يعود جنوب غرب سوريا إلى الواجهة، بعد تلميحٍ أميركي للرد بإجراءات حاسمة في حال سعى النظام السوري لخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إقراره بين روسيا والولايات المتحدة والأردن في تموز العام الماضي، حيثُ تعتبر المنطقة إحدى أبرز وآخر معاقل المعارضة المسلحة في البلاد منذ 2012.
لماذا تشارك روسيا والولايات المتحدة هناك؟
منذ الأيام الأولى، دعمت الولايات المتحدة بشدة جهود الأردن لاحتواء عدم الاستقرار في جواره، وعملت على برنامج سري لتدريب ودعم المعارضة عبره، وفيما سعت إدارة "ترمب" لإنهاء البرنامج عام 2017، وافقت بلاده على اتفاقٍ لوقف التصعيد بالمنطقة، وباتت أحد ضامنيه.
واستضافت الأردن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين في أراضيها، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة لتقديم دعمٍ مالي كبير لجهود الأردن في التعامل مع هذه الأزمة.
كما سعت الولايات المتحدة من خلال الاتفاق، لإزالة مخاوف إسرائيل الأمنية بما يتعلق بإبقاء إيران بعيدة عن الجولان، كما أن للولايات المتحدة برنامج تدريبي في "التنف" على الحدود مع الأردن والعراق، للقتال ضد "داعش".
ومع استمرار العمليات ضد "داعش" في وادي الفرات، تريد الولايات المتحدة أن تمنع إيران من أن تستغل مكاسب النظام السوري من خلال زيادة "ممر" نفوذها عبر الصحراء السورية إلى العراق.
أما روسيا، فقد كان همها الرئيسي في المنطقة، التوقيع على اتفاق وقف التصعيد حتى يتمكن النظام من استغلال هدوء المنطقة للتركيز على ملاحقة المعارضة بمناطق أخرى من البلاد، إلا أن نجاحَ النظام بتهجير الفصائل المعارضة من أرياف دمشق وحماة وحمص، أعاد الجنوب الغربي إلى الواجهة.
وتقول روسيا باستمرار إنها تعارض وجودَ القوات "الأجنبية" في سوريا وأن قواتها ستعود إلى الوطن عندما تنتهي الحرب، في حين تريد روسيا مساعدة النظام السوري على استعادة بقية سوريا، وإذا كان النظام يريد التوجه جنوباً، فإن روسيا موجودة هناك للمساعدة.
لكن روسيا لا تريد أن تحدث المزيد من التوتر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، لذلك، قد تدور المناقشات حول جنوب سوريا على أعلى المستويات في موسكو وواشنطن، حيث لوحت آخر التصريحات الأمريكية الجمعة بـ "إجراءات مناسبة" ستتخذها ضد الأسد، في حال انتهك وقف إطلاق النار.
أما روسيا، ففضلت التحدث عن الجنوب الغربي بلغة غير مباشرة، حيث قال وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" إن، "الجيش السوري "يجب أن يقف على حدود سوريا مع إسرائيل".
ماذا يريد الأردن؟
يتمحور دور الأردن في جنوب سوريا على تقديم الدعم للمعارضة، لكن هدفه الأساسي كان الحفاظ على استقرار حدوده الشمالية، فالأردن لا يريد صراعاً على حدوده ولا استقبال المزيد من اللاجئين، بل يرغب بأن يتمكن اللاجئون الذين يستضيفهم، بالعودة لبلادهم بعد اتفاقيات بين المعارضة والنظام.
ومن المحتمل أن يقبل الأردن، عودة النظام السوري إلى الحدود معه طالما تم ذلك باتفاق، وليس نتيجة لمعارك تُسحق فيها المعارضة، ما سيدفعها آخيراً للتدفق إلى الأردن، وفي هذا الصدد، يمكن للأردن أن يحث المعارضة في المنطقة على التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري.
ما الذي يسعى إليه النظام السوري؟
بعد فرض النظام السوري سيطرته على مدينة حلب في كانون الأول 2016، وتهجيره عدداً من سكانها، باتت كفة الميزان العسكرية ترجح لصالحه في سوريا عموماً، حيث تمكن خلال الأشهر القليلة الماضية، على تهجير مقاتلي مناطق عدة في أرياف دمشق وحمص وحماة.
ورغم ذلك، يفتقر النظام إلى القوة البشرية ويعتمد على الميليشيات المدعومة إيرانياً، كحزب الله والقوة الجوية الروسية، يحيث سيحتاج لكليهما في حال قرر التقدم في منطقة الجنوب الغربي، لكنه يعلم أيضاً، موقف إسرائيل المعارض لأي تورط إيراني هناك، فبالتالي يفضل اللجوء إلى اتفاق من نوع ما.
لقد انتظر النظام سبع سنوات لاستعادة هذه المناطق ويمكنه الانتظار لفترة أطول، لأنه لا يريد في الواقع شن هجوم قاسٍ على المنطقة من شأنه أن يثير غضب إسرائيل والولايات المتحدة، الأمر الذي من الممكن له أن يؤدي إلى صراع موسع.
وبالمثل، لا يريد حلفاء النظام في طهران وموسكو نزاعاً كبيراً في الجنوب، لكن بالنسبة للنظام، فإن الانتصار في الجنوب مهم، لأنه لم يعد بإمكانه الضغط باتجاه الشمال، حيث تبسط تركيا نفوذها بشدة في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة هناك.
الموقف الأخير للمعارضين المعتدلين.
إن الثوار السوريين في الجنوب من العناصر الأخيرة الأصيلة في الجانب الأكثر اعتدالاً في الجيش السوري الحر، فإنهم من المتمردين الذين نهضوا لمواجهة النظام وحافظوا على منطقتهم لسنوات، وبنوا فيها بعض المؤسسات وأسسوا حالة من الأمن، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق تقدم من خلال الهجمات.
كما أن المعارضون السوريون في المنطقة مرتبطون بالأردن، ويراقب كل من الأردن وإسرائيل عن كثب أي إجراءات يتخذونها، ومنذ العام الماضي، توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولم يتضح بعد ما يعتقدونه على المدى الطويل.
مخاوف إسرائيل
لا تريد إسرائيل أن تتواجد القوات الإيرانية في أي مكان بالقرب من الجولان، وقد أشارت تقارير أجنبية إلى أن إسرائيل أشارت منذ العام الماضي إلى معارضة أي وقف لإطلاق النار في الجنوب يسمح لإيران بالتوغل أكثر من 60 كم قرب الجولان.
وبعد إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في مطلع الشهر الحالي، عانت القوات الإيرانية في سوريا، بعد رد إسرائيل بشن ضربات جوية مكثفة استهدف مواقع وأهدافٍ عدة لها، وهذا يعني أن الإيرانيون يعرفون أيضاً أن أي محاولة للتحرك جنوبًا أو أقرب إلى إسرائيل ستقابل بالقوة.
يتم التعبير عن مخاوف إسرائيل من خلال فهم واشنطن للحالة ومن خلال موسكو. وعلى هذا النحو ، فإن أي تحرك للنظام باتجاه الجنوب الغربي سيتم تنسيقه مع موسكو ويحتمل أن يتلقى فهمًا مفاده أن إسرائيل والولايات المتحدة ستقبلان تلك الحركة.
وهذا يعني أن أي شيء يلعب في جنوب غرب سوريا يتم بطريقة حساسة للغاية ولديه القدرة على إشراك أزمة بين واشنطن وموسكو وطهران والقدس. لذلك فإن أجندة الأسد في جنوب غرب سوريا لها سياق جيوسياسي أبعد من دمشق.
لماذا تشارك روسيا والولايات المتحدة هناك؟
منذ الأيام الأولى، دعمت الولايات المتحدة بشدة جهود الأردن لاحتواء عدم الاستقرار في جواره، وعملت على برنامج سري لتدريب ودعم المعارضة عبره، وفيما سعت إدارة "ترمب" لإنهاء البرنامج عام 2017، وافقت بلاده على اتفاقٍ لوقف التصعيد بالمنطقة، وباتت أحد ضامنيه.
واستضافت الأردن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين في أراضيها، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة لتقديم دعمٍ مالي كبير لجهود الأردن في التعامل مع هذه الأزمة.
كما سعت الولايات المتحدة من خلال الاتفاق، لإزالة مخاوف إسرائيل الأمنية بما يتعلق بإبقاء إيران بعيدة عن الجولان، كما أن للولايات المتحدة برنامج تدريبي في "التنف" على الحدود مع الأردن والعراق، للقتال ضد "داعش".
ومع استمرار العمليات ضد "داعش" في وادي الفرات، تريد الولايات المتحدة أن تمنع إيران من أن تستغل مكاسب النظام السوري من خلال زيادة "ممر" نفوذها عبر الصحراء السورية إلى العراق.
أما روسيا، فقد كان همها الرئيسي في المنطقة، التوقيع على اتفاق وقف التصعيد حتى يتمكن النظام من استغلال هدوء المنطقة للتركيز على ملاحقة المعارضة بمناطق أخرى من البلاد، إلا أن نجاحَ النظام بتهجير الفصائل المعارضة من أرياف دمشق وحماة وحمص، أعاد الجنوب الغربي إلى الواجهة.
وتقول روسيا باستمرار إنها تعارض وجودَ القوات "الأجنبية" في سوريا وأن قواتها ستعود إلى الوطن عندما تنتهي الحرب، في حين تريد روسيا مساعدة النظام السوري على استعادة بقية سوريا، وإذا كان النظام يريد التوجه جنوباً، فإن روسيا موجودة هناك للمساعدة.
لكن روسيا لا تريد أن تحدث المزيد من التوتر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، لذلك، قد تدور المناقشات حول جنوب سوريا على أعلى المستويات في موسكو وواشنطن، حيث لوحت آخر التصريحات الأمريكية الجمعة بـ "إجراءات مناسبة" ستتخذها ضد الأسد، في حال انتهك وقف إطلاق النار.
أما روسيا، ففضلت التحدث عن الجنوب الغربي بلغة غير مباشرة، حيث قال وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" إن، "الجيش السوري "يجب أن يقف على حدود سوريا مع إسرائيل".
ماذا يريد الأردن؟
يتمحور دور الأردن في جنوب سوريا على تقديم الدعم للمعارضة، لكن هدفه الأساسي كان الحفاظ على استقرار حدوده الشمالية، فالأردن لا يريد صراعاً على حدوده ولا استقبال المزيد من اللاجئين، بل يرغب بأن يتمكن اللاجئون الذين يستضيفهم، بالعودة لبلادهم بعد اتفاقيات بين المعارضة والنظام.
ومن المحتمل أن يقبل الأردن، عودة النظام السوري إلى الحدود معه طالما تم ذلك باتفاق، وليس نتيجة لمعارك تُسحق فيها المعارضة، ما سيدفعها آخيراً للتدفق إلى الأردن، وفي هذا الصدد، يمكن للأردن أن يحث المعارضة في المنطقة على التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري.
ما الذي يسعى إليه النظام السوري؟
بعد فرض النظام السوري سيطرته على مدينة حلب في كانون الأول 2016، وتهجيره عدداً من سكانها، باتت كفة الميزان العسكرية ترجح لصالحه في سوريا عموماً، حيث تمكن خلال الأشهر القليلة الماضية، على تهجير مقاتلي مناطق عدة في أرياف دمشق وحمص وحماة.
ورغم ذلك، يفتقر النظام إلى القوة البشرية ويعتمد على الميليشيات المدعومة إيرانياً، كحزب الله والقوة الجوية الروسية، يحيث سيحتاج لكليهما في حال قرر التقدم في منطقة الجنوب الغربي، لكنه يعلم أيضاً، موقف إسرائيل المعارض لأي تورط إيراني هناك، فبالتالي يفضل اللجوء إلى اتفاق من نوع ما.
لقد انتظر النظام سبع سنوات لاستعادة هذه المناطق ويمكنه الانتظار لفترة أطول، لأنه لا يريد في الواقع شن هجوم قاسٍ على المنطقة من شأنه أن يثير غضب إسرائيل والولايات المتحدة، الأمر الذي من الممكن له أن يؤدي إلى صراع موسع.
وبالمثل، لا يريد حلفاء النظام في طهران وموسكو نزاعاً كبيراً في الجنوب، لكن بالنسبة للنظام، فإن الانتصار في الجنوب مهم، لأنه لم يعد بإمكانه الضغط باتجاه الشمال، حيث تبسط تركيا نفوذها بشدة في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة هناك.
الموقف الأخير للمعارضين المعتدلين.
إن الثوار السوريين في الجنوب من العناصر الأخيرة الأصيلة في الجانب الأكثر اعتدالاً في الجيش السوري الحر، فإنهم من المتمردين الذين نهضوا لمواجهة النظام وحافظوا على منطقتهم لسنوات، وبنوا فيها بعض المؤسسات وأسسوا حالة من الأمن، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق تقدم من خلال الهجمات.
كما أن المعارضون السوريون في المنطقة مرتبطون بالأردن، ويراقب كل من الأردن وإسرائيل عن كثب أي إجراءات يتخذونها، ومنذ العام الماضي، توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولم يتضح بعد ما يعتقدونه على المدى الطويل.
مخاوف إسرائيل
لا تريد إسرائيل أن تتواجد القوات الإيرانية في أي مكان بالقرب من الجولان، وقد أشارت تقارير أجنبية إلى أن إسرائيل أشارت منذ العام الماضي إلى معارضة أي وقف لإطلاق النار في الجنوب يسمح لإيران بالتوغل أكثر من 60 كم قرب الجولان.
وبعد إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في مطلع الشهر الحالي، عانت القوات الإيرانية في سوريا، بعد رد إسرائيل بشن ضربات جوية مكثفة استهدف مواقع وأهدافٍ عدة لها، وهذا يعني أن الإيرانيون يعرفون أيضاً أن أي محاولة للتحرك جنوبًا أو أقرب إلى إسرائيل ستقابل بالقوة.
يتم التعبير عن مخاوف إسرائيل من خلال فهم واشنطن للحالة ومن خلال موسكو. وعلى هذا النحو ، فإن أي تحرك للنظام باتجاه الجنوب الغربي سيتم تنسيقه مع موسكو ويحتمل أن يتلقى فهمًا مفاده أن إسرائيل والولايات المتحدة ستقبلان تلك الحركة.
وهذا يعني أن أي شيء يلعب في جنوب غرب سوريا يتم بطريقة حساسة للغاية ولديه القدرة على إشراك أزمة بين واشنطن وموسكو وطهران والقدس. لذلك فإن أجندة الأسد في جنوب غرب سوريا لها سياق جيوسياسي أبعد من دمشق.