في تصريحات إيرانية مفاجئة تجاه الموقف الروسي من التواجد الإيراني في سوريا، هاجم مسؤول دبلوماسي إيراني يوم أمس الأول؛ روسيا محذراً إياها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وقال مستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام "سوريا هي الوحيدة التي لها الحق أن تقرر من يبقى على أراضيها ومن الذي عليه الخروج، وليست روسيا من تقرر، على روسيا ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا"، هذه التصريحات التي تطرح تساؤلات عن جدية تطبيق الاتفاق الروسي-الإسرائيلي حول الانسحاب الإيراني من الجنوب السوري.
في الوقت ذاته تشير صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي أن "رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أوضح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية جرت بينهما، بأن إسرائيل تريد خروج القوات المحسوبة على إيران، بما فيها (حزب الله) اللبناني والقوات الشيعية الأخرى؛ من سوريا بالكامل".
ما مدى جدية إنسحاب إيران؟
المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال قال في حديث خاص لراديو روزنة أن الإيرانيين في الجنوب السوري قاموا بعملية التفاف ومناورة تحت عنوان الانسحاب من الجنوب، "هم لم ينسحبوا عمليا حيث قاموا بتبديل هوياتهم وبدلوا لباسهم وعادوا إلى الجنوب وحلفاءهم أيضا موجودين، اللواء 313 موجود في ازرع وهذا اللواء شكلوه من أبناء المنطقة وقوات من بصرى الشام موجودين على أطراف السويداء".
معتبراً أن الأسد الآن في موقف حرج، فإذا وافق على خروج إيران من سوريا بدءا من الجنوب سيسقط النظام السوري وإذا رفض خروج إيران ويجب ان تبقى في سوريا فإن إسرائيل ستسعى إلى اسقاطه؛ بحسل وصف رحال.
ولفت رحال في حديثه لراديو روزنة أن إيران تتعرض لضغوط عسكرية من إسرائيل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه وبعيداً عن التصريحات الإعلامية فإن إيران ليس لها قدرة على الرد لا هي ولا حزب الله ولا النظام السوري، "إيران تتعرض أيضاً لعقوبات اقتصادية شديدة جدا من أمريكا، وقد بدأت أيضا الشركات الأوروبية تخرج من إيران وتتعرض لضغط روسي أيضا فالتصريحات الروسية ليست في صالحه أبدا، فموقف إيران بهذا الشكل ليس بالسهل أبدا لا بداخل سوريا ولا في المنطقة".
واعتبر رحال أن إيران وحفاظا على مشروعها وعلى الأسد أيضاً؛ "ارتأت أن تقوم بعملية مناورة وعملياً فقد تظاهرت بأنها ستنسحب بس بالواقع هي ماتزال موجودة؛ وانسحابها غير صحيح ولا تنوي بذلك أساسا، وإذا فتح النظام معركة بالجنوب فبمن سيقاتل غير بالإيرانيين".
من جانبه قال المعارض السوري كمال اللبواني في تصريحات لراديو روزنة أن إيران لن تنسحب لا من الجنوب ولا من سوريا "لقد استثمرت (إيران) ما يزيد عن ٣٠ مليار دولار غير الدم الذي قدمته في مشروعها للهيمنة على سوريا"، ويرى اللبواني أن ما يجري الآن حول الوجود الإيراني في سوريا؛ هو تفاهمات روسية اسرائيلية تسعى من خلالها اسرائيل لتحييد روسيا عن أي مواجهة مع إيران، وتسعى روسيا لعدم التورط بأي حرب في سوريا مع حلف الناتو؛ "الروسي غير جدي في إخراج الإيراني لأنه حليفه الذي يمسك الأرض، هو يخدع الاسرائيليين، ويوهمهم بأنه يسحب الإيراني من الجنوب، ليحمي وجوده في الوسط والشمال"
وكشف اللبواني في حديثه لروزنة أن مسعى روسيا عبر تقديم حلول جزئية تلطيفية هو لتجنب حصول مواجهة، مشيراً إلى ذلك يخدم إيران وحماية لها، "أما النظام فهو لا يستطيع أن يحكم من دون إيران، وهو إن تحدث عن خروجها فهذا شكلي، وهي قادرة على تمويه وجودها، وحتى لو سحب قواتها سوف يضطر فيما بعد لإعادتها"؛ وفق قوله.
