الناطق الإعلامي في الخوذ البيضاء لروزنة: هذه العملية تبدو خارقة لكنها "الطريقة الوحيدة" لحماية مئات المتطوعين من انتقام النظام السوري.
عاد الحديث بقوة عن منظمة "الدفاع المدني السوري" التي تنشط في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية والتي تعرف اختصاراً باسم "الخوذ البيضاء" بعد انتقال عناصرها مع أسرهم إلى الأردن مرورا بالجولان السوري المحتل، ما دفع النظام السوري إلى التصعيد ضد المنظمة وإعطاءه سببا إضافيا لما كان يتهم به المنظمة منذ بدء عملها وهو "العمالة للخارج".
وفي اتصال هاتفي مع راديو روزنة دافع خالد الخطيب الناطق الإعلامي باسم "الخوذ البيضاء" عن منظمته قائلا إنه تم إخلاء جميع عناصر الدفاع المدني الذين تمت محاصرتهم بآخر نقطة جغرافية خارجة عن سيطرة النظام في القنيطرة، بعد تدخل حكومات داعمة للدفاع المدني، وذلك بسبب رفض قوات النظام السوري، وروسيا لخروج هؤلاء إلى الشمال السوري.
وعن أسباب خروج عناصر الدفاع المدني عبر الجولان السوري المحتل، على غير العادة التي جرت في بقية المدن، قال الخطيب بأن اتفاقيات الإخلاء في درعا وحمص وغوطة دمشق تضمنت بنودها خروج الدفاع المدني إلى جانب الأهالي إلى مناطق "محررة"، بينما لم تضمن اتفاقية درعا سلامة هؤلاء أو خروجهم إلى الشمال السوري، لذلك كان واجبا حماية هؤلاء من قوات النظام الذي قتل أكثر من مئتين وخمسين متطوعا في منظمتنا أثناء عملهم.
وقال الخطيب بأن هناك أكثر من 3700 متطوعا ما زالوا موجودين في سوريا ويتابعون عملهم حتى اللحظة الأخيرة، وسيبقى هؤلاء بخدمة الدنيين حتى تستجيب لكل حوادث القصف على أربعة ملايين سوري متواجدين في الشمال.
اقرأ ايضاً: النظام السوري يصف إجلاء "الخوذ البيضاء" بأنه "عملية إجرامية
توصيفات النظام للعملية غير هامة، ما يهمنا حماية عناصرنا من إجرام النظام وروسيا وإنقاذ أرواحهم، العالم كله يعرف أن النظام قتل أكثر من 700 ألف سوري أما الدفاع المدني أنقذ أكثر من 115 ألف روح تم إنقاذها، لذلك فهنالك فرق كبير بين عملنا وبين جرائم بشار الأسد وروسيا حسب ماقال الخطيب حرفيا.
وبعد وصول القافلة إلى الاردن قال رئيس الخوذ البيضاء رائد صالح "تم إجلاء عدد من المتطوعين مع عائلاتهم لظروف إنسانية بحته، حيث كانوا محاصرين في منطقة خطرة ووصلوا إلى الأردن".
ووصف وزير الخارجية البريطاني، جريمي هانت، متطوعي الخوذ بأنهم "أكثر الناس شجاعة، وهم بمثابة بارقة أمل في لحظات اليأس".
فيما قالت وزيرة التنمية الدولية، بيني موردونت، إن متطوعي الخوذ البيضاء "كانوا هدفاً دائماً للهجمات بسبب الدور الكبير الذي يقومون به، هم أنقذوا حياة 115 الف شخص خلال الأزمة السورية، مخاطرين بحياتهم لهذا الهدف".
ولا تقتصر عمليات المنظمة على عمليات البحث والانقاذ والاسعاف بل تشمل إطفاء الحرائق وعمليات صيانة شبكات الكهرباء، وتتلقى المنظمة التمويل من عدد كبير من الدول والجهات المانحة وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا، وخضع أفرادها لدورات تدريب على عمليات البحث والإنقاذ والاجلاء في تركيا، وقد رشحت المنظمة لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2016 كما فاز وثائقي قصير يتحدث عنها بجائزة الأفلام الوثائقية يحمل اسمها بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير.