وصف المحلل السياسي طارق عزيزة الوضع في الجنوب السوري بالضبابي، مشيراً في اتصال هاتفي لروزنة إلى أن العملية العسكرية للنظام باتت وشيكة، فالنظام يحاول استعادة المنطقة عسكرياً.
ولفت عزيزة إلى أن الجنوب السوري ضمن مناطق التصعيد، ولكن هذا لا يعني شيئاً، فالغوطة كانت ضمن مناطق خفض التصعيد، ورغم ذلك اقتحمها النظام وكان الروس جزءً من عملية التهجير، متسائلاً هل ينتظر الجنوب السوري مصيراً متشابهاً، بعد تحقيق المطالب الإسرائيلية المتعلقة بإبعاد الإيرانيين وميليشيا حزب الله عن الحدود الإسرائيلية، " إسرائيل ليس لديها مشكلة إذا ماعادت الأمور إلى ماكانت عليه قبل 2011، لأن النظام كان حامياً أميناً لحدود إسرائيل على مدى أربعين عاماً".
ونوه المحلل السياسي إلى أن هناك مصلحة إسرائيلية بإعادة الاستقرار، وإعادة حالة اللاحرب واللاسلم التي كان النظام ينتهجها، والروس سيأخذون دفعاً إضافيا بخصوص الحل السياسي، وهو مكسب إضافي للنظام، وكل هذا لوحصل سيكون على حساب الإيرانيين، والولايات المتحدة لن تكون في معزل عن كل هذا فهي تحاول الضبط والسيطرة، خاصة أنها ملتزمة بما يخص منطقة خفض التصعيد، التي يلتزم بها الأردن الذي لديه حدود بطول 350 كيلو متر مع سوريا.
عزيزة رأى أن هناك تسوية سيتم فرضها بالقوة، وستكون على حساب المعارضة السورية" ماكان النظام ليقوم بحشد هذه التعزيزات لولا الضوء الأخضر الدولي". وتابع المحلل السياسي أن المصلحة الرئيسية في الجنوب السوري هي لإسرائيل، وطالما توصل لاتفاق الروس والنظام لاتفاق مع الجانب الإسرائيلي على تفاهم ما، فلن تكون الولايات المتحدة ضدهم.
بدوره رئيس المجلسي العسكري في الجنوب السوري العقيد حسام ابو عروة أشار في اتصال مع راديو روزنة، إلى أنهم لم يبلغوا إلى الآن بأي قرار دولي، مرجحاً أن هناك التزاماً بمنطقة خفض التصعيد من الجانب الأمريكي والجانب الأردني، بينما النظام أخل بهذا الاتفاقية بإدخال معدات عسكرية إلى منطقة خفض التصعيد.
الضابط أبو عروة أشار إلى أن الصورة لن تتضح حتى القمة المرتقبة الشهر القادم بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، مشدداً على أنهم في المعارضة اتخذوا الخيار العسكري بمواجهة النظام حتى آخر قطرة من دمائهم، وسوف يواجهون أرتال النظام بكل ما أوتوا من قوة، ليؤكد أنهم سوف يتعاملون مع الواقع العسكري على الأرض دون انتظار اتضاح المواقف الدولية.
الكلمات المفتاحية