كيف ستكون المواجهة الإيرانية-الإسرائيلة؟
وعن التصريحات الإسرائيلية القائلة بأن اتفاقهم مع الروس ليس بخروج الإيرانيين من الجنوب فقط وإنما من كل سوريا قال العميد أحمد رحال لروزنة أن" الروس غير قادرين على الإعلان عن كل الاتفاق، فالروس لحد الآن يعتمدون على القدرات العسكرية البشرية الإيرانية وبالتالي هم ليسوا بوارد الاصطدام مع الإيرانيين وأيضا الإيرانيين بدورهم ليسوا بوارد الاصطدام مع الروس وذلك لعدة أسباب تتمثل من خلال الملف النووي بمجلس الأمن فهم بحاجة للجهود الدبلوماسية الروسية والفيتو الروسي وملف الصواريخ الباليستية مع أوروبا هم أيضا بحاجة للجهود الروسية، والدبلوماسية الروسية ماتزال عنصر داعم للموقف الإيراني وبالتالي روسيا لا ترغب بالكشف عن اتفاقها مع إسرائيل بإخراج الإيرانيين من كل سوريا".
وفي حين كشفت قاعدة "حميميم" الروسية بنود اتفاق جنوب سوريا المبرم بين روسيا وأمريكا والأردن المتعلقة بالتواجد الإيراني العسكري في المنطقة، حيث أفادت القناة المركزية للقاعدة بأن الاتفاق المبرم جنوب سوريا ينص بشكل واضح على انسحاب القوات الإيرانية المساندة لقوات النظام السوري في المنطقة وانتقالها إلى العمق السوري بعيدًا عن الحدود الجنوبية للبلاد.
شنت صحيفة إيرانية يوم الأحد، هجومًا حادًا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفته بـ"المحتال"، وعنونت صحيفة "قانون"، المقربة من الرئيس حسن روحاني صفحتها الأولى بعنوان "المحتال" تحت صورة بوتين، في إشارة إلى سياسته مع الإيرانيين في سوريا.
وحول ذلك يعلق رحال "اللعبة الإيرانية مكشوفة؛ من خلال توظيفها لجهات إيرانية ومسؤولين كثر يتحدثون بشأنها الخارجي، ليستطيعوا التنصل من أي تصريحات قد تجبرهم على ذلك" معتبراً بأنه لا يوجد في إيران أطراف معتدلة أو متشددة أو إصلاحية حتى، وإنما هي عملية تقاسم أدوار فيما بينهم لتحقيق أهداف المشروع الإيراني في المنطقة.
في حين اعتبر كمال اللبواني من خلال تصريحاته لراديو روزنة بأن الإنجاز الإسرائيلي الوحيد أنهم حصلوا على إذن روسي باستهداف المراكز الإيرانية في سوريا، " الضربات الجوية، ذات تأثير معنوي وغير قادرة على انهاء الوجود الإيراني على الأرض المتغلغل في المجتمع والاقتصاد ومؤسسات الدولة ناهيك عن المجنسين من غير السوريين".
ويرى اللبواني أن المواجهة مع إيران في سوريا وغيرها تحتاج لاستراتيجية أكبر بكثير من مجرد الضربات الجوية الدعائية التي يستخدمها ناتانياهو في تلميع صورته في إسرائيل؛ بحسب وصفه، وأضاف متابعاً "تحتاج (المواجهة مع إيران) لحلف وحرب برية، وهذا يتطلب دعم المعارضة السورية وإسقاط النظام، وهو الذي لم يحصل طيلة سبع سنوات، مما يعني لنا عدم جدية اسرائيل وأمريكا حتى الآن في عملية اخراج إيران، واعتمادهم فكرة إبقاء الأسد مقابل تخليه عن إيران، وهي خديعة ووهم؛ ستكون نتيجتها كارثية على الشعب السوري والبقية فيما بعد، وسوف يكتشفون فيما بعد فشلها، كما اكتشفوا فشل استراتيجيتهم السابقة في استنزاف ايران في سوريا"
وتعتبر إسرائيل أن الوجود الإيراني في سوريا يمثل خطرًا كبيرًا على أمنها القومي، وتتوعّد بشكلٍ متكررٍ بمنع طهران من التأسيس لوجود دائم على الأراضي السورية واللبنانية، كما نفَّذت في الفترة الأخيرة عشرات الغارات على قوات مدعومة إيرانيًّا في سوريا.
وقال مستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام "سوريا هي الوحيدة التي لها الحق أن تقرر من يبقى على أراضيها ومن الذي عليه الخروج، وليست روسيا من تقرر، على روسيا ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا"، هذه التصريحات التي تطرح تساؤلات عن جدية تطبيق الاتفاق الروسي-الإسرائيلي حول الانسحاب الإيراني من الجنوب السوري.
في الوقت ذاته تشير صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي أن "رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أوضح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية جرت بينهما، بأن إسرائيل تريد خروج القوات المحسوبة على إيران، بما فيها (حزب الله) اللبناني والقوات الشيعية الأخرى؛ من سوريا بالكامل".
ما مدى جدية إنسحاب إيران؟
المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال قال في حديث خاص لراديو روزنة أن الإيرانيين في الجنوب السوري قاموا بعملية التفاف ومناورة تحت عنوان الانسحاب من الجنوب، "هم لم ينسحبوا عمليا حيث قاموا بتبديل هوياتهم وبدلوا لباسهم وعادوا إلى الجنوب وحلفاءهم أيضا موجودين، اللواء 313 موجود في ازرع وهذا اللواء شكلوه من أبناء المنطقة وقوات من بصرى الشام موجودين على أطراف السويداء".
معتبراً أن الأسد الآن في موقف حرج، فإذا وافق على خروج إيران من سوريا بدءا من الجنوب سيسقط النظام السوري وإذا رفض خروج إيران ويجب ان تبقى في سوريا فإن إسرائيل ستسعى إلى اسقاطه؛ بحسل وصف رحال.
ولفت رحال في حديثه لراديو روزنة أن إيران تتعرض لضغوط عسكرية من إسرائيل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه وبعيداً عن التصريحات الإعلامية فإن إيران ليس لها قدرة على الرد لا هي ولا حزب الله ولا النظام السوري، "إيران تتعرض أيضاً لعقوبات اقتصادية شديدة جدا من أمريكا، وقد بدأت أيضا الشركات الأوروبية تخرج من إيران وتتعرض لضغط روسي أيضا فالتصريحات الروسية ليست في صالحه أبدا، فموقف إيران بهذا الشكل ليس بالسهل أبدا لا بداخل سوريا ولا في المنطقة".
واعتبر رحال أن إيران وحفاظا على مشروعها وعلى الأسد أيضاً؛ "ارتأت أن تقوم بعملية مناورة وعملياً فقد تظاهرت بأنها ستنسحب بس بالواقع هي ماتزال موجودة؛ وانسحابها غير صحيح ولا تنوي بذلك أساسا، وإذا فتح النظام معركة بالجنوب فبمن سيقاتل غير بالإيرانيين".
من جانبه قال المعارض السوري كمال اللبواني في تصريحات لراديو روزنة أن إيران لن تنسحب لا من الجنوب ولا من سوريا "لقد استثمرت (إيران) ما يزيد عن ٣٠ مليار دولار غير الدم الذي قدمته في مشروعها للهيمنة على سوريا"، ويرى اللبواني أن ما يجري الآن حول الوجود الإيراني في سوريا؛ هو تفاهمات روسية اسرائيلية تسعى من خلالها اسرائيل لتحييد روسيا عن أي مواجهة مع إيران، وتسعى روسيا لعدم التورط بأي حرب في سوريا مع حلف الناتو؛ "الروسي غير جدي في إخراج الإيراني لأنه حليفه الذي يمسك الأرض، هو يخدع الاسرائيليين، ويوهمهم بأنه يسحب الإيراني من الجنوب، ليحمي وجوده في الوسط والشمال"
وكشف اللبواني في حديثه لروزنة أن مسعى روسيا عبر تقديم حلول جزئية تلطيفية هو لتجنب حصول مواجهة، مشيراً إلى ذلك يخدم إيران وحماية لها، "أما النظام فهو لا يستطيع أن يحكم من دون إيران، وهو إن تحدث عن خروجها فهذا شكلي، وهي قادرة على تمويه وجودها، وحتى لو سحب قواتها سوف يضطر فيما بعد لإعادتها"؛ وفق قوله.
كيف ستكون المواجهة الإيرانية-الإسرائيلة؟
وعن التصريحات الإسرائيلية القائلة بأن اتفاقهم مع الروس ليس بخروج الإيرانيين من الجنوب فقط وإنما من كل سوريا قال العميد أحمد رحال لروزنة أن" الروس غير قادرين على الإعلان عن كل الاتفاق، فالروس لحد الآن يعتمدون على القدرات العسكرية البشرية الإيرانية وبالتالي هم ليسوا بوارد الاصطدام مع الإيرانيين وأيضا الإيرانيين بدورهم ليسوا بوارد الاصطدام مع الروس وذلك لعدة أسباب تتمثل من خلال الملف النووي بمجلس الأمن فهم بحاجة للجهود الدبلوماسية الروسية والفيتو الروسي وملف الصواريخ الباليستية مع أوروبا هم أيضا بحاجة للجهود الروسية، والدبلوماسية الروسية ماتزال عنصر داعم للموقف الإيراني وبالتالي روسيا لا ترغب بالكشف عن اتفاقها مع إسرائيل بإخراج الإيرانيين من كل سوريا".
وفي حين كشفت قاعدة "حميميم" الروسية بنود اتفاق جنوب سوريا المبرم بين روسيا وأمريكا والأردن المتعلقة بالتواجد الإيراني العسكري في المنطقة، حيث أفادت القناة المركزية للقاعدة بأن الاتفاق المبرم جنوب سوريا ينص بشكل واضح على انسحاب القوات الإيرانية المساندة لقوات النظام السوري في المنطقة وانتقالها إلى العمق السوري بعيدًا عن الحدود الجنوبية للبلاد.
شنت صحيفة إيرانية يوم الأحد، هجومًا حادًا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفته بـ"المحتال"، وعنونت صحيفة "قانون"، المقربة من الرئيس حسن روحاني صفحتها الأولى بعنوان "المحتال" تحت صورة بوتين، في إشارة إلى سياسته مع الإيرانيين في سوريا.
وحول ذلك يعلق رحال "اللعبة الإيرانية مكشوفة؛ من خلال توظيفها لجهات إيرانية ومسؤولين كثر يتحدثون بشأنها الخارجي، ليستطيعوا التنصل من أي تصريحات قد تجبرهم على ذلك" معتبراً بأنه لا يوجد في إيران أطراف معتدلة أو متشددة أو إصلاحية حتى، وإنما هي عملية تقاسم أدوار فيما بينهم لتحقيق أهداف المشروع الإيراني في المنطقة.
في حين اعتبر كمال اللبواني من خلال تصريحاته لراديو روزنة بأن الإنجاز الإسرائيلي الوحيد أنهم حصلوا على إذن روسي باستهداف المراكز الإيرانية في سوريا، " الضربات الجوية، ذات تأثير معنوي وغير قادرة على انهاء الوجود الإيراني على الأرض المتغلغل في المجتمع والاقتصاد ومؤسسات الدولة ناهيك عن المجنسين من غير السوريين".
ويرى اللبواني أن المواجهة مع إيران في سوريا وغيرها تحتاج لاستراتيجية أكبر بكثير من مجرد الضربات الجوية الدعائية التي يستخدمها ناتانياهو في تلميع صورته في إسرائيل؛ بحسب وصفه، وأضاف متابعاً "تحتاج (المواجهة مع إيران) لحلف وحرب برية، وهذا يتطلب دعم المعارضة السورية وإسقاط النظام، وهو الذي لم يحصل طيلة سبع سنوات، مما يعني لنا عدم جدية اسرائيل وأمريكا حتى الآن في عملية اخراج إيران، واعتمادهم فكرة إبقاء الأسد مقابل تخليه عن إيران، وهي خديعة ووهم؛ ستكون نتيجتها كارثية على الشعب السوري والبقية فيما بعد، وسوف يكتشفون فيما بعد فشلها، كما اكتشفوا فشل استراتيجيتهم السابقة في استنزاف ايران في سوريا"
وتعتبر إسرائيل أن الوجود الإيراني في سوريا يمثل خطرًا كبيرًا على أمنها القومي، وتتوعّد بشكلٍ متكررٍ بمنع طهران من التأسيس لوجود دائم على الأراضي السورية واللبنانية، كما نفَّذت في الفترة الأخيرة عشرات الغارات على قوات مدعومة إيرانيًّا في سوريا.