يجد السوريون اليوم صعوبة في الاعتراف بهم في ألمانيا كـ "لاجئين سياسيين"، ومنذ منتصف العام الماضي، حصل معظم اللاجئين الفارين من الحرب في سوريا فقط على ما يسمى بـ "الحماية الجزئية" أو " الحماية الثانوية".
هذا الأمر دفع العديد منهم إلى اللجوء إلى القضاء، لأن الحماية الثانوية تعطي للاجئين حق الإقامة لمدة سنة واحدة فقط ويمكن تمديدها لمدة أقصاها سنتين أخريين، كما أنه لا يحق لهم تقديم طلب لم شمل العائلة لمدة سنتين.
وتقول الصحفية العراقية الهولندية المعنية بشؤون اللاجئين "مدريد سوادة"، لا نية في الوقت الراهن لدى الحكومات الأوروبية لمنح حق اللجوء الدائم للاجئين، لذلك نرى أن أغلب فرص اللجوء الممنوحة مؤقتة، أي أن ذلك مرتبط، بتحسن الظروف في بلادهم.
ونفت الصحفية "سوادة"، أن تكون أسباباً أخرى غير قضية التلاعب، وراء إعادة مراجعة طلبات اللجوء في ألمانيا قائلة في حديث لـ "روزنة"، أعتقد ان السبب الرئيسي هو التلاعب ليس أكثر، هذا ما دعى الحكومة الألمانية لفتح الملفات من جديد.
ويواجه 12 ألف عراقيٍّ من أصل 240 ألفاً مقيمين في ألمانيا، الترحيل الإلزامي إلى بلدهم الأم، في حين برزت مساعٍ ألمانيا، في أعقاب سيطرة الجيش العراقي على مدينة "الموصل" من تنظيم "داعش"، لترغيب آلافٍ من العراقيين، بالعودة الطوعية إلى بلدانهم، من خلال تأمين وظائف وأماكن تدريب محلية.
وفي زيارة له الشهر الماضي، اتفق وزير التنمية الألماني "غيرد مولر" مع الحكومة العراقية على تعزيز التعاون في إعادة لاجئين وافتتاح مركزين للعائدين من أجل تقديم المشورة في العراق، كما تعهدت بلاده بتقديم 350 مليون يورو لإعادة إعمار العراق.
وتؤكدُ الصحفية "سوادة"، سيكون للمساعدات الألمانية بإعادة إعمار العراق تأثير في المستقبل حيال عودة اللاجئين الى العراق".
وتضيف "سوادة"، "لا توجد منظمة تعمل على بحوث متعلقة بإعلان العراق بلداً آمناً أم لا، منوهةً، هناك لجان موجودة في كل دولة من دول أوروبا، تعمل مع الحكومات وسفاراتها في العراق لمعرفة أي المناطق الآمنة بالضبط في العراق.
وكانت دول أوروبية كفنلندا، أعلنت بشكل مفاجئ قبل سنتين، أن العراق وأفغانستان والصومال، بلداناً آمنة، ما سهلَ عمليات ترحيل الآلاف من العراقيين والأفغان والصوماليين إلى بلدانهم الأصلية، على الرغم من استمرار الصراعات المسلحة فيها.
ماذا عن سوريا في الوقت الراهن؟
ويسيطرُ النظام السوري اليوم على حوالي 50٪ من مساحة سوريا، مقارنة بـ 15.9٪ قبل التدخل الروسي 2015 بحسب تقرير لمنظمة "IHS Markit"، كما هُجرَّ عشراتُ الآلاف من منازلهم بموجب اتفاقيات بين روسيا وفصائل عسكرية معارضة، من أرياف العاصمة وحمص وحماة، باتجاه الشمال، ليعلنها لاحقاً مناطق آمنة "خالية من المسلحين".
وتراجعُ السلطات الألمانية، الآلاف من طلبات اللجوء، بعد كشف النقاب، عن تلاعب في عملية إصدار القرارات بأحد أفرع الهيئة الاتