تستمر العمليات العسكرية في مدينة درعا جنوب البلاد، وإن لم تتطور حتى اللحظة إلى معركة شاملة، في إشارة واضحة إلى مفاوضات جارية، أكدتها تصريحات الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الإفريقية ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، يوم الاثنين، عن "تحضير روسي أردني لمباحثات ثنائية حول جنوب سوريا".
وفي اتصال هاتفي مع راديو روزنة قال العميد والقيادي في الجبهة الجنوبية ياسين علوش إن المقاتلين قرروا صد العدوان كخيار مقاومة ودفاع عن الأرض، خصوصا وأن تجارب الغوطة الشرقية، وريف حمص الشمالي، أثبتت أن مصير الترحيل ينتظر المعارضين المقاتلين بكل حال من الأحوال، وتحدث ياسين عن كميات من الذخيرة المخزنة التي ربما تكفيهم ليصمدوا بضعة أشهر، وقال إن التضاريس الصعبة في منطقة هضبة اللجاة خصوصا ستساعدهم في معارك الكر والفر.
وعلى مستوى سياسي فإن بوغدانوف وفي تصريحات للصحفيين قال إنه "سيتم بحث جنوب سوريا على المستوى الثنائي (الروسي- الأردني) في الوقت الراهن"، وأضاف أن "وزير الخارجية الأردني سيزور موسكو لهذا الغرض، وأن التنسيق مستمر بين الجانبين الآن لتحديد موعد الزيارة".
وحسب مراسل راديو روزنة في الجنوب السوري فإن التسريبات تقول بأن الأردن تحاول أن تكون وسيطا بين المعارضة المسلحة، وروسيا الاتحادية، بصفتها صاحبة القرار في سوريا، وذلك من أجل التفاوض حول مصير الجنوب، بعد تخلي الولايات المتحدة عن المعارضة المسلحة بشكل كامل.
وافادت مصادرنا بأن الأردن تعيش حالة ترقب شديد، وكانت تخوفت قبلا من تفجر الوضع، وتدفق آلاف اللاجئين إلى حدودها، وهي من صرحت عن عدم قدرتها على استقبال مزيد من اللاجئين، وحسب التسريبات فإن المملكة طلبت من قادة الفصائل العسكرية ترشيح وفد من الجنوب السوري، للخروج بصيغة اتفاق يرضي جميع الأطراف، فالوفد الروسي لم يضع شروطا مسبقة للتفاوض حسب المعلومات التي وصلت روزنة.
أما الدكتور العميد ابراهيم الجباوي أكد في اتصال هاتفي مع راديو روزنة أن المفاوضات جارية منذ فترة، وهي تدور حول عدم دخول قوات النظام السوري وحلفاؤه إلى درعا، مقابل سيطرة النظام السوري على معبر نصيب، متحدثا عن التخلي الأمريكي وما وراءه من صفقة انسحاب لإيران، وقواتها، من كامل الأراضي السورية.
الكلمات المفتاحية