خرجت من درعا اليوم، دفعةٌ هي الأولى من الحافلات التي تُقلُ مقاتلين ومدنيين من رافضي التسوية مع النظام السوري، باتجاه الشمال السوري.
وأفاد مراسلنا في درعا "أيمن الحوراني"، أن عدداً من الحافلات تقل عسكريين ومدنيين رفضوا التسوية مع النظام السوري وعائلة، خرجت اليوم من منطقة الجمرك القديم في درعا البلد، باتجاه قلعة المضيق بريف حماة، على أن تكون الوجهة الأخيرة، محافظة إدلب.
وحضر إلى موقع الانطلاق، حافلات يرافقها سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري والشرطة العسكرية الروسية، التي عملت على تنظيم وتوثيق أسماء الخارجين، ومتابعة حالاتهم الصحية، كما وزعت عليهم زجاجات مياه وتفاحة لكل منهم.
وأضاف المراسل، أن الأمر لم يُعلنُ عنه مسبقاً، كما لم يتم إبلاغ الناشطين والأهالي، حيثُ كان من المفترض خروجُ أكثر من 30 حافلة من أحياء درعا البلد، إلا أن 12 حافلة خرجت فقط، لغاية الساعة الثانية عشرة بتوقيت دمشق".
وكان عددُ الحافلات قليلاً نسبياً حيثُ استقلها حوالي 900 راكب من مدينة درعا، ونحو عشراتٍ آخرين قدِمَوا من ريفي درعا الشرقي والغربي، في حين بلغت نسبة المدنيين من مجموعهم، حوالي 15 ٪، بينهم كادرٌ طبي، وإعلاميون، حسب المراسل.
من جهة أخرى، أفاد شهود عيان بقيام ضباط تابعين للنظام بمحاولة ثني الأهالي عن المغادرة بمخاطبتهم قائلين، "ابقوا لكي تبنوا بلدكم، لا تغادروا أرضكم".
وكانت الشرطة العسكرية الروسية دخلت إلى درعا البلد ورفعت علم النظام السوري في الساحة العامة، الخميس الماضي، تطبيقًا لاتفاق تم التوصل إليه مع فصائل الجيش الحر في المنطقة، كما سيطر النظام على الجامع العمري، بعدما دخلت عناصره إلى المدينة بمرافقة الشرطة الروسية.
وبتاريخ الـ 19 من حزيران الماضي، شنَّ النظام السوري بدعم من روسيا، حملة عسكرية على مناطق في محافظة درعا، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، ونزوح أكثر من 320 ألف شخص لمناطق حدودية، كما عرضت حياة أكثر من 750 ألف مدني للخطر، وفق إحصائيات أممية.
وبموجب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الأسابيع الماضية بين فصائل المعارضة من جهة، والنظام السوري وروسيا من جهة أخر، بات النظام يسيطر اليوم على معظم مساحة المحافظة تعتبر رمزًا للمعارضة السورية إذ انطلقت منها شرارة الثورة في آذار 2011، باستثناء مناطق في ريفها الغربي.