عشرات آلاف المدنيين يفرون من درعا إلى الحدود مع الجولان

عشرات آلاف المدنيين يفرون من درعا إلى الحدود مع الجولان
أخبار | 02 يوليو 2018

نزح نحو مئة ألف شخص من ريف محافظة درعا الشرقي إلى مناطق محاذية لخط الفصل مع الجولان المحتل (الممتدة من بلدة بريقة في الشمال وحتّى المعلقة جنوباً)، بسبب الهجمات العسكرية الجوية والبرية التي تشنّها قوات النظام السوري بدعم روسي على المنطقة.


 
نسيم حسن​.. مدير مخيم نازحين في القنيطرة

وقال عاملون في مجال الإغاثة بالمنطقة لـ "روزنة"، اليوم الاثنين، إنّ "الآلاف تظاهروا على طول الشريط الحدودي لمطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتأمين ممرات آمنة إلى الداخل الفلسطيني المحتل"، وأنّ "هناك حالات فوضى عارمة تسود المنطقة".

اقرأ أيضاً: آلاف النازحين قرب الجولان المحتل يتظاهرون لوقف القصف

وأشاروا إلى أنّ "المنظمات لم تقدم أي مساعدات لهم، بسبب الأعداد الكبيرة التي تدفقت على الحدود"، ونفوا في الوقت ذاته "تقديم قوات الاحتلال الإسرائيلي أي مساعدات إغاثية للنازحين المتواجدين على الحدود".

وبحسب إحصائيات حصلت عليها "روزنة" فإنّ "نسبة النزوح الأعلى كانت من مدينة نوى، حيث نزح منها نحو 120 ألف نسمة، وتوزعوا ما بين ريف المحافظة الغربي، ومخيمات القنيطرة، إضافة إلى الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة"،

فيما أشارت تلك الإحصائيات إلى "وصول أعداد النازحين من ريف المحافظة الشرقي إلى أكثر من 160 ألف نسمة".

قد يهمك: إسرائيل تعالج نازحين مصابين من درعا (بالفيديو)

إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، يوم الخميس، أنها "أوقفت عبور قوافلها الإنسانية عبر الحدود الأردنية إلى درعا؛ بسبب المعارك الدائرة في المنطقة.

وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا، يان إيغلاند، للصحافة في جنيف إن "طريق الإمدادات من الحدود الأردنية، الذي كان شديد الفعالية، توقف بسبب المعارك في الأيام الأخيرة وأن إرسال القوافل عبر الحدود متوقف منذ 26 حزيران".



ويأتي نزوح آلاف المدنيين إلى الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، وسط تصعيد قوات النظام وروسيا من هجماتها البرية والجوية على المنطقة، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن مئة مدني ونزوح الآلاف منذ الحملة في الـ 19 من حزيران الماضي.

وقال نسيم حسن حسن، مدير مخيم عكاشة قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل لـ "روزنة" إنّ "الوضع هنا، مأساوي للغاية، ولا زالت عمليات النزوح مستمرة حتّى اللحظة..الناس هنا يفترشون العراء، دون أن يتلقوا أي مساعدات من (غذاء، دواء، ماء) حتّى الآن".

وأشار إلى أنّ مخيمه "استقبل، اليوم فقط، 40 عائلة، وبذلك يرتفع عدد  العائلات النازحة من ريف درعا الشرقي إلى (عكاشة) إلى نحو مئتي عائلة"، نافيًا "أي تواجد للمنظمات على الحدود، باستثناء اليوم الأول، حيث جاء منظمة وقدمت سلة إغاثية فقط"، وأنّ "العمل الخيري يقتصر على بعض الجمعيات الأهلية وأهالي الخير، اذلين يوزعون كل يومين ربطة خبز".

 وبينّ أنّ "نحو مئة وخمسين ألفًا نزحوا إلى الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل منذ بدء العمليات العسكرية لقوات النظام وروسيا على درعا في 19 حزيران/ يونيو الماضي"، وأنّ "الناس يفترشون العراء، بلدة البريقة الحدودية مع الجولان أصبحت (قبة) بيضاء، من كثرة الخيام، عدا عن افتراش الآلاف للعراء..آلاف الأطفال والنساء والرجال يحتاجون إلى مساعدات عاجلة".

إلى ذلك، قال أسامة النميري، وهو ناشط إغاثي في الجنوب السوري لـ "روزنة" إنّ "خمسة أطفال نازحين إلى نصيب على الحدودية السورية مع الأردن، توفوا، الجمعة، بلدغات عقارب"، وأنّ "المنطقة تعاني من غياب الأمصال والخدمات الطبية اللازمة"، مشيرًا إلى "وفاة طفل حديث الولادة في االمنطقة ذاتها، الجمعة، في المخيم؛ نتيجة غياب الرعاية الصحية".

وفرّ نحو مئتي ألف مدني من ريف درعا الشرقي؛ نتيجة العمليات العسكرية لقوات النظام، بدعم روسي، المستمرة منذ 19 حزيران/ يونيو الماضي، حتّى الآن، وهو ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، بالتزامن مع تجدد المفاوضات بين الروس وفصائل المعارضة برعاية الأردن، اليوم الأحد، في مدينة بصرى الشام لرسم مستقبل المنطقة الغامض حتّى الآن.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق