رفضت إسرائيل، خطة روسية لإبعاد القوات الإيرانية مسافة مئة كيلومتر عن المناطق الحدودية جنوبي سوريا وطالبت بإخراجها بشكل تام من سوريا .
وجرى بحث القضية خلال لقاء جمع بين وفد روسي ترأسه وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنامين نتنياهو.
حول هذا الموضوع قال الصحفي غازي دحمان ضمن الساعة الإخبارية خلال اتصال هاتفي أن اسرائيل تعرف المناورة التي تقوم بها روسيا والتي تحاول من خلالها تخفيض سقف توقعات إسرائيل والأطراف العربية وأضاف الصحفي السوري أنه بات واضحا لأغلب صناع القرار في المنطقة وأميركا وأوروبا يعلمون ان روسيا تحاول إبتزاز الأطراف بالموضوع الإيراني و استثماره وتوظيفه لتحقيق تنازلات سياسية وربما إقتصادية، تحاول روسيا خلق معادلة في سورية تقوم على إدارة صراعات الأخرين في سورية والتحكم بخيوط هذه الصراعات ما يمنحها مكانة سياسية على المستوى العالمي بوصفها قوّة ذات تأثيرات مهمة في إدارة الصراعات وصناعة التسويات.
وأشار غازي دحمان أن الرفض الإسرائيلي يأتي من قناعة القادة الإسرائيلين، وخاصة المستويات الأمنية والعسكرية، أنهم ينتظرون مكافأة من روسيا على تأييدهم بقاء الأسد في السلطة وتسهيلها إعادة سيطرة روسيا ونظام الأسد على منطقة الجنوب التي كان من الممكن أن تستنزف وتغرقهم سنوات طويلة .
وتابع الصحفي السوري مشيرآ أن إسرائيل لديها داتا كاملة عن حجم النفوذ الإيراني في سورية والأصول والإستثمارات العسكرية التي تملكها وبالتالي من الصعب على روسيا تضليلها بهذا الخصوص.
وحول موضوع أن تضغط روسية على إيران قال غازي دحمان ايران لم تكن بحاجة لروسيا مثل ما هي اليوم، فإيران باتت مكشوفة بدرجة كبيرة أمام أميركا وإسرائيل، وأوراقها في المنطقة تتصدع وتضعف من العراق إلى سورية، ووضعها الإقتصادي مقبل على أزمة خطيرة، ما يعني ان روسيا تمثل رئة وغطاء لإيران بنفس الوقت
وأوضح غازي دحمان أن هذا يمنح روسيا سلطة على إيران لو أرادت بالفعل إجبارها على فعل شيئ، من الناحية النظرية ، لكن لروسيا حسابات أخرى، ولا تريد إضعاف أوراقها في مواجهة أميركا
وأشار الصحفي السوري أن فكرة الرفض ترفع سقف المطالب أكثر، إسرائيل تتعاطى مع الخطة الروسية على اعتبارها قضية تفاوضية بالدرجة الأولى، وتطمح لتحقيق أكبر قد من المكاسب وتدرك حاجة روسيا التي تقوم بترتيب أوضاع سورية في هذه المرحلة لدور اسرائيل وموقفها وقدرتها على تخريب هذه الترتيبات