محمد ماشطة لـروزنة: هذه أسباب هبوط مستوى الدراما السورية!

محمد ماشطة لـروزنة: هذه أسباب هبوط مستوى الدراما السورية!
الأخبار العاجلة | 14 يونيو 2018
اعتبر السيناريست السوري محمد ماشطة في حديثه لراديو روزنة أن رغبة القنوات العربية بالابتعاد عن دراما سورية تعالج الواقع السوري؛ أدى إلى تواجد الأعمال العربية المشتركة البعيدة عن الواقع.

وقال في حديث لراديو روزنة أنه ومنذ عام 2013 انقسمت الدراما السورية لقسمين، "قسم بعيد تماماً عن واقعنا يتم تصويره خارج سورية لعرضه على قنوات كبيرة، وقسم يكتبه (غير الموهوبين) ويرتبط بواقعنا السوري؛ لكن من وجهة نظر السلطة ومؤيديها فقط، لعرضه على قنوات الإعلام السوري الرسمي أو الرديف أو اللبناني الموالي للنظام، وباتت الشركات الفاعلة والمنتجة (من الجهلة) وكثير ممن يعملون معها، داخل سوريا تكثف إنتاجاتها وبأرخص الأسعار مستفيدةً من فرق قيمة الليرة السورية أمام الدولار، وهكذا تعلن الدراما السورية بداية (عصر الصبيان) من فاقدي الموهبة والعلم والثقافة ممن حملوا أقلاماً وكتبوا نصوصاً ساهمت بتحطيم إنجازات السابقين بمعاول لا ترحم".

ويعتقد ماشطة في حديثه لروزنة أنه لم يعد مهماً الحدث حول إذا كانت الدراما السورية اليوم سيئة أو أقل سوءً، " ألفت النظر إلى وجود كُتّاب كبار لم يستطيعوا تقديم أعمالهم بسبب وعورة هذه المرحلة، وعدم قابلية الشرطين الإنتاجي والتسويقي العامين لإنتاج وتوزيع أعمال محترمة، طبعاً إلا بعض الكتاب الكبار الذين قدموا أعمال قليلة خلال المواسم الماضية لكنها لم تلق توزيعاً يليق بها مثل مسلسل فوضى للموسم الحالي (الكاتبين حسن سامي يوسف ونجيب نصير)، والعام الماضي مسلسل الندم (حسن سامي يوسف إخراج الليث حجو)".

اقرأ أيضاً..مسلسلات من خارج السباق الرمضاني تطيح بأعمال الموسم..هل تابعتها؟

واعتبر أن تقييم مستوى الدراما السورية الذي وصلت عليه في الموسم الدرامي الحالي يقتضي تخصيص الدراسة للعقد الأخير والمرور على أبرز المحطات التي مرت بها الدراما السورية وصولاً لما تم تقديمه هذا الموسم، فضلاً عن المقارنة كيف كان الواقع الدرامي التنافسي بين الدول الدرامية العربية وكيف أصبح على ما هو عليه اليوم.

حيث لفت بالقول "العقد الأول من الألفية الثالثة، كانت الدراما السورية محلقة وقد وصلت للذروة، والدراما المصرية تعاني الكثير من الترهلات والمشاكل مما جعلها تستعين بكوادر سورية من نجوم ومخرجين وفنيين، وأما الدراما الخليجية كانت الطالب النجيب الذي يحصد نتائج تجارب الدراما المصرية والسورية محاولاً الاستفادة منها، بينما كانت الدراما اللبنانية عبارة عن مادة محلية جداً، لا يشاهدها من اللبنانيين سوى جمهور المحطة اللبنانية العارضة فقط، فالمعروف أن اللبنانيون منقسمون سياسياً ولكل فريق محطته الخاصة التي يتابعها أنصاره".

سياسة إعلامية موحدة تطلب الدراما السورية غير الهادفة فقط!

ويضيف متابعاً " لقد تعافت الدراما المصرية سريعاً، وباعتقادي فإنها وجهت أول صفعة قوية للدراما السورية وكانت بمثابة (تثبيت الكتفين) عندما أنتجت مسلسل الجماعة 2010 (وحيد حامد ومحمد ياسين)، وبالطبع ما تلاها من أعمال متفوقة تقنياً، بصرياً، والأهم من حيث الموضوع والمضمون، تزامن ذلك مع ظهور سياسة إعلامية موحدة لدى القنوات العارضة تفيد برغبتها بأنواع محددة من الدراما السورية، ليست (الدراما الهادفة) على قائمتها، بدليل انهماك الدراما السورية في ذلك الموسم بإنتاجات كثيرة مثل (الدبور، أسعد الوراق، دليلة والزيبق، باب الحارة، شاميات، أبو جانتي وغيرها). بدورها بدأت الدراما الخليجية تتبلور بشكل يسمح لنا القول بأنها دخلت سلم المواكبة وليس المنافسة".

ويعتبر ماشطة أن الأزمة في سوريا أدت لغياب عدد كبير من نجوم الدراما السورية فكان سبباً في تأثر الإنتاجات الدرامية السورية فيما بعد "بدأت الأزمة عام 2011 وشهد إنتاج مجموعة من الأعمال المميزة مثل (الغفران، الولادة من الخاصرة، تعب المشوار، السراب، جلسات نسائية) بالإضافة لمجموعة أعمال من تلك المشبوهة الداعية بوضوح لإصرار صناعها على تهبيط الدراما السورية، وفي عام 2012 الذي شهد غياب عدد كبير من نجوم الدراما السورية لعدم رغبتهم أو قدرتهم على العمل داخل سوريا إما لأن بعضهم مطلوب أمنياً، أو لتفضيل بعضهم الغياب عن التوتر".

قد يهمك..هل يتسبب "الهيبة" بصراع مفتوح بين عابد فهد وتيم حسن؟

ويتحدث السيناريست السوري لراديو روزنة عن تجربته الشخصية في التضرر من تبعات ما حدث في سوريا؛ حيث يقول "كنت أحد المتضررين (من ذلك) حيث توقف تصوير عملي ثنائيات الكرز (رشا شربتجي ثم بعدها نجدة أنزور ثم أخيراً عمار رضوان) الذي كنت أعول عليه الكثير كمادة درامية هادفة تفسر جانب من أسباب قيام الثورة حيث طرح العمل وعالج خمس مجتمعات (المجتمع الأمني، الإعلامي، الديني، المغترب، وتلازم العلاقات بين سورية ولبنان من حيث هذه الجوانب) حيث ادعى العمل أن الأمن يسيطر على الإعلام منذ أوائل الستينات، في ظل غياب كامل لمنظري البعث الحاكم الذين غيّبتهم السلطة الأمنية، وأنشأت نوع من الإسلام المحقون الجاهز لإخراجه من القمقم واستخدامه حين الضرورة كما جرى في مفاصل الثورة، وبأن الإعلام غير قابل للتطور لطالما أن عنصر في الأمن هو من يقرر أهلية المواد القابلة للنشر، وطالما أن الراعي الحقيقي للإعلام هو "شركات العلكة" و"مفكروها الربع كم"، كما عالج العمل قضية العلاقة السورية اللبنانية خلال ثلاثين عاماً وخرج بنتائج لم يتم طرحها سابقاً، وقد عانيت من غياب نجوم العمل حينها، بالإضافة إلى اضطراري لمغادرة البلاد على خلفية طلب أمني ملح وكان هذا باعتقادي آخر موسم يمكننا الحديث فيه عن دراما سورية موسمية".

ويشير في تصريحاته لراديو روزنة إلى أنه منذ عام 2013 أصبح لزاماً تناول الدراما السورية كأعمال فردية " أصبحنا ملزمين بتناول الدراما السورية كأعمال فردية قبل دخولنا في مرحلة الأعمال المشتركة، وفي عام 2013 سنحت فرصة جيدة للكاتب رافي وهبي لتقديم عمله (سنعود بعد قليل؛ ليث حجو)، في العام الذي تلاه تجددت فرصة رافي وقدم حلاوة الروح إخراج شوقي الماجري، فيما قدمت يم مشهدي قلم حمرة إخراج حاتم علي؛ ولم يحظ العملان بفرصة مناسبة للعرض؛ رغبةً من القنوات بالابتعاد عن دراما سورية تعالج الواقع السوري وبدأ توجيه الأعمال نحو المشترك البعيد عن واقعنا مثل مسلسل الأخوة، لعبة الموت، والسلسلة تطول".

ويختم الكاتب الدرامي السوري محمد ماشطة حديثه لراديو روزنة "مما سبق وبعد استعراض أبرز محطات الدراما خلال العقد الحالي، بات واضحاً لنا مراحل تراجع مستوى الدراما السورية وموقعها الحالي على سلم ترتيب الدرامات؛ وقد استعرضنا سريعاً أبرز الأسباب المؤدية لما نحن عليه الآن".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق