرب ولا يشاركوا بإراقة دماء السوريين .
و عن موضوع الإدارة الذاتية أو الحكم الذاتي أكد الصحفي أسامة من السويداء أن هذا الامر لم يطرح برغم كل ما حصل وأهالي السويداء يعتزون بسوريتهم، ويتمسكون بها لكن فيما بعد في حال طرح الموضوع وخصوصاً في حال طرح الدستور الجديد اللامركزية الادارية لن يكون أمراً مرفوض وحينها يمكن لكل سوري أن يحافظ على سورية ولكل محافظة تحافظ على خصوصيتها وهو طرح مقبول والطف في المستقبل مما يحدث الآن.
للاستماع الى رابط المقابلة:
كيف وصل تنظيم داعش إلى شرق السويداء؟
سقطت مدينة تدمروباديتها تحت سيطرة تنظيم داعش في عام 2016 ، الأمر الذي جعل من محافظة السويداء على خطي تماس مع «جبهة النصرة» من جهة درعا وداعش من جهة بادية تدمر.

هجوم تنظم داعش على مدينة السويداء هو ليس الأول خلال الثماني سنوات الماضية، حيث نفذ التنظيم هجوما على قرية الحقف شرق السويداء قبل ثلاث سنوات، و أدى هذا الهجوم إلى سقوط 6 قتلى من الحقف و15 جريحاً من الاهالي ، وعمليات خطف متبادل بين الأهالي و التنظبم، ليتم بعد ذلك تبادل للاسرى.
وأفااد مراسل روزنة رامي فارس أنه و قبل وصول دواعش اليرموك كان التنظيم يتمركز في جيوب عديدة ونقاط تمركز بالقرب من المحافظة، ينتشر وينسحب منها من حين لآخر، أو وجود مجموعات تتبع له وتسانده، على الرغم من عدم التطابق غالباً بين الوجود الحقيقي للتنظيم وبين انتشار الخبر عنه.
وفي الثامن والعشرين من شهر حزيران الماضي نقلت الوكالة الالمانية عن قيادي فلسطيني أن النظام السوري نقل عناصر التنظيم من مخيم اليرموك إلى البادية السورية.
ولكن الحادثة الأخيرة شكلت مفاجئة لاهالي مدينة السويداء، حيث هاجم تنظيم داعش المدينة من ثلاثة محاور هي وسط المدينة، والريف الشرقي للمحافظة في قرى طربا والكسيب والغيضة والشبكي والشريحة، والريف الشمالي الشرقي في قرى المتونة والسويمرة وعراجة وتيما."

و أعلن "رجال الكرامة" النفير العام لمحاربة التظيم، داعياً كافة الفصائل المقاتلة في السويداء بمختلف مسمياتها إلى الوقوف صفاً واحداً والابتعاد عن جميع الخلافات ورفع الجاهزية للذود عن الأرض والعرض.
