مونديال المفاجئات والحظوظ..لماذا غادرت الأرجنتين و باقي الكبار؟

مونديال المفاجئات والحظوظ..لماذا غادرت الأرجنتين و باقي الكبار؟
الأخبار العاجلة | 04 يوليو 2018
اُسدل مساء أمس الستار عن منافسات الدور ثمن النهائي، ليكشف إلى متابعي المونديال مواجهات مثيرة ستشهدها منافسات الدور ربع النهائي.

حيث ستلاقي البرازيل بلجيكا، وفرنسا ستواجه الأوروغواي، بينما سيتلاقى المنتخب السويدي مع نظيره الإنكليزي، ويواجه المضيف الروسي نظيره المنتخب الكرواتي، وفي خضم هذه المواجهات، نجد غياباً بارزاً لمنتخبات عالمية كبرى، سيحرم منها الجمهور الرياضي خلال باقي أيام المونديال، فضلاً عن معاندة الحظ العاثر لمنتخبات كانت الأجدر في متابعة مسيرها المونديالي.

متابعة التغطية الخاصة لمونديال روسيا 2018

استمرار المعاناة الأرجنتينية في البحث عن نجمتها الثالثة

لم يكن يدري أنصار المنتخب الأرجنتيني أن نسخة مونديال 1986 هي آخر البطولات السعيدة للتانغو، فمنذ ذلك الوقت والأرجنتين تكافح الفرق العالمية على طريق حصدها للقب العالمي الثالث، وعلى الرغم من التوقعات الأرجنتينية أن نسخة المونديال الروسي ستكون هي المجد المنتظر لميسي ورفاقه، إلا أن عوامل عدة ساهمت في الخروج السريع لأبناء التانغو من المسابقة العالمية.
 
مونديال المفاجئات والحظوظ..لماذا غادرت الأرجنتين و باقي الكبار؟
 

عناد المدرب ساومباولي وإصراره على تشكيلة من اللاعبين تكون على مقاس مزاج نجمه المدلل ميسي، كان أول الأسباب الرئيسية، حيث أصر ساومباولي على استبعاد هداف الدوري الإيطالي ماورو إيكاردي من القائمة النهائية، ليجد الأرجنتينين أنفسهم في عقم هجومي مريب لم يجدوا له أي حل، وسط تدني مستوى رؤوس الحربة من هيغواين إلى كون أغويرو، فضلاً عن الفشل التكتيكي لساومباولي الذي كان محتماً وسط حالة مترسخة لدى إدارة المنتخب في إرضاء ميسي وكسب استحسانه، ليمتد ذلك إلى إبقاء واحد من أفضل المهاجمين الخطرين في الوقت الحاضر للكرة الأرجنتينية (باولو ديبالا) على مقاعد الاحتياط، وعدم إشراكه في جميع مباريات الفريق إلا كإدخاله بديلا في مباراة واحدة ولمدة لم تتجاوز العشرين دقيقة.

اقرأ أيضاً..أرقام المونديال: الأهداف العكسية وركلات الجزاء تتزايد خلال دور الـ 16

بينما استمر إصرار ساومباولي على إشراك رفقاء ميسي المقربين وكان في مقدمتهم العجوز خافيير ماسكيرانو، هل لو فعل ساومباولي خطوة مجنونة تتمثل في إبقاء ميسي على مقاعد البدلاء وإشراك ديبالا عوضا عنه، مع تواجد لرأس الحربة ايكاردي، فضلا عن عزل ماسكيرانو، وتدعيم خط الوسط بالنجم الشاب جيوفاني لوسيلسو (الذي حضر إلى روسيا ليبقى مرافقا أميناً لأحزان منتخبه)، هل كانت صورة المنتخب الأرجنتيني ستظهر بهذا الشكل الرديء الذي ظهرت فيه.
 
مونديال المفاجئات والحظوظ..لماذا غادرت الأرجنتين و باقي الكبار؟
 

لقد حرمت القرعة أيضاً عشاق المنتخب الأرجنتيني من الاستمتاع بمتابعة معشوقهم، بعد أن أوقعت لهم في أول مباريات الأدوار الإقصائية خصماً عملاقاً مثل المنتخب الفرنسي، فهو على الرغم من أنه لا يملك مديرا فنيا جيدا؛ إلا أن القائمة المهارية التي يطول ذكرها لدى تشكيلة الديوك ستفي بالغرض المطلوب بأقل الأضرار، وهذا ما شاهدناه فعلا حينما قلبوا الطاولة على التانغو وأقصوهم بشكل صادم ومذل.

قد يهمك..ذاكرة المونديال: التهديد بالقتل يمنح إيطاليا اللقب العالمي مرتين

وأما عن ميسي فحدث ولا حرج، فميسي برشلونة لم يعد على سابق عهده حتى مع الفريق الإسباني، وهو الفريق الذي اعتاده وألف طريقة لعبه، فكيف بالمنتخب الذي يتهمه كثيرون بأن عطاءه في فريق بلاده لا يمكن أن تصح مقارنته مع الذي كان يقدمه في النادي الكتلوني.
 
الغرور الألماني قد يصيب في مقتل

بعيدا عن لعنة البطل، والتي رافقت سابقا أبطالا عديدين خلال النسخ المونديالية الماضية، إلا أنه لا يمكن إنكار أن إنعدام الحلول الفنية من المدرب يواكيم لوف، وعدم انسجام خطوط المانشافت، كانوا عواملا مهمة في خروج المنتخب الألماني من الباب الضيق، ناهيكم على إصرار لوف بالاعتماد على عدة لاعبين ساهموا في اللقب المونديالي الأخير عام 2014، وهو ما جعلهم يدخلون البطولة العالمية، وكأنهم أكبر منها (هم متقدمين في السن فعلا) أو أن اللقب المونديالي الخامس مضمونا لهم بنسبة قد تصل إلى مئة في المئة، ما أدى إلى اضطراب كبير ظهر على ملامح اللعب الألمانية.
 
مونديال المفاجئات والحظوظ..لماذا غادرت الأرجنتين و باقي الكبار؟
 

 ما أدى إلى وقوع الصدمة الأولى والتي كانت كافية لتهز المنتخب الألماني وعشاقه (خسارة المكسيك بهدف دون رد) ليلحقها الأداء المتدني في مباراتي السويد و كوريا الجنوبية وتختتم مشاركتهم بسقوط مدوية أمام الشمشون الكوري، على الرغم من أن المنتخب الألماني قد فاز على السويد إلا أنه انتصر بالنتيجة فقط وبشق الأنفس حتى، لكن المانشافت العظيم الذي تعودت عليه جماهير المونديال ومتابعيه لم يظهر أبداً وكأن الذي وصل إلى روسيا هم أشباح الأبطال المتوجين في البرازيل منذ أربعة أعوام.
 
إسبانيا ستتحسر على لقبها اليتيم
 
يبدو أن التيكي تاكا الإسبانية قد ولى زمنها، مع رحيل أسماء بارزة عن اللاروخا، مثل تشافي هيرنانديز، وتشافي ألونسو، دافيد فيا، كارلوس بويول، وفرناندو توريس، مع انعدام مستوى ملحوظ لاندريس انييستا، وعدم وجود القائد الحقيقي في الملعب، ذلك كان أكثر ما يعانيه المنتخب الإسباني خلال مشاركته المونديالية المخجلة في روسيا 2018، كثيرون قالوا أن إقالة مدربهم الأساسي لوبيتيغي من تدريب المنتخب قبل انطلاق المونديال بيومين ولأسباب إدارية أو شخصية مع الإتحاد الإسباني لكرة القدم، كانت مفصلا مؤثرا في تراجع أداء اللاروخا.
 
مونديال المفاجئات والحظوظ..لماذا غادرت الأرجنتين و باقي الكبار؟
 

قد يكون ذلك وارداً، ولكن من ينظر إلى لقاءات الإسبان التحضيرية للمونديال؛ لا يجد الفرق الشاسع بين ما قدموه في تلك المباريات وما تم تقديمه في مواجهات المونديال، عانت إسبانيا أمام روسيا خلال مواجهة دور الثمن نهائي لتخرجها ضربات الحظ الترجيحية، إلا أن رحلة إسبانيا لم يكن سيكتب لها النجاح حتى وإن تجاوزت روسيا، فالأمر يتعدى المنشطات الروسية التي يتم الحديث عنها في أروقة المونديال، على الرغم من أنها قد تكون مؤثرا سلبيا آخر وقف في وجه الماتادور.
 
اقرأ أيضاً..نجوم تغادر المونديال من "غير رجعة"

الحظ أضاع حلم ملايين

تسيطر القارة الأوروبية على ستة مقاعد من المقاعد الثمانية في الدور ربع النهائي، لتحرم بذل القرعة أيضا في أحيان وعوامل جانبية في أحيان أخرى منتخبات مجتهدة وجادة وساعية لتقديم كرة قدم مختلفة ومتجددة عما يتم تقديمه من بعض المنتخبات التي أتت لتكسب شرف التواجد في ثلاث مباريات وتغادر بعدها، لو لم تخسر المكسيك بالثلاثة أمام السويد واكتفت بتلقيها هدفين فقط، كانت تفادت مواجهة البرازيل في دور ال16 وقابلت هي الدنمارك بدلا عن السويد، فالمكسيك قدمت مستوى متميز وتستحق عليه أن تذهب لأدوار متقدمة في المونديال.
 
مونديال المفاجئات والحظوظ..لماذا غادرت الأرجنتين و باقي الكبار؟
 

 وكذلك كان للحظ والوقت القاتل دور في المجموعة الثامنة عاملا مهما، حينما تأهلت اليابان بدلا عن السنغال المجتهد والذي قدم صورة طيبة عن القارة الأفريقية؛ من خلال قواعد اللعب النظيف بعد تعادلهما بالنقاط وفارق الأهداف، على الرغم حتى من أن اليابان قدمت أداء مذهلا أمام غرور بلجيكا كانت تستحق عليه التأهل لربع النهائي، وأيضا في المجموعة التي سميت بمجموعة الموت وضمت البرتغال وإسبانيا والمغرب وإيران، فإنه وبحسب ما أظهر المستوى الفني فيها، فكان من الممكن حدوث مفاجئة مستحقة تحرم البرتغال وإسبانيا اللذين لم يقدما مستويات تليق بسمعتهما الحالية، وكان من الأحق ان تتأهل المغرب وإيران طبقا للمجهود والندية العالية والمستوى الفني والتكتيكي المشرف الذي قدموه خلال منافسات تلك المجموعة.
 
مونديال المفاجئات والحظوظ..لماذا غادرت الأرجنتين و باقي الكبار؟
 

وكذلك كان الحظ العاثر عائقا امام منتخبات من قارة أمريكا الجنوبية في عدم وصولهم إلى أدوار متقدمة، فحرمت ضربات الحظ الترجيحية منتخب كولومبيا من التأهل إلى ربع النهائي بعدما تلقى خسارة غير مستحقة أمام إنكلترا، بينما ودعت البيرو المنافسات المونديالية من دور المجموعات وهي التي جاءت في المركز الثالث بمجموعتها الثالثة والتي ضمت إلى جانبها منتخبات فرنسا و الدنمارك، فمنتخب البيرو المظلوم وعاثر الحظ كان يستحق التأهل بأقل تقدير كمركز ثان خلف فرنسا ويتقدم على الدنمارك التي لم تقدم كرة قدم محترفة وذات سوية تتناسب مع مستوى البطولة الأغلى والأهم في العالم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق