"نجوم السوشيال ميديا" ... المعجبون بالآلاف والمحتوى مثير للجدل!

"نجوم السوشيال ميديا" ... المعجبون بالآلاف والمحتوى مثير للجدل!
أخبار | 10 يونيو 2018

سهلت مواقع التواصل الاجتماعي حصول الأفراد على الشهرة وتحقيق حملهم بأن يصبحوا شخصيات مشهورة، في حين كانت هناك الكثير من الشروط الصعبة لتحقيق هذا الأمر، وعلى رأسها تواجد الموهبة والابداع والنجاح وبذل الكثير من الجهد لتحصيله.

وراجَ في الآونة الأخيرة استخدامُ مراهقين سوريين مواقع التواصل، لتقديم محتويات يُزعم أنها كوميدية، أو غنائية، وعلى الرغم من الكم الهائل من "الهجوم" التي تتعرض لها محتوياتهم، تواصل صفحاتهم وقنواتهم بالانتشار ليتجاوز عدد متابعي بعضها عشرات الآلاف. 

وفي أحدث هذه الظواهر، استقطبت مقاطع فيديو ومنشورات لشاب سوري مراهق، يُقدمُ نفسه على منصات التواصل باسم "الفنان مهند الحميدي"، موجةً من ردود الفعل، تتضمن في معظمها تعليقات ساخرة من "موهبته" بتقديم الأغاني الشعبية.


وينشر "الحميدي" بشكل متواصل على صفحته في فيس بوك، مقاطع مصورة غنائية له، ومنشوراتٍ أخرى يصفها هو بالـ "كوميدية"، الأمر الذي سهل تحوله إلى لقمة سائغة في العالم الأزرق، يثير في كل مرة، موجةً من السخرية ذات العيار الثقيل. 


ويعترف "الحميدي" بسوء موهبته الغنائية عبر منشور على صفحته في فيس بوك، مطالباً غير المعجبين، بإيقاف اشتراكهم بمحتوى الصفحة، إلا أن أرقام المعجبين تتزايد باستمرار، لتكسر قبل أيام، حاجز الـ 80 ألف متابع. 

كما تحظى قناة "الحميدي" على موقع يوتيوب، أكثر من ألفي متابع، حيثُ ينشر فيها مقاطع غنائية له، وكوميدية، وأخرى لمعجبيه المدافعين عن "موهبته". 

ليست ظاهرة "الحميدي" بوحيدة، حيث اشتهرت شابة سورية أيضاً تدعى "بيسان" بعد تخطي عدد مشتركي قناتها على موقع يوتيوب 513 ألف مشترك. 

ويتهم أغلب المعلقون محتويات قناة "بيسان" بانعدام حس "الفكاهة" في الفيديوهات التي تنشرها، وحس "الإبداع والكوميديا" في المقالب التي تتعاون في تقديمها مع أشخاص آخرين. 


وتقدم "بيسان" مقاطع تزعم أنها "كوميدية" تتناول فوارق الحياة اليومية بين بلاد اللجوء و بلدها الأم سوريا، وأخرى تقدم فيها "مقالب" تتعاون في تمثيلها مع أشخاص آخرين تزيدُ مدة أغلبها، عن 6 دقائق. 

الملل من الأخبار وحالة الإحباط أبرز دوافع اللجوء للكوميديا

ويقول "حسام الزير"، مدير أحد الصفحات الساخرة على فيس بوك، "لا يلزمني وقت طويل عادة لإنجاز مادتي النقدية، يومٌ للإعداد، وآخر للتصوير والمونتاج"، مشيراً إلى أن المعدات اللازمة في هكذا صفحات بسيطة، "يمكن لها أن تكون عبارة عن هاتف محمول، أو كاميرا غير احترافية". 

وعزا "حسام الزير"، لجوء أعداد كبيرة من رواد مواقع التواصل للكوميديا، لـ "مللها من عالم الأخبار، والإحباط الذي عانته ومازالت من انعدام التغيرات السياسية التي تعكس تحسناً على أرض الواقع". 

ويضيف "الزير"، إن سر انتشار صفحات على مواقع التواصل، تقدم "كوميديا سطحية" غير معروف، مشيراً إلى أن بعض الناس يفضلون تداول المحتويات المميزة والإبداعية، بينما هناك آخرون يتناقلون المحتوى، الذي نصفه نحن بالسخيف، من باب السخرية على المحتوى بحد ذاته، الأمر الذي يحقق أحد أهم شروط الانتشار بطبيعة الحال، على حد تعبيره. 

ويؤكد "الزير"، أنه بموجب هذه المعطيات، فإن حجم انتشار صفحة ما ووصول عددِ معجبيها، لا يشكل أبداً، دليلاً، أو مقياساً، لأهمية المحتوى التي تقدمه هذه الصفحات، مشيراً، "أقدم أحياناً مقطع فيديو، أعتقد أن محتواه مهم، لكنه لا يلاقي الانتشار المناسب". 

المردود المالي لهذه الصفحات بسيط ولا يمكن له أن يكون الهدف 

واستبعد "فؤاد السالم"، الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي، أن يكون الهدف من تقديم هؤلاء المراهقين لهذه المحتويات مادياً، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من ارتفاع أعداد المتابعين لصفحاتهم، فإن العائد المالي لهذه المنتجات، بسيطٌ جداً. 

ويضيف "السالم"، "يتابعُ عددٌ كبير من الناس هذه الصفحات، إما لمتابعة المحتوى المُقدم بداعي السخرية والتهكم، أو بداعي التشجيع والدعم لهؤلاء المراهقين، عطفاً عليهم". 

وأشار الخبير في مواقع التواصل، إلى أن "الكثير من المتابعين الذين ضُبطت جوالاتهم على اللغة العربية، يمكن لهم بسهولة أن يخطئوا بالضغط على زر المتابعة، عوضاً عن الأعجاب، الأمر الذي يزيد من نشاط هذه الصفحات". 

وتتيح أغلب مواقع التواصل الاجتماعي للجميع مجاناً، استخدام منتجاتها بالطريقة التي يرغب بها المستخدم، فيما تشترط هذه المواقع بلوغ سنٍ معين (13 عاماً في أشهرها) قبل البدء باستخدامها. 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق