معارك شرسة في درعا على وقع مفاوضات متعثرة

معارك شرسة في درعا على وقع مفاوضات متعثرة
الأخبار العاجلة | 30 يونيو 2018

شهدت الساعات القليلة الماضية، تطورات متسارعة في محافظة درعا، تمثلت بقصفٍ ومعارك عنيفة، تقدمت خلالها قوات النظام السوري، بدعم من سلاح الجو الروسي، وميليشيات أجنبية مساندة لها، بعدد من المناطق، في حين تستمر المفاوضات بين المعارضة والجانب الروسي، بهدف التوصل لهدنة. 

وأعلنت فصائل "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" في بيانات منفصلة اليوم، استعادة السيطرة على نقطة من قوات النظام قرب كتيبة الدفاع الجوي قرب "درعا"، وتدمير ثلاث دبابات لها خلال اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة. 

وكانت قوات النظام سيطرت على مناطق متفرقة من المحافظة، فيما دخلت إلى قرى وبلدات في ريفي المحافظة الغربي والشرقي دون قتال، بموجب اتفاقيات "تسوية" أبرمتها مع الأهالي. 

وقال مراسلنا في المنطقة "علي محاميد"، إن جيش النظام السوري، قد دخل بالفعل إلى قرى وبلدات، المسيفرة والسهوة والجيزة وغصم وكحيل بالريف الشرقي، بالإضافة إلى داعل وإبطع بالريف الغربي. 

هذا، وتسبب القصف المتواصل لقوات النظام على ريف درعا الشرقي بأضرار لحقت بالمدرج الروماني في قلعة بصرى الشام الأثرية، التي وضعتها منظمة "اليونسكو" على لائحة التراث العالمي، حسب ما أظهرت صورٌ بثها ناشطون على الإنترنت. 

الأردن يفتح النار على نازحين من درعا 

من جهة أخرى قال مراسلنا "علي المحاميد" أن قوات حرس الحدود الأردني، أطلق الرصاص على تجمعٍ حاشد للنازحين السوريين، كانوا يهتفون للسماح لهم بدخول الأراضي الأردني، هرباً من المعارك والقصف الذين تتعرض لهما مناطقهم. 

وكان مئات النازحين معظمهم نساء وأطفال من محافظة درعا تجمعوا قرب البوابة الحدودية مع الأردن في معبر "نصيب"، في محاولة منهم للضغط على حرس الحدود الأردني، حسب ما أظهرت مقاطع مصورة بُثَت على مواقع التواصل. 

وكان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن "محمد الهواري" قال لوكالة رويترز اليوم إن عدد النازحين جنوب سوريا زاد بأكثر من ثلاثة أمثال ليصل إلى 160 ألفًا في المعارك الدائرة في المنطقة حالياً، متوقعاً زيادة هذه الأرقام خلال الليل. 

ويرفض الأردن، بحسب تصريحات لمسؤولين، استقبال النازحين العالقين عند حدوده مع سوريا، رغم تعرضه لضغوط شعبية ودولية، عازياً ذلك لـ "عدم قدرته على الاستجابة لأزمة لجوء جديدة"، في اتخذت إسرائيل الموقفَ نفسه، رافضة استقبال لاجئين سوريين، بحسب تصريحات لوزير دفاعها. 

مفاوضات متعثرة بين المعارضة والجانب الروسي 

وفي سياق متصل، أفاد مراسلنا باستمرار المفاوضات بين لجنة تمثل المعارضة السورية من جهة، والجانب الروسي من جهة أخرى، وذلك في مدينة "بصرى الشام"، دون توفر معلومات عما إذا كان الطرفان قد توصلا إلى نقاطٍ معينة تقضي بتنفيذ وقف لإطلاق النار. 

وجاء في بيان للمنسق العام لفريق الأزمة المشكل حديثاُ في درعا "عدنان المسالمة"، أن الجيش السوري الحر رفض المفاوضات مع الجانب الروسي "رفضاً قاطعاً" وفضل الانسحاب منها فوراً. 

وعزا البيان الرفض، إلى كون الشروط الروسية "مذلة"، مضيفاً أن روسيا حاولت استهداف الوفد المعارض خلال تنقله في مدينة بصرى الشام، وأجلت موعد اللقاء أكثر من مرة لكسب الوقت، بالتزامن مع استمرار القصف، مقترحاً عودة مؤسسات الدولة المدنية في مناطق المعارضة ودخول الشرطة العسكرية الروسية وليس قوات الحكومة السورية.

ومنذ إطلاقها حملتها العسكرية على محافظة درعا، سيطرت قوات النظام على عدد من البلدات والقرى شرقي المحافظة، أبرزها ناحتة ومليحة العطش وبصر الحرير، وذلك تحت غطاء ناري مكثف من سلاح الجو الروسي وبمساندة من ميليشيات أجنبية.

ويأتي هجوم الجيش في الجنوب الغربي بعد استسلام جيوب لمقاتلي المعارضة قرب حمص ودمشق، منها الغوطة الشرقية التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها عقب هجوم اتبع أسلوب الأرض المحروقة وراح ضحيته أكثر من ألف مدني ودمر عددا من البلدات.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق