صادرت قوات أمن النظام أملاكَ رئيس ميليشيا صقور الصحراء و مغاوير البحر "أيمن جابر"، المنقولة وغير المنقولة منها، في حين تقاطعت أنباء عدة عن وضعه تحت الإقامة الجبرية، فيما تقول شبكات محلية أنها حملة أمنية يشنها النظام في مدينة اللاذقية، هدفها القبض على "الفاسدين".
وبحسب صحيفة المدن، فإن "جابر" وضعَ تحت الإقامة الجبرية حيثُ يقيم في محافظة اللاذقية، الأمر الذي أكده أيضاً موقعُ "سناك سوري" في تقرير نشره أول أمس، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول أسباب عملية المصادرة.
من عائلة فقيرة إلى حلقة الأسد الضيقة
وينتمي "جابر" لعائلة عاشت بداية فقيرة، وتتكون من والدين و 3 أخوة وأختين من أبناء قرية "الشلفاطية" بريف اللاذقية، ثم لجأ إلى سوق التهريب، وتعرف لاحقاً على محتكر ميناء اللاذقية "فواز الأسد"، الأمر الذي حسن علاقته بآل الأسد، وخوله الزواج بابنة كمال الأسد ابن عم رأس النظام.
ورغم أن صيته لم يكن واسع الانتشار لدى السوريين، يعتبرُ "أيمن جابر"، الصهر الأكثر نفوذاً للعائلة الحاكمة، ورجل أعمال تقدر ثروته وأملاكه بمئات الآلاف من الدولارات، حيث يمتلك مئات العقارات والسيارات والحراس ومراكز تدعى "تطويع صقور الصحراء" لتجنيد عناصر ميليشياوية.
وأسس "جابر" مجلس الحديد والصلب في سوريا، ودخل في استثمارات التعهدات والمقاولات، كما أسهم في تأسيس شركة "شام القابضة" العائدة لرجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الأسد، إضافة إلى شراكته في تأسيس قناة "الدنيا" الفضائية، حسب ما ذكرت صحيفة "عنب بلدي".
وبسبب نشاطه المالي ودعمه لميليشيات، أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات الاقتصادية من حجز للأموال والأرصدة ومنع السفر.
صاحب أقوى الميليشيات الخاصة في سوريا
وتضيف الصحيفة، أنه وبعد اندلاع الثورة السورية شكل مع أخيه محمد كتائب "دفاع وطني" تحت مسميات مختلفة، أبرزها "صقور الصحراء" و"مغاوير البحر"، تلقت إحداها تدريبات على يد ضباط روس، ودعماً عسكرياً مباشراً من إيران.
وكانت مليشيات "صقور الصحراء" و"مغاوير البحر" قد دُمجت مع "الفيلق الخامس" الذي يقوده الروس، منذ العام الماضي، بعدما تعرضت "صقور الصحراء" لموكب قيل إن بشار الأسد كان فيه.
وعزا الكاتب السوري مهند الحاج علي في مقال نشرته "المدن" إجراءات النظام السوري بحق "جابر" لسبيبن أولهما نيته ليَّ ذراع كل رجال أعمال يتلكأ في تفكيك الميليشيات بالكامل، مشيراً إلى أن علاقة جابر الجيدة مع القوات الإيرانية، وجنرال روسي، أشعرته بقدرة على تخطي النظام، ما حتم ضرورة تحجيمه، وثانيهما، رسالة لرجال الأعمال في ظل بدء حركة إعادة الإعمار.
ومنذ سنوات، تحولت مدينة "اللاذقية" إلى إمارة يحكمها ذوو النفوذ، وزعماء الميليشيات الخاصة المقاتلة في سوريا، وسط حالة من الفلتان الأمني شكل بيئةً خصبةً لانتشار عصابات السلب والخطف والتشبيح.