حذّر الدفاع المدني في محافظة درعا اليوم الثلاثاء، من كارثة إنسانية جراء الحملة العسكرية المكثفة التي يشنها النظام السوري وروسيا على بلدات وقرى شرق درعا لليوم السادس على التوالي، والتي أدت لنزوح عشرات آلاف المدنيين، معظمهم نساء وأطفال، ومقتل وجرح العشرات، إضافة لخروج مراكز حيوية وطبية عن الخدمة في المنطقة.
وقال الدفاع المدني في بيان له على صفحته في الفيسبوك، إنه قتل 18 مدنياً بينهم متطوّع من الدفاع المدني جراء غارات لطائرات حربية روسية ومروحية للنظام السوري على مدن الحراك والصورة وبصر الحرير والكرك الشرقي، تزامناً مع نزوح مستمر من القرى الساخنة.
وأضاف الدفاع المدني، أن طائرات حربية روسية استهدفت مدن وبلدات وقرى شرق درعا بأكثر من 205 غارات، وأكثر من 110 برميل متفجر ألقته مروحيات النظام، إضافة لأكثر من 88 صاروخ فيل، ومئات القذائف والصواريخ الأخرى.
وأشار الدفاع المدني إلى أن القصف ترّكز على بلدة بصر الحرير بأكثر من 99 غارة جوية روسية، وأكثر من 57 برميل متفجر، تلتها مدينة الحراك بـ 99 غارة جوية، تزامناً مع قصف آخر على بلدات وقرى ناحتة والمليحة الشرقية والمليحة الغربية والكرك وأحياء درعا البلد.
اقرأ ايضاً: إسرائيل تستهدف محيط مطار دمشق الدولي
بدوره قال مراسل روزنة في درعا حسام البرم، إن القصف أسفر عن إصابة أكثر من مئة شخص، فيما أبلغ الدفاع المدني بخروج مراكزه عن الخدمة في منطقة اللجاة جراء القصف المكثف.
وكان قتل وجرح نحو 13 مدنياً أول أمس الأحد جراء قصف جوي لروسيا والنظام على بلدات وقرى شرق درعا، كما خرج مشفى ومركز الدفاع المدني في مدينة الحراك عن الخدمة، إضافة لخروج مشفى بصر الحرير الميداني عن الخدمة بقصف روسي مماثل.
وقال العميد والقيادي في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر،ياسين علوش، أمس الاثنين، لروزنة، إن المقاتلين قرروا صد العدوان كخيار مقاومة ودفاع عن الأرض، خصوصا وأن تجارب الغوطة الشرقية، وريف حمص الشمالي، أثبتت أن مصير الترحيل ينتظر المعارضين المقاتلين بكل حال من الأحوال، كما تحدث ياسين عن كميات من الذخيرة المخزنة التي ربما تكفيهم ليصمدوا بضعة أشهر، وقال إن التضاريس الصعبة في منطقة هضبة اللجاة خصوصا ستساعدهم في معارك الكر والفر.
أما الدكتور العميد ابراهيم الجباوي أكد أمس في اتصال هاتفي مع راديو روزنة أن المفاوضات جارية منذ فترة، وهي تدور حول عدم دخول قوات النظام السوري وحلفاؤه إلى درعا، مقابل سيطرة النظام السوري على معبر نصيب، متحدثا عن التخلي الأمريكي وما وراءه من صفقة انسحاب لإيران، وقواتها، من كامل الأراضي السورية.
ولفت مراسل روزنة منذ أيام ، أنه يقدر عدد النازحين من المناطق الساخنة شرق درعا بنحو 60 ألف نسمة، حيث اتجهوا إلى الشريط الحدودي مع الأردن، منتشرين في المدارس والملاجئ والمنازل والأراضي الزراعية، حسب تقديرات المجالس المحلية.
وتوعد الجيش السوري الحر، منذ أيام، بـ "براكين من النيران" في حال هاجم جيش النظام السوري وحلفاؤه جنوب غرب سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة، وتقع ضمن منطقة خفض تصعيد اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا والأردن، وتحاذي تلك المنطقة الأراضي الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي.
وكانت الولايات المتحدة حذَّرت منن أنها ستتخذ إجراءات "حازمة وملائمة" رداً على انتهاكات النظام السوري لمنطقة "خفض التصعيد" في جنوب غرب سوريا.
يشار إلى أن النظام السوري بدأ بالتهديد بمهاجمة جنوب غرب سوريا، بعد سيطرته على آخر معاقل الفصائل المعارضة في دمشق وريفها، وفي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، خلال الشهرين الأخيرين.
يذكرأن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا منذ نحو عام في تموز 2017 على وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، الأمر الذي لاقى ترحيباً من الأمم المتحدة.