استمرت الظروف التي عاشتها فصائل الجيش الحر بالتغير منذ تأسيسه عام 2011، كان أصعبها حملات التهجير الذي نفذها النظام السوري ضد مقاتليه وعائلاتهم من مناطق متفرقة باتجاه الشمال، ووسطَ معلومات عن تشكيل جيش موحد جديد، حصلت "روزنة" على معلومات تتعلق برواتب المقاتلين، والتحديات التي تواجههم ودورهم في مستقبل سوريا القريب.
ماذا عن رواتبهم؟
وقال قيادي في الجيش السوري الحر، فضّل عدم نشر اسمه لـ "روزنة" إنّ "تركيا باشرت بدعم فصائل المعارضة في الشمال السوري، منذ نحو ثلاثة أشهر، عبر منح رواتب شهرية لعناصر نحو 16 فصيلًا في (الحر)، كان بعضهم يتلقى دعماً أميركياً".
وأشار القيادي إلى أنّ "دعم الفصائل يتم عبر (فيلق الشام) المقرّب من تركيا، الذي يقوم بدوره بتوزيع الكتل المالية على قيادات الفصائل"، وأوضح القيادي أن "راتب العنصر يتراوح بين 100 و175 دولار أميركي، بحسب وضعه العائلي، فيما يقبض الضباط العاملون في الفصائل راتبًا شهريًا بمقدار مئتي دولار أميركي فقط".
وبحسب القيادي فإنّ "الدعم التركي بالرواتب الشهرية، يشمل جميع الفصائل، باستثناء (هيئة تحرير الشام)، والتي يتجاوز عدد مقاتليهم نحو 25 ألف شخص"، وأشار إلى أن "أبرز الفصائل التي تتلقى الدعم من تركيا هي: (جيش النصر، فيلق الشام، الجيش الثاني، الفرقة الثانية، جبهة تحرير سورية، وغيرها)".
تحديات المشاركة في رسم مستقبل سوريا
وبيّن القيادي أنّ "الهدف من الدعم التركي، توحيد الفصائل ماليًا ومن ثم تنظيميًا وعسكريًا"، وأشار إلى أنّ "الإعلان عن ولادة (الجبهة الوطنية للتحرير)، أمس الثلاثاء، يأتي ضمن هذا الإطار"، ولفت إلى أنّ "تركيا استطاعت تشكيل (جيش وطني) في شمال حلب، وتتجه الآن لتشكيل جيش ممثل في إدلب".
وفيما يتعلّق بدور (هيئة تحرير الشام) في ظل التشكيلات الجديدة، أوضح القيادي أنّ "دور الهيئة سيقتصر في الوقت الحالي على محاربة الفصائل الأكثر تطرفًا كـ (داعش، جند الملاحم، وجند الأقصى)"، وأشار إلى أنّ "الحملة الأمنية لـ (الهيئة) ضد عناصر (داعش) تأتي في إطار الدور المرسوم لها في الوقت الحالي"، وتوّقع أن "تنصهر (الهيئة) بجناحها المعتدل في إطار وزارة دفاع خاصة بفصائل المعارضة في الشمال".
ولايبدو دور فصائل المعارضة في الشمال السوري سيقتصر في المستقبل على تشكيل كيان منعزل في الشمال، بل يحضر له لكي يكون له دور فاعل في التسويات السياسية القادمة في إطار رسم مستقبل سورية، كما يرى مراقبون.
وكانت فصائل من الجيش الحر شمال ووسط وغرب سوريا أعلنت أمس، عن تشكيل جيش جديد تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير" بهدف توحيد الفصائل المشاركة وتحقيق الأمن السياسي والعسكري، في حين قال الناص باسم الجبهة "أبو حذيفة" في تصريح خاص لروزنة، إنها جاءت توحيداً لـ 11 فصيلاً من أرياف محافظات عدة.