صحيفة تكشف عن أسباب رغبة الأسد في زيارة كوريا الشمالية

صحيفة تكشف عن أسباب رغبة الأسد في زيارة كوريا الشمالية
الأخبار العاجلة | 06 يونيو 2018
 قبل أيام فقط من قمة ترامب-كيم التاريخية، أعلنت وسائل إعلامية في كوريا الشمالية عن رغبة رئيس النظام السوري بشار الأسد في زيارة بيونغ يانغ ولقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وقالت صحيفة "إنديان إكسبرس" الهندية في مادة تحليلية نشرتها اليوم على موقعها وترجمها موقع راديو روزنة أن الأسد في حال وصل إلى بيونغ يانغ، فسيكون أمراً غير اعتيادي بالنسبة لكوريا الشمالية، حيث لم يسبق للزعيم الكوري الشمالي استضافة أي رئيس في بيونغ يانغ طيلة فترة حكمه وإلى الآن.
 
وكانت صحيفة "نودون سينمون" الكورية الشمالية، ذكرت قبل أيام، أن الأسد أبدى رغبته بزيارة كوريا الشمالية، بهدف توثيق العلاقات بين الطرفين، وفق الصحيفة التي أوضحت بأن هذا التصريح أدلى به الأسد، الأربعاء الماضي، خلال مراسم تقديم أوراق اعتماد سفير كوريا الشمالية الجديد في دمشق، مشيرةً إلى أنه لم يحدد وقت الزيارة.

وبحسب ما ترجم موقع راديو روزنة عن الصحيفة الهندية فإن الأسد قلق جداً من لقاء ترامب بالزعيم الكوري الشمالي وعزت ذلك لعدة أسباب، ففي حال توصل الرئيسين إلى تفاهم مشترك فإن الأسد سيتخوف بأن تقوم الولايات المتحدة بمقايضة تحسين علاقاتها مع كوريا الشمالية مقابل تخلي كيم جونغ أون عن دعم النظام السوري وإبعاده عن الحلف الداعم للأسد.

حيث ترى الصحيفة أن الزعيم الكوري الشمالي قد يجد أن تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة سيدخل اقتصاد بلاده في نشوة غير مسبوقة مما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تخفيف كوريا الشمالية علاقاتها مع النظام السوري.

وتلفت إنديان إكسبرس أن من أهم الأسباب التي تدفع الأسد لزيارة بيونغ يانغ هو محاولته للمحافظة على الدعم الكوري الشمالي وضمان عدم إفشاء الأسرار العسكرية التي يمتلكها كيم جونغ أون بعدما قدمت كوريا الشمالية دعماً عسكرياً جيداً لقوات النظام السوري وحلفاؤه في حزب الله اللبناني، لذا فإن الأسد سيحاول الحصول على ضمانة من نظيره الكوري في عدم إبراز مكامن نقاط ضعفه العسكرية.

وعلاوة على ذلك، فإن الكوريون الشماليون يديرون أنظمة عمل منشآت الأسلحة الكيماوية في سوريا، لذلك فإن بيونغ يانغ ستكون في حوزتها معلومات استخباراتية حيوية عن مدى وطبيعة برنامج الأسلحة الكيميائية للنظام السوري، وعليه فإن الأسد يريد من خلال زيارته أن يضمن ألا يتم تمرير معلومات استخباراتية عن الأسلحة الكيمائية الدمار والأسرار العسكرية الأخرى إلى الولايات المتحدة.
 
 وتربط النظام السوري علاقات وثيقة مع كوريا الشمالية منذ عقود، حيث وقفت بيونغ يانغ إلى جانب الأسد خلال الحرب السورية، وعلاوة على ذلك، قدمت كوريا الشمالية دعمًا ماديًا كبيرًا لقوات النظام السوري، بحسب ما ذكرته الصحيفة الهندية.
ويعود تاريخ العلاقات بين كوريا الشمالية وسوريا إلى ستينيات القرن الماضي، وقدمت بيونغ يانغ مساعدات عسكرية لسوريا، خلال حربيها مع إسرائيل في عامي 1967 و1973، وقدمت الأسلحة وعشرات المدربين العسكريين والطيارين في سوريا.

وفي عام 2001، وصل إلى دمشق مجموعة من العلماء النوويين الكوريين الشماليين وذلك من أجل مساعدة النظام الحاكم في سوريا على تجميع أول مفاعل نووي لها، حيث تشير الصحيفة الهندية إلى أن مفاعل الكبر النووي والذي دمرته إسرائيل عام 2007 قد تم توريد كافة احتياجاته من كوريا الشمالية.

ووفقا للمعهد الأمريكي الكوري، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن يركز على الشؤون الكورية، فإن الأسد وكيم كانا على اتصال دائم ببعضهما البعض خلال سنوات الحرب الأولى، وأفادت التقارير أنه تم تبادل أكثر من عشرة خطابات شخصية في عام 2013 وحده.

وبحسب تقارير تحدثت عنها إنديان إكسبرس فإن سوريا تلقت مساعدة كورية شمالية في توسيع برنامجها للأسلحة الكيميائية؛ بين عامي 2012 و2017، فقد كانت هناك 40 شحنة غير قانونية من كوريا الشمالية إلى سوريا، وشملت الشحنات مواد ساعدت النظام السوري على تطوير ترسانة كيميائية، فضلا عن أن المستشارين الكوريين الشماليين كانوا يديرون مرافق تصنيع وتخزين الأسلحة الكيميائية في سوريا.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق