صدرت شركةٌ هولندية 38 طناً من مواد كيميائية للنظام السوري، تستخدم في صناعة أسلحة كيميائية، دون الحصول على التراخيص اللازمة، حسب ما كشف تحقيقُ لشبكة NOS الهولندية.
وأفادت الشبكة، "أن الشركة التي تتخذ من مدينة روتردام مقراً لها، قد صدرت 38 طناً من مادة الأسيتون المحظورة، من التي يتم استخدامها في صناعة الأسلحة الكيميائية، إلى سوريا، دون حصول الشركة مسبقاً على تصاريح ضرورية".
وأشارت "NOS" أن سلطات الجمارك الهولندية بدأت تحقيقاً في مسألة تصدير المادة الكيميائية المحظورة قبل نحو شهرين، مؤكدةً أن الشركة ستُحاكم "لعدم حصولها على تراخيص التصدير اللازمة"، حيث صُدِرَت المادة قبل نحو عامين، وسافرت عبر ميناء مدينة "أنتويرب" البلجيكية.
يشارُ إلى أن 3 شركات بلجيكية حوكمت في شهر نيسان الماضي، لتصدير مواد كيميائية إلى النظام السوري، إحداها تستخدم في عملية إنتاج غاز السارين، حسبما كشفت تحقيقُ أجرته وسائل إعلام بلجيكية.
في سياق متصل، كشفت بعثة تقصي حقائق تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "OPCW" أمس، أن غاز السارين، قد استخدم على الأرجح كسلاح كيميائي في جنوب مدينة "اللطامنة" بريف حماة، بتاريخ الـ 24 من آذار العام الماضي، وغاز الكلور ضد مستشفى المدينة في اليوم التالي.
واستندت المنظمة قبل التوصل إلى هذه الاستنتاجات حول هجومي الـ 24 و 25 من آذار 2017، إلى شهادات الشهود المنفصلة، والتحليل الوبائي، والعينات البيئية، حيثُ جمعت المعلومات والمواد، وأجريت مقابلات مع الشهود، فضلاً عن تحليل العينات لفترة أطول من الزمن، حسب تقرير لها نشر أمس.
وأشار تقرير المنظمة، إلى أنها أطلعت الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية على تقرير بعثة التقصي بشأن هجمات الأسلحة الكيميائية ضد مدينة "اللطامنة"، كما تم نقل التقرير إلى مجلس الأمن الدولي من خلال الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي تشرين الثاني 2017، أعلن وزراء خارجية واشنطن وباريس ولندن وبرلين، في بيان مشترك، أن هجوماً بغاز السارين يحمل بصمات النظام، استهدف مدينة اللطامنة في ريف حماة، أواخر آذار، قبل خمسة أيام من هجوم "خان شيخون"، وعلى بعد 15 كيلومتراً فقط.
وفي عام 2014، أنشأت منظمةُ حظر الأسلحة الكيميائية بعثة تقصي حقائق "FPCM" بتفويض مستمر، انتهى آواخر العام الماضي، بهدف التحقيق في مزاعم استخدام مواد كيميائية سامة في سوريا، دون أن تتضمن مهمة البعثة، تحديد الجهة المسؤولة عن تلك الهجمات.