كيف ساهم المونديال في كسر "العنصرية" ضد الإيرانيات (فيديو)

كيف ساهم المونديال في كسر "العنصرية" ضد الإيرانيات (فيديو)
الأخبار العاجلة | 23 يونيو 2018
في مشهد غير معتاد حضر آلاف الرجال والنساء الإيرانيين في ملعب واحد معا (ستاد آزادي بطهران) للمرة الأولى بثا مباشرا على شاشة عملاقة لمباراة كرة القدم التي فازت فيها إسبانيا على منتخب بلدهم يوم الأربعاء الفائت في نهائيات كأس العالم 2018.

ويعتبر هذا المشهد هو المرة الأولى التي يجري فيها بث مشترك لـ "جمهور مختلط" داخل ملعب رياضي في إيران، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا)، وتمنع القوانين الإيرانية "النساء الإيرانيات" من الحضور إلى الملاعب لمشاهدة الرجال في مباريات كرة القدم.

دخول النساء هذه المرة لم يكن سهلاً على الإطلاق، فحوالي قبل نحو ساعتين ونصف الساعة على بدء المباراة، سرت معلومات في طهران عن "إلغاء" البث التلفزيوني المفترض، مما دفع مئات من مشجعي المنتخب الإيراني لخلق حالة واسعة من الاحتجاج أمام طوق من رجال الشرطة الإيرانيين، حيث كانوا سيمنعون الجماهير من دخول الملعب.
 
 
كيف ساهم المونديال في كسر
 


وأفادت وكالة فرانس برس، عن إحدى الشابات الإيرانيات في محيط ملعب آزادي بالعاصمة الإيرانية أنها لا تذكر متى كانت آخر مرة حضرت فيها إلى الملعب، " حينما كنت فتية جدا تمكنت أسرتي من إدخالي (لملعب كرة القدم) بصفتي صبي"، وذكرت الوكالة الفرنسية أن صحافييها لم يتمكنوا من مواصلة الحديث مع الشابة الإيرانية، إذ طلب منهم عناصر مكافحة الشغب مغادرة المكان مع تصاعد التوتر في محيط الملعب الذي أغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية اليه ما أحدث ازدحاما شديدا.
 
متابعة التغطية الخاصة لمونديال روسيا 2018..من هنا

ومع استمرار الاحتجاجات؛ سمحت الشرطة بفتح الأبواب وتمكن نحو أربعة آلاف شخص من حضور المباراة، وهو عدد أقل بكثير من عشرة آلاف متفرج كانت وكالة الأنباء الطلابية توقعت صباح الأربعاء حضورهم، وكانت البطاقات التي عرضت للبيع على الإنترنت بسعر 150 ألف ريال (أقل من 2 يورو)، بيعت بسرعة، ويتسع "ستاد آزادي" (الحرية) لمئة ألف شخص.
 
 
 
هل تلغي السلطات الإيرانية التمييز العنصري ضد النساء؟
 
وكشف التوتر الذي ساد قبل فتح أبواب الملعب إلى أي حد يبقى قبول النساء في الملاعب مع الرجال، قضية حساسة في إيران، حيث كانت قد أعلنت السلطات الإيرانية يوم 15 حزيران الجاري؛ أنه بإمكان العائلات التوجه إلى "ستاد آزادي" لحضور المباراة بين إيران والمغرب على شاشة عملاقة، قبل أن تتراجع فجأة وتلغي بث المباراة في الملعب والحدائق العامة في طهران، بدون أن تبدي أية توضيحات.
 
اقرأ أيضاً.."لوكا مودريتش" الذهب الكرواتي الذي لا يصدأ

وعاد الأمل إلى المشجعين صباح الأربعاء الفائت بعدما أعلنت عضو مجلس الشورى الإيراني طيبة سيافوشي أن المجلس البلدي لطهران سمح ببث المباراة بين إسبانيا وإيران في الملعب "بحضور العائلات"، وقالت سيافوشي التي تنشط من أجل قبول النساء في الملاعب، لوكالة الأنباء الطلابية، "مع الاحترام الذي سيبديه المتفرجون، نأمل أن يكون من الممكن بث المباراة بين إيران والبرتغال في الملعب نفسه" الاثنين المقبل، وأضافت "سيكون ذلك مؤشرا على بدء حضور العائلات فعليا للمباريات".

وكانت المباراة الثانية للمنتخب الإيراني في المونديال الروسي قد شهدت تغلب منتخب إسبانيا على المنتخب الإيراني 1-0، على الرغم من مقاومة كبيرة قام بها اللاعبون الإيرانيون.

ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979، لا يسمح للإيرانيات بحضور مباريات الرجال لكرة القدم، لحمايتهن من الأذى ومن أي سلوك سوقي للمشجعين، حسب التبرير الرسمي، لكن بعضهن يتحدين المنع بوضع شعور مستعارة أو لحى أو شاربين، ولا يسمح لغير الإناث بحضور مباريات كرة القدم للنساء، وبعد فوز إيران على المغرب (1-0)، احتفل حشد من الشباب ضم عددا كبيرا من النساء لساعات بهذه النتيجة في شوارع طهران.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق