ذاكرة المونديال: تعرف على قصص أغرب مونديال في التاريخ (صور+فيديو)

ذاكرة المونديال: تعرف على قصص أغرب مونديال في التاريخ (صور+فيديو)
الأخبار العاجلة | 25 يونيو 2018
 كان مونديال عام 1950 الذي استضافته البرازيل هو النسخة الرابعة من البطولة بعد توقف دام 12 عام بسبب الحرب العالمية الثانية، منذ نسخة مونديال 1938 بفرنسا.

وبعد انتهاء الحرب، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم، تعويض بطولتي كأس العالم 1942 و1946، وقام بالبحث عن دولة لاستضافة المونديال من جديد، وتقدمت البرازيل بطلب استضافة نهائيات كأس العالم على أرضها، بشرط أن تقام عام 1950 (حيث كان مقررًا أن تقام عام 1949)، وأقيمت منافسات كأس العالم على ملاعب 6 مدن برازيلية، واحتضن ملعب ماراكانا، المباراة النهائية للبطولة، وسط حضور 200 ألف متفرج، مما يعد رقمًا قياسيًا كأكثر النهائيات حضورًا حتى الآن.
 
ذاكرة المونديال: تعرف على قصص أغرب مونديال في التاريخ (صور+فيديو)
 
 
صدمة إيطالية وغياب أرجنتيني وفرنسي
 
تمتع منتخب إيطاليا بأهمية خاصة، خلال مشاركته بمونديال 1950، كونه حامل اللقب، والمتوج بآخر نسختين من المونديال 1934 و 1938، وعانى المنتخب الإيطالي كثيرًا، إذ أن معظم أفراد التشكيلة الأساسية لقوا حتفهم في كارثة "سوبرجا الجوية" قبيل بدء البطولة، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم، أقنع حامل اللقب بضرورة المشاركة والحضور في المونديال، واقتنع الإيطاليون وسافروا على متن قارب بدلًا من الطائرة.
 
ذاكرة المونديال: تعرف على قصص أغرب مونديال في التاريخ (صور+فيديو)
                                                                           "كارثة سوبرجا"

بينما لم يشارك منتخب الأرجنتين في هذه النسخة، وأعلن انسحابه لوجود بعض الخلافات مع البرازيل البلد المضيف، وكذلك الحال فقد غابت فرنسا عن المشاركة العالمية، حينما أعلنت انسحابها رغم تأكيد مشاركتها وسحب القرعة التي أوقعتها في المجموعة الرابعة بالبطولة، لكن منتخب الديوك، برر غيابه بسبب ظروف مادية.
 
اقرأ أيضاً..كيف ستتأهل فرق المونديال إلى الدور الثاني من البطولة؟

كيف كان نظام البطولة؟

شارك في مونديال 1950، 13 منتخب عالمي فقط، وغاب عنه مشاركة أي منتخب آسيوي أو إفريقي، وقسمت الفرق المشاركة إلى أربعة مجموعات واقتضى نظام البطولة أن يلتقي متصدر كل مجموعة من المجموعات الأربع، في مجموعة نهائية.

وكانت هذه البطولة هي النسخة الأولى التي تشهد نظام دور المجموعات، بعدما جرت العادة في النسخ الثلاث الماضية، على أن تلعب البطولة بنظام خروج المغلوب، القرعة وضعت البرازيل مع المكسيك ويوغسلافيا وسويسرا، وفي المجموعة الثانية جاءت إنكلترا وتشيلي وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية، وضمت المجموعة الرابعة إيطاليا والسويد وباراغواي، وفي المجموعة الأخيرة وضعت الأوروغواي وبوليفيا.

وافقت دول التاج البريطاني المشاركة في البطولة على مضض، فعلى مدار سنوات طويلة رفض الإنكليز الاعتراف ببطولة كأس العالم ورفضت المشاركة بها، على اعتبار أن بطولة الجزر البريطانية (انكلترا -ويلز -ايرلندا الشمالية -اسكتلندا) هي الأقوى من وجهة نظرهم وتفرز البطل الحقيقي للعالم، لذا فقد وافقت بريطانيا على المشاركة مقابل أن يتم حجز مقعد للفائز ببطولة “المنزل البريطاني” والتي أقيمت في 1949.
 
ذاكرة المونديال: تعرف على قصص أغرب مونديال في التاريخ (صور+فيديو)
 
 اليابان و ألمانيا تم استبعادها كونها مازالت محتلة بعد الحرب، والاتحاد السوفيتي قرر الانسحاب هو الأخر مع بقية الدول التي تقع خلف الستار الحديدي ومنها جمهورية تشيكوسلوفاكيا والمجر ( الستار الحديدي هو عبارة استخدمها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل عام 1946، في خطابه الشهير "خطاب فلتون"، ولأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية وصف هذا الخطاب الاتحاد السوڤيتي، الذي كان حليفا للغرب، بأنه المشكلة الرئيسية والعقبة الأكبر في العلاقات الدولية، وأنه أسدل الستار الحديدي على شرق أوروبا، وأشار إلى بداية حرباً باردة).
 
متابعة التغطية الخاصة لمونديال روسيا 2018..من هنا

وفي أمريكا الجنوبية انسحبت الأرجنتين بسبب خلافات كروية مع الإتحاد البرازيلي لكرة القدم ومعها الإكوادور وبيرو وفي آسيا حدثت انسحابات أيضا من الفلبين وإندونيسيا وبورما للتأهل الهند من آسيا إلى المونديال، ومن أوروبا انسحبت النمسا وبلجيكا.

وقبل أن تجرى قرعة البطولة، أعلنت إسكتلندا انسحابها من المشاركة في المونديال، بسبب خلاف مع اتحاد كرة القدم الإنكليزي، كما رفضت تركيا الحضور بسبب الظروف المادية السيئة، ووجه "الفيفا" دعوة سريعة لمنتخبي البرتغال وفرنسا ليشاركا بدلاً عن اسكتلندا وتركيا، لكن البرتغال رفضت المشاركة في الوقت الذي غادرت بعثة فرنسا إلى البرازيل للمشاركة.

وفي حادثة غريبة عن أحد المنتخبات المشركة في ذلك المونديال، فقد شاركت الولايات المتحدة بمنتخب لم يكن يحتوي على أي لاعب محترف، حيث كانت القائمة تشمل 21 لاعباً لديهم وظائف أخرى، ويكفي معرفة أن هناك لاعب يدعى بن ماكلولين لم ينضم إلى قائمة المنتخب في المونديال حيث رفض رئيسه في العمل إعطاءه اجازة، كما كان فرانك بورجي حارس مرمى الفريق يعمل كعازف لفرقة موسيقية، وكان اللاعب والتر باهر يعمل كمدرس في مدرسة ثانوية.
 
 
                                                  من مباراة منتخب الولايات المتحدة والمنتخب الإنكليزي (مونديال 1950)
 
لماذا غابت الهند عن البطولة وما حقيقة اللعب بدون أحذية؟

انسحبت الهند من البطولة، ولكن السبب كان على عكس ما يروج بأن الهند انسحبت بسبب رفض لاعبو المنتخب الهندي ارتداء أحذية في أرجلهم خلال البطولة وهو ما رفضه الاتحاد الدولي لكرة القدم مما أدى إلى الانسحاب.
 
فقد لعب المنتخب الهندي بطولة الأولمبياد في لندن عام 1948 بمنتخب لا يرتدي الأحذية ويكتفي بعض لاعبيه بلبس الجوارب وقدم أداء مميز صعب الأمور على فرنسا التي قامت بإقصائه في النهاية بالفوز عليه بهدفين لهدف، ليقر بعد ذلك الإتحاد الدولي لكرة القدم قانونا يمنع فيه اللعب بدون أحذية.
 
 
ذاكرة المونديال: تعرف على قصص أغرب مونديال في التاريخ (صور+فيديو)
                                        صورة لمشاركة المنتخب الهندي في إحدى المباريات بدون أحذية

ولم تكن تلك مشكلة المنتخب الهندي بالمشاركة بمونديال البرازيل 1950، حيث كان لاعبو الفريق موافقون على ارتداء الأحذية والذهاب للعب في البرازيل، ولكن إتحاد كرة القدم الهندي كان السبب في هذا الانسحاب بسبب استهتارهم بقوة البطولة مقارنة بالأولمبياد، لذا فضّلوا عدم المشاركة وذلك رغم محاولات الإتحاد الدولي بإغراء الفرق المشاركة بالتكفل بمعظم مصاريف السفر والإقامة لكن التقاعس كان حاضرا في أروقة الإتحاد الهندي.
 
قد يهمك..هل يتسبب المونديال بـ "مَقتل" لاعب كولومبي؟

غياب الحماس عن مسئولي الإتحاد الهندي أدى إلى الانسحاب والسبب الذي تم إعلانه للاعتذار عن المشاركة؛ هو وجود خلاف في الهند حول الفريق الذي سيتم اختياره وعدم وجود وقت كافي للإعداد الجيد للبطولة، لتفوت الهند فرصة ذهبية للمشاركة في الحدث الكروي الأكبر والأعظم لم تتكرر لها ثانية.

مرارة برازيلية

خسارة البرازيل، وحسرة جماهيرهم في مدرجات ماراكانا، لم يكن شيئاً يمكن التغافل عنه، فعلى الرغم من الاحتفالات التي يعيشها لاعبو الأوروغواي محتفلين بلقبهم المونديالي الثاني، إلا أن السيديس غيغيا الذي سجل هدف التقدم للأوروغواي وانطلق يحتفل أمام مدرجات تحول الحاضرون فيها إلى جنائز لا تتحرك قال في تصريحات لموقع الاتحاد الدولي :" لم أشاهد في حياتي حزناً شبيهاً كالذي أطبق على مدرجات ماراكانا ذلك اليوم، لقد أحسست حينها بالقشعريرة، لم يكن بمقدور أي أحد أن يصمت هذه المدرجات إلا فرانك سيناترا والبابا يوحنا بولس وأنا ثالثهم".
 
ذاكرة المونديال: تعرف على قصص أغرب مونديال في التاريخ (صور+فيديو)
 

وكان غيغيا هو آخر لاعب فارق الحياة من أبطال هذا المونديال، إذ توفي في تموز عام 2015 عن 88 عاماً وحينما ابتدأت المباراة، وضجت مدرجات الماراكانا بأصوات البرازيليين، أصبح لاعبو الأوروغواي في موقف ضعف وخوف، ولكن صوت قائدهم أبدوليو باليرا الذي صاح برفاقه قائلاً "إما أن ننتصر أو سيقتلوننا هنا"، أعاد الكثير من الهدوء للاعبي الأوروغواي وأعادهم لأجواء المباراة.
 
                                                  من المباراة النهائية لمونديال 1950 - (البرازيل و الأوروغواي)

لقد كان المنتخب البرازيلي مرشحا من قبل الجميع للفوز باللقب وبالفعل نجح راقصو السامبا في تقديم مستويات مميزة جعلتهم مرشحين للفوز باللقب، تصدروا مجموعتهم على حساب يوغسلافيا وسويسرا والمكسيك وتأهلوا إلى الدور النهائي، تأهلت البرازيل وأوروغواي والسويد وإسبانيا كمتصدرين للمجموعات، البرازيل فازت على السويد بسبعة أهداف وزارت شباك إسبانيا في ستة مناسبات، لقاء الجولة الأخيرة جمع بين البرازيل وأوروغواي، وبدأت البرازيل الاحتفالات قبل انطلاق المباراة فتم إعداد الكرنفالات الشعبية لتجوب الشوارع الرئيسية وتم طباعة الملايين من القمصان المطبوع عليها كلمات احتفالية ببطل تلك النسخة من المونديال بل ووصل الأمر بأن رئيس فيفا جولي ريميه قد كتب خطابه الذي سيقوله بعد انتهاء المباراة مباركا للبرازيل على اللقب.
 
اقرأ أيضاً..تعرف على قصة "المجسّم المكسيكي" الذي سرق اهتمام متابعي المونديال (فيديو)

انطلقت المباراة والبرازيل تقدمت عن طريق فرايكا في الدقيقة 47 لكن أوروغواي تعادلت سريعا عن طريق سكيافينو في الدقيقة 66، الدقيقة 79 شهدت إنطلاق إيدواردو شيجيا من الجبهة اليمنى ودخوله لمنطقة الجزاء ليسدد في الزاوية الضيقة للحارس باربوسا معلنا عن الهدف الثاني لأوروجواي، ليسكت كل من في ملعب ماراكانا الذي تحولت الأجواء الإحتفالية فيه إلى أجواء جنائزية؛ فالصمت حل على الجميع وبدأ البعض في البكاء على ضياع البطولة؛ مع فشل البرازيل في تعديل النتيجة قبل نهاية المباراة، حيث كان التعادل سيكفي الفريق للفوز باللقب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق