هل ينجح الاعلام السوري في مواجهة خطاب الكراهية؟

هل ينجح الاعلام السوري في مواجهة خطاب الكراهية؟
أخبار | 22 يوليو 2018
يعرف خطاب الكراهية على أنه كل قول أو فعل من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات الدينية أو الطائفية أو العرقية أو الإقليمية أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات، وفي ظل عدم وجود قوانين تخضع المؤسسات الاعلامية في سوريا إلى عقوبات صارمة بهذا الخصوص، ظهرت مبادارات لدى المؤسسات السورية الجديدة والناشئة ما بعد 2011، لمحاربة هذا النوع من الخطاب الذي يعزز الفرقة والكراهية بين السوريين، وأبرزها (ميثاق شرف) الصحفيين السوريين.

حسين برو، عضو ميثاق شرف الصحفيين السوريين أكد عن وجود خطاب للكراهية في وسائل الإعلام السورية، ولكنه أشار إلى أن وسائل الإعلام الجديد أو ما يطلق عليها الاعلام البديل وقعت في مطب خطاب الكراهية دون قصد، ولم تنادي إليه ضمن خطة واعية ولكن و بنفس الوقت هذه المؤسسات كانت واعية إلى ضرورة ضبط موظفيها و خطها التحريري بوقت مبكر، محذراً من الاستمرارية بهذا الخطاب لانه سيؤدي بالسوريين إلى التهلكة.

وأن التنادي إلى وضع ميثاق شرف للصحفيين هو أحد الأشكال لضبط الخط التحريريو لغة الخطاب وهو الأمر الذي دفع العديد من المؤسسات بتغيير سياساتها التحريرية و ضبط المواد الصحفية.
 
وأوضح برو إلى أن الاهتمام بخطاب الكراهية اليوم لم يعد ضمن دائرة المؤسسات السورية و الصراعات السورية، وإنما هي مشكلة يواجهها الإعلام العالمي وذلك نتيجة الوصول اليمين المتطرف وأيضاً وصول التيارات السياسية والتي تحمل العدائية و الكراهية للاخرين كخطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
 
 وتابع قائلاً " كان هناك فرصة ليكون الميثاق مدونة سلوك مهمة عند الكثير من المؤسسات، لكن هناك عدة عوامل لم تفعل عمل الميثاق، إلا أنه يبقى وثيقة مهمة ستساعد السوريين بالتوجه نحو المهنية، ويعود ليؤكد أن هذه المؤسسات الإعلامية الجديدة والتي نشأت بعد عام 2011 ليست طارئة وإنما سيكون لها الدور في التغيير، مبيناً ان عدم التزامها بالمهنية ومنها الابتعاد عن خطاب الكراهية ،سيخفف من مصداقيتها تجاه الجمهور".
 
وأقرت مجموعة من المؤسسات الإعلامية السورية المستقلة، بعد جولات من النقاش، بين مختلف التوجهات والمكونات، والتوافق فيما بينها، تكريس مجموعة من المبادئ، عبر ميثاق يسهم في خلق حالة من التوازن والاستقرار، لخير المجتمع السوري ونموه وارتقائه، آملين من جميع المعنيين به، احترام ما ورد فيه، والالتزام به، وأسموه (ميثاق شرف).

الظروف غير مواتية لمحاربة خطاب الكراهية 

عمار عبد ربه مصور سوري، قال إن الاعلام هو مرآة المجتمع، ورغم حضور الصورة في سوريا بشكل فاعل و قوي في نقل الواقع لمشاهد القتل و الموت، والتوثيق، و لكن في نفس الوقت كان لها دور في نشر خطاب كراهية.
 
وأشار المصور السوري أن التخلص من هذا الخطاب يحتاج إلى وجود عدالة انتقالية و كشف عن مصير المفقودين و محاسبة مرتكبي مجرمي الحرب  آنذاك يمكن التفكير بخطاب مختلف.معتبراً أن الظروف الحالية غير مواتية لمحارب خطاب الكراهية بسبب الظروف المحيطة.  
  
الخطاب المسؤول والمضمون الهادف يرسم ملامح مستقبل المؤسسات الاعلامية 

 واعتبر رئيس رابطة الصحفيين علي عيد في حديثه لراديو روزنة إن هناك مشاريع و وسائل اعلام سورية  لم تستطع الصمود خلال الاربع سنوات الأخيرة لعدة أسباب أهمها توقف دعم المؤسسات والمنظمات الدولية، بينما هناك مستقبل لتصمد وسائل إعلام شرعنت وجودها بخطاب مسؤول ومضمون إعلامي هادف بعيدا عن خطاب الكراهية و تحمل المسؤولي تجاه الجمهور.

و شدد رئيس رابطة الصحفيين أن وسائل الإعلام ليست معنية  بمن يربح ويخسر، فالإعلام لا يطبل، ولا يتماهى، بل مهمته بدأت اليوم، ونبه أن مستقبل وسائل الاعلام السورية و التي تعمل في الداخل غير مضمون في ظل الظروف المحيطة.
 
وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة روزنة فيما اذا استخدمت وسائل الاعلام السوري خطاب كراهية في المحتوى، وصلت نسبة المجيبين بنعم إلى 89 % ، فيما جاءت نسبة الاجابات ب لا 11%.
يمكن المشاركة في الاستطلاع عبر النقر على الرابط: هل برأيك وسائل الاعلام السوري مارست خطاب #الكراهية؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق