هل كانت "المنشطات" سبباً في الفوز الروسي على الماتادور الإسباني؟

هل كانت "المنشطات" سبباً في الفوز الروسي على الماتادور الإسباني؟
الأخبار العاجلة | 02 يوليو 2018
 حقق المنتخب الروسي يوم أمس الأحد مفاجأة من العيار الثقيل عندما أخرج المنتخب الإسباني من الدور ثمن النهائي لمنافسات بطولة كأس العالم بكرة القدم المقامة حالياً على الأراضي الروسية.

وتمكن الروس من استنفاذ قدرات المنتخب الإسباني وفرض طريقة لعبهم عليه، ليصلوا إلى ضربات الجزاء الترجيحية والتي كانت إلى جانبهم بنتيجة 4 لـ 2.

هل تعاطى المنتخب الروسي المنشطات؟

أسباب الخسارة الإسبانية تعود لعدة عوامل، منها ما هو فني ويتحمله الجانب الإسباني بشكل أكبر، ومنه ما هو بعيد عن الأمور الفنية، ويتعلق بشكل مباشر باحتمالية تناول لاعبين في المنتخب الروسي للمنشطات؛ بعدما أبرزت ذلك وسائل إعلام ألمانية وتحدثت حول استمرار تعاطي المنشطات في كأس العالم الجارية على أراضيه وبالتحديد في المباراة التي جمعتهم مع السعودية.
وقال تلفزيون ARD الألماني أن المخابرات الروسية تتدخل لتغطي هذا التحايل والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يقف مكتوف اليدين غير قادر على اثبات ذلك، وأكدت التقارير الألمانية أيضاً أن المنتخب الروسي كان قد تعاطى المنشطات أيضاً في نسخة مونديال 2014 التي استضافتها البرازيل.

متابعة التغطية الخاصة لمونديال روسيا 2018..من هنا

قضية المنشطات التي تم إثارتها من قبل وسائل إعلام ألمانية وبريطانية حاول الفيفا نفيها مدعياً بأنه لا يوجد دليل كاف على انتهاك أي لاعب كرة القدم لقواعد مكافحة المنشطات، خلال منافسات كأس العالم الحالية، وأضاف في بيان خاص أن التحقيق الذي فُتح ضد لاعبين ضمن التشكيلة المبدئية لروسيا الشهر الماضي قد أغُلق، بعدما حقق الفيفا مع روسلان كامبولوف مدافع روبن كازان، الذي كان ضمن التشكيلة الأولية لروسيا الشهر الماضي، بشأن مزاعم تعاطيه للمنشطات لكنه تعرض لإصابة في وقت لاحق وغاب عن التشكيلة النهائية، وقال الفيفا "خلال التحقيقات تم فحص كل الأدلة الممكنة ولم ندخر جهدا في سبيل ذلك".

وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية بحسب ادعاءات الفيفا، إلا أن تعاطي المنشطات للروس لا يعد بجديد أو سابقة لم تعهدها الرياضة الروسية، وإنما تمتد جذوره لمنافسات رياضية عالمية خلال السنوات السابقة، ففي نهاية عام 2017 كانت قد حظرت اللجنة الأولمبية الدولية مشاركة اللجنة الأولمبية الروسية في دورة أولمبياد بيونغتشانغ الشتوية التي أقيمت في شهر شباط الماضي بكوريا الجنوبية؛ بسبب فضيحة منشطات واسعة النطاق طالت الرياضيين الروس، وسط اتهامات لجهات رسمية بالدولة الروسية بدعم ورعاية منهجية لهذه الممارسات.
                                                فيديو: شاركت روسيا ببعض الرياضيين "النظيفين" وتحت راية العلم الأولمبي وليس الروسي

اقرأ أيضاً..ذاكرة المونديال: هؤلاء أبرز صُنّاع المتعة في كأس العالم

لكن اللجنة الأولمبية سمحت للرياضيين الروس بالمشاركة في أولمبياد بيونغتشانغ حينذاك تحت "علم أولمبي وشروط صارمة"، فيما أوقفت وزير الرياضة الروسي السابق مدى الحياة، وأعلنت اللجنة قرارها آنذاك بعد فحص أدلة لوجود "نظام ممنهج للتلاعب بقواعد مكافحة المنشطات في روسيا" على مدى سنوات، تورطت فيه العديد من أجهزتها، من وزارة الرياضة الى أجهزة الأمن، ووصلت إلى ذروتها في ألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية عام 2014، وأوقفت اللجنة مدى الحياة نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن الشؤون الرياضية فيتالي موتكو، والذي كان وزيرا للرياضة عندما استضافت سوتشي الأولمبياد الشتوي عام 2014.
 
لاعبو اللاروخا ومدربهم.. أحد الأسباب
 
ومن بين الأسباب التي أدت إلى ظهور المنتخب الإسباني بشكل متواضع خلال مبارياته في المونديال، يعود إلى تعيين مدرب جديد للإسبان خلال أيام المونديال الأولى، ما أدى إلى خلق تخبط فني وإداري في المنتخب، فضلاً عن عدم وجود رؤية وانسجام من قبل المدرب الجديد (فرناندو هييرو) مع لاعبيه، ما تسبب بعدم ظهور شكل واضح للفريق بالمونديال.

قد يهمك..هذه حقيقة "كذبة" عائلة سيمبسون حول نهائي مونديال روسيا

ويضاف إلى ما سبق، انحدار مستوى المنتخب الإسباني خلال مباراته أمام روسيا، وخضوعه لطريقة اللعب الروسي، حيث يعتمد لعب المنتخب الإسباني على نقل الكرات البينية واللعب داخل عمق المنتخبات المنافسة، لكن ذلك لم يتواجد خلال المباراة الأخيرة وإنما ظهر العكس تماماً، حيث أجبر الروس نظرائهم الإسبان على الاعتماد في اللعب من خلال الأجنحة والأطراف والتركيز على الكرات العرضية والتي كانت تواجه بتكتل دفاعي روسي كبير، وذلك يعود بالمقام الأول إلى القراءة الخاطئة في تحضير المباراة ومتابعة مجرياتها من قبل مدرب اللاروخا.
 
هل كانت
                                                                                     من مباراة إسبانيا و المغرب

وأما عن آخر الأسباب التي أدت للخروج المبكر فهو انخفاض مستوى لاعبين مؤثرين، مثل اندريس انييستا (والذي لم يشارك أساسياً) وكذلك دافيد سيلفا (الذي تم استبداله في الشوط الثاني)، فضلا عن انعدام خطورة كلاً من اسينسيو وايسكو، كما لا يوجد في تشكيلة المنتخب الإسباني اللاعب الحاسم القادر على إنهاء المباراة في أي وقت، بعد غياب لاعبين بحكم تقدمهم في العمر مثل دافيد فيا، تشافي هيرنانديز، تشافي ألونسو، فرناندو توريس، الذين كانوا أبطال نسخة مونديال 2010.
 
وتأهل المنتخب الإسباني إلى دور ثمن النهائي من المونديال الحالي، بعد تصدره لمجموعته الثانية، إثر فوز صعب على إيران، وتعادلين مع البرتغال والمغرب، وليودع البطولة من الباب الضيق بعد خسارته من روسيا بالضربات الترجيحية إثر انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق