اعتبر الكاتب السوري سامر رضوان أن الدراما التي يتم تقديمها تحت مسمى "الدراما العربية المشتركة" لا تعدو كونها دراما "مقاولات".
وأشار في حديثه لراديو روزنة أن المتلقي السوري للأعمال الدرامية بالغ بشدة في الحكم على الأعمال الدرامية " لقد كان المتلقي رحيماً مع أعمال تتسم بالسذاجة والسطحية ومنها مسلسلي "طريق و "الهيبة"، فكان الجمهور رحيما في التعاطي معها وتابعها بشغف، على الرغم من الملاحظات الهائلة التي تسجل عليهما".
وأضاف "هناك أعمال "تم سلقها" كيفما اتفق لأشخاص ليسوا على تماس مباشر مع فعل التأمل، والجمهور لم يتابع الأعمال السورية بنفس المزاج وبنفس الرحمة، فعلى سبيل المثال فإن مسلسل فوضى باعتقادي أنه يحاول بأن يقدم وجهة نظر مختلفة ربما لا يمتلك المتعة التي قدمتها الأعمال المشتركة باعتبار ان هناك مواقع تصوير مختلفة والقصص سطحية ولا تحتاج إلى تأملات".
اقرأ أيضاً..هل يتسبب "الهيبة" بصراع مفتوح بين عابد فهد وتيم حسن؟
ويعتقد الكاتب السوري (مؤلف مسلسل الولادة من الخاصرة) أن كُتّاب مسلسل "فوضى" (نجيب نصير وحسن يوسف) ومخرجه (سمير حسين) قدموا تجربة تستحق التأمل الاحترام؛ بحسب قوله؛ معتبراً أن هذه التجربة حاولت أن تقرأ الواقع السوري على ضوء مجريات الأحداث التي شهدتها سوريا، أما الأعمال الأخرى فهي أعمال بائسة بكل معنى الكلمة، بائسة حتى في آلية الصناعة وبائسة في مفردات المهنة الأولى، وفق وصفه.
وتابع في حديثه لروزنة "أنا شخصيا ميال لأن يكون عمل فوضى هو العمل الأهم والأبرز في هذا الموسم؛ من حيث التأمل ومن حيث الجدية في صناعة الشخصيات ومن حيث البحث الإخراجي الذي قدمه سمير حسين على صعيد المشاهد الخارجية، نحن شاهدنا مشاهد خارجية غير مألوفة في الدراما السورية، هناك حركة كاميرا جديدة؛ ربما لها علاقة ببحث مخرج يحاول أن يقول أنني موجود".
كل شيء تأثر في سوريا
ولفت رضوان إلى طبيعة تأثر المشاهد السوري للدراما بحكم ما تمره به سوريا من أحداث " كل شيء في سوريا تأثر، البنية النفسية للأشخاص تأثرت والبينة العمرانية تأثرت والهوية السورية تأثرت، فلماذا لا تتأثر الدراما، فكل شيء سيتأثر بالتأكيد، ونتيجة البؤس الذي يعانيه السوري صار ميالا إلى هجاء كل شيء ولم يعد يرضيه أي شيء، فبالتالي ومنذ الحلقات الأولى المعروضة تابعنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ عن وجود حالة استياء غير مبررة، وهذا يعني أن هناك بنية نفسية للمتلقي قد تبدلت وليس فقط العاملين في الحقل الدرامي، وحالة الهجاء التي سادت في الشارع السوري ليس لها علاقة فقط بالدراما إنما بكل شيء".
ويرى أن المشكلة الحاصلة في تقييم الأعمال الدرامية ليست في إنتاج العمل الدرامي إنما المشكلة في آلية التلقي، "هذه الصورة يجب أن نعيد انتاجها بروية وباحترام تجارب الآخرين لنساهم من جديد في خلق نهضة درامية" ويتابع "هذا الموسم لا يمثل السوريين ولا يمثل تطلعات السوريين، لكنني لا أرى أن هذا الموسم قد كانت الصناعة الدرامية فيه بغاية الرداءة".
قد يهمك..محمد ماشطة لـروزنة: هذه أسباب هبوط مستوى الدراما السورية!
لذلك يعتبر رضوان بأنه لا يجب الحكم على الأعمال الدرامية السورية بالطريقة التي تتم اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي " هناك عدد كبير من الذين تحدثوا عن المسلسلات أنا أعرف أنهم يشاهدوها، فاذا هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في صناعة رأي عام ولكن هذا الرأي العام لا يستند إلى مشاهدة حقيقية أو تماس مع الأعمال، بل هو له علاقة مع آراء الآخرين وبالتالي يصبح بشكل من الاشكال من أفراد القطيع".
ويختم في حديثه لراديو روزنة حول طبيعة إنتاج المسلسلات في داخل سوريا والصعوبات التي تواجهها " لا يمكن الحديث عن الدراما السورية الصرفة بمعزل عن الرحم الأمني الذي يخرج منه "التابو" الرقابي والأشخاص القائمين على رعاية وتنشئة هذا "التابو"، فكيف للمبدعين الموجودين داخل سوريا أو خارجها أن يتمرنوا على سذاجة في التعامل مع البنية الدرامية ما دام هذا الرحم الأمني قابضا عليهم وقابضا على أي محاولة للتغيير".
ويضيف بقوله "إن المشكلة الأساس أن الأعمال التي تنتج في الداخل تنتج وفق شروط النظام السائد وهوامش الحرية السائدة، المشكلة تكمن بأنه لا يمكن أن تنتج عملاً درامياً مهماً إذا لم تكن حراً، الحرية هي شرط انتاج الأعمال الكبيرة وهذا الشرط غير متحقق في الداخل السوري".
وأشار في حديثه لراديو روزنة أن المتلقي السوري للأعمال الدرامية بالغ بشدة في الحكم على الأعمال الدرامية " لقد كان المتلقي رحيماً مع أعمال تتسم بالسذاجة والسطحية ومنها مسلسلي "طريق و "الهيبة"، فكان الجمهور رحيما في التعاطي معها وتابعها بشغف، على الرغم من الملاحظات الهائلة التي تسجل عليهما".
وأضاف "هناك أعمال "تم سلقها" كيفما اتفق لأشخاص ليسوا على تماس مباشر مع فعل التأمل، والجمهور لم يتابع الأعمال السورية بنفس المزاج وبنفس الرحمة، فعلى سبيل المثال فإن مسلسل فوضى باعتقادي أنه يحاول بأن يقدم وجهة نظر مختلفة ربما لا يمتلك المتعة التي قدمتها الأعمال المشتركة باعتبار ان هناك مواقع تصوير مختلفة والقصص سطحية ولا تحتاج إلى تأملات".
اقرأ أيضاً..هل يتسبب "الهيبة" بصراع مفتوح بين عابد فهد وتيم حسن؟
ويعتقد الكاتب السوري (مؤلف مسلسل الولادة من الخاصرة) أن كُتّاب مسلسل "فوضى" (نجيب نصير وحسن يوسف) ومخرجه (سمير حسين) قدموا تجربة تستحق التأمل الاحترام؛ بحسب قوله؛ معتبراً أن هذه التجربة حاولت أن تقرأ الواقع السوري على ضوء مجريات الأحداث التي شهدتها سوريا، أما الأعمال الأخرى فهي أعمال بائسة بكل معنى الكلمة، بائسة حتى في آلية الصناعة وبائسة في مفردات المهنة الأولى، وفق وصفه.
وتابع في حديثه لروزنة "أنا شخصيا ميال لأن يكون عمل فوضى هو العمل الأهم والأبرز في هذا الموسم؛ من حيث التأمل ومن حيث الجدية في صناعة الشخصيات ومن حيث البحث الإخراجي الذي قدمه سمير حسين على صعيد المشاهد الخارجية، نحن شاهدنا مشاهد خارجية غير مألوفة في الدراما السورية، هناك حركة كاميرا جديدة؛ ربما لها علاقة ببحث مخرج يحاول أن يقول أنني موجود".
كل شيء تأثر في سوريا
ولفت رضوان إلى طبيعة تأثر المشاهد السوري للدراما بحكم ما تمره به سوريا من أحداث " كل شيء في سوريا تأثر، البنية النفسية للأشخاص تأثرت والبينة العمرانية تأثرت والهوية السورية تأثرت، فلماذا لا تتأثر الدراما، فكل شيء سيتأثر بالتأكيد، ونتيجة البؤس الذي يعانيه السوري صار ميالا إلى هجاء كل شيء ولم يعد يرضيه أي شيء، فبالتالي ومنذ الحلقات الأولى المعروضة تابعنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ عن وجود حالة استياء غير مبررة، وهذا يعني أن هناك بنية نفسية للمتلقي قد تبدلت وليس فقط العاملين في الحقل الدرامي، وحالة الهجاء التي سادت في الشارع السوري ليس لها علاقة فقط بالدراما إنما بكل شيء".
ويرى أن المشكلة الحاصلة في تقييم الأعمال الدرامية ليست في إنتاج العمل الدرامي إنما المشكلة في آلية التلقي، "هذه الصورة يجب أن نعيد انتاجها بروية وباحترام تجارب الآخرين لنساهم من جديد في خلق نهضة درامية" ويتابع "هذا الموسم لا يمثل السوريين ولا يمثل تطلعات السوريين، لكنني لا أرى أن هذا الموسم قد كانت الصناعة الدرامية فيه بغاية الرداءة".
قد يهمك..محمد ماشطة لـروزنة: هذه أسباب هبوط مستوى الدراما السورية!
لذلك يعتبر رضوان بأنه لا يجب الحكم على الأعمال الدرامية السورية بالطريقة التي تتم اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي " هناك عدد كبير من الذين تحدثوا عن المسلسلات أنا أعرف أنهم يشاهدوها، فاذا هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في صناعة رأي عام ولكن هذا الرأي العام لا يستند إلى مشاهدة حقيقية أو تماس مع الأعمال، بل هو له علاقة مع آراء الآخرين وبالتالي يصبح بشكل من الاشكال من أفراد القطيع".
ويختم في حديثه لراديو روزنة حول طبيعة إنتاج المسلسلات في داخل سوريا والصعوبات التي تواجهها " لا يمكن الحديث عن الدراما السورية الصرفة بمعزل عن الرحم الأمني الذي يخرج منه "التابو" الرقابي والأشخاص القائمين على رعاية وتنشئة هذا "التابو"، فكيف للمبدعين الموجودين داخل سوريا أو خارجها أن يتمرنوا على سذاجة في التعامل مع البنية الدرامية ما دام هذا الرحم الأمني قابضا عليهم وقابضا على أي محاولة للتغيير".
ويضيف بقوله "إن المشكلة الأساس أن الأعمال التي تنتج في الداخل تنتج وفق شروط النظام السائد وهوامش الحرية السائدة، المشكلة تكمن بأنه لا يمكن أن تنتج عملاً درامياً مهماً إذا لم تكن حراً، الحرية هي شرط انتاج الأعمال الكبيرة وهذا الشرط غير متحقق في الداخل السوري".
الكلمات المفتاحية