عبد الوهاب بدرخان لراديو روزنة: "تحقيق الأهداف البريطانية بتعديل صلاحيات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يعتمد على ما قامت به لندن من حشد دولي وراءها، في ظل صعود روسي غير مسبوق وازدياد مصالح دول عدة مع روسيا".
قدمت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا اقتراحا لتوسيع صلاحيات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عبر منحها سلطة تحديد الجهات المسؤولة عن شن هجمات بالأسلحة السامة، الأمر الذي عارضته كل من روسيا والنظام السوري.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في جلسة تم تخصيصها لوضع سياسات منظمة حظر الاسلحة الكيميائية عن أمل بلاده بعدم استخدام ما وصفه بـ "أدوات الموت" مجددا، مشددا على أن الواقع المأساوي يؤكد أن الأسلحة الكيميائية استخدمت، وربما تستخدم مجددا”.
ويأتي الاجتماع الذي عقد بدعوة من لندن قبيل صدور قرار من مفتشي هذه المنظمة الدولية بشأن هجوم مفترض بغازي السارين والكلور استهدف مدينة دوما السورية نيسان الماضي، وادى الى مقتل 40 شخصا، بحسب مسعفين وعناصر إنقاذ، ووجهت اصابع الاتهام بالمسؤولية عنه الى النظام السوري الذي نفى ذلك.
وفي اتصال هاتفي مع الكاتب الصحفي اللبناني عبد الوهاب بدرخان رأى الكاتب المقيم في لندن أن بريطانيا، متأثرة بما حصل مع الجاسوس الروسي سكريبال وابنته، وبالتالي لديها إصرار كبير من أجل، كشف المجرمين ومحاسبتهم، وهذا يهم المجتمع الدولي ككل، ويجب أن يكون لدى المنظمة إمكانية لتحديد الجهة التي تستخدم السلاح، وفي الحالة السورية أصبح تحديد المجرمين ضرورة، ومن هنا يعتبر الموضوع بمصلحة المجتمع الدولي ومصلحة الشعب السوري.
في السياق قال مندوب روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ألكساندر شولغين إن منح المنظمة صلاحية تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية يعد انتهاكا لصلاحيات مجلس الأمن.
كما لفت رئيس الوفد الروسي في المنظمة غيورغي كالامانوف إلى وجود دول تسعى لتحويل المنظمة إلى هيئة شرطية.
بدورها نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقريراً حول الهجوم الكيماوي الذي وقع في دوما، في نيسان، الماضي وقامت بتركيب مسرح افتراضي للجريمة، بالاعتماد على صور ومقاطع مصورة، وتقرير للأمم المتحدة حصلت عليه الصحيفة بشكل حصري.
وحول إمكانية نجاة من استخدم الكيماوي في سوريا، قال بدرخان إن الأسد ينجو حاليا، بحكم صفقات معينة وتفاهمات تتعلق بمسائل آنية بين الدول العظمى (الولايات المتحدة وروسيا)، مثلا التفاهم على دور إسرائيل، وضرورة خروج الإيرانيين من سوريا، كل ذلك تعتبر الدولتان أن وجود الأسد ضروري لتمرير كل هذه الصفقات، فكل ما يمكن تمريره الآن سيكون بأقل التعقيدات وأفضل من تحقيقه في ظل خروج الأسد.
الكلمات المفتاحية