رفع أهالي ثلاث بلدات شرق درعا علم النظام السوري اليوم الجمعة، عقب القصف المكثف الذي شنته طائرات النظام السوري وروسيا على بلدة المسيفرة الخميس والذي أدى لمقتل العشرات معظمهم أطفال ونساء، تزامناً مع نزوح آلاف المدنيين إلى الحدود السورية مع الجولان المحتل .
وقال مراسل روزنة في درعا حسام البرم، إن أهالي بلدات الكرك الشرقي وأم ولد وإبطع، رفعوا علم النظام كإجراء احتياطي لمنع النظام من قصف مناطقهم، مشيراً إلى أن أهالي بلدة إبطع تحشّدوا باتجاه بلدة الشيخ مسكين لاستقبال الشرطة الروسية التي طلبت الدخول إلى البلدة. وأضاف مراسل روزنة أن خمسة أطفال توفوا نتيجة عدم توفر المواد الطبية لاسعافهم بعد تعرضهم للدغات عقارب في السهول المحيطة ببلدة الطيببة شرقي درعا على الحدود السورية.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بثاً مصوراً لأهالي مدينة الكرك الشرقي، يرفعون خلاله علم النظام ويهتفون بشعارات مؤيدة.
وكانت طائرات النظام الحربية وروسيا استهدفت أمس الخميس ملجأ للمدنيين في بلدة المسيفرة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 60 مدنياً معظمهم أطفال ونساء، بحسب المراسل.
وأضاف المراسل أن النظام سيطر أمس الخميس على المليحة الغربية والحراك واللواء 52، بعد استهدافها بقصف جوي ومدفعي كثيف أدى لتسويتهما بالأرض، تزامناً مع اشتباكات مع فصائل المعارضة، أسفرت عن انسحابها إلى الغارية الشرقية.
اقرأ أيضاً: شكوى أوروبية ضد إيطاليا بعد لقاء سري مع علي مملوك
كذلك سيطر النظام على بلدة الصور إثر استهدافها بأكثر من مئة غارة جوية، مما اضطر فصائل المعارضة إلى الانسحاب أيضاً إلى الغارية الشرقية، حسب المراسل.ونزح نحو مئة ألف نسمة من بلدات وقرى شرق درعا إلى الحدود السورية مع فلسطين المحتلة (الممتدة من بريقة في الشمال وحتّى المعلقة جنوبًا)، نتيجة الحملة العسكرية للنظام على المنطقة.
وقال عاملون في مجال الإغاثة بالمنطقة لـ "روزنة" إنّ "الآلاف تظاهروا على طول الشريط الحدودي لمطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتأمين ممرات آمنة إلى الداخل الفلسيطيني المحتل"، وأنّ "هناك حالات فوضى عارمة تسود المنطقة".
و أشاروا إلى أنّ "المنظمات لم تقدم أي مساعدات لهم، بسبب الأعداد الكبيرة التي تدفقت على الحدود"، نافين في الوقت ذاته "تقديم قوات الاحتلال الإسرائيلي أي مساعدات إغاثية للنازحين المتواجدين على الحدود".
أكثر من مئة ألف نازح خلال أقل من اسبوع
وبحسب إحصائيات حصلت عليها "روزنة" فإنّ "نسبة النزوح الأعلى كانت من مدينة نوى، حيث نزح منها نحو 120 ألف نسمة، وتوزعوا ما بين ريف المحافظة الغربي، ومخيمات القنيطرة، إضافة إلى الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة"، فيما أشارت تلك الإحصائيات إلى "وصول أعداد النازحين من ريف المحافظة الشرقي إلى أكثر من 160 ألف نسمة".
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الخميس، أنها "أوقفت عبور قوافلها الإنسانية عبر الحدود الأردنية إلى درعا، بسبب المعارك الدائرة في المنطقة.وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سورية يان إيغلاند للصحافة في جنيف إن "طريق الإمدادات من الحدود الأردنية، الذي كان شديد الفعالية، توقف بسبب المعارك في الأيام الأخيرة وأن إرسال القوافل عبر الحدود متوقف منذ 26 حزيران".
ويواصل جيش النظام السوري مدعوماً بالطيران الحربي الروسي وجماعات مقاتلة موالية، هجوماً عسكرياً واسعاً على جنوب سوريا منذ الـ 19 من حزيران الجاري.
يذكر أن الأيام الخمسة الأولى من الهجوم العسكري أدت إلى نزوح أكثر من 45 ألف شخص من منازلهم والاتجاه صوب الحدود مع الأردن، في حين أعلن الأردن أنه لن يفتح حدوده أمام النازحين، وطالبت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية بوقف العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري وحلفائه بشكل فوري على المنطقة، كما دعت إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لبحث جرائم الحرب التي يرتكبها الأخير في المنطقة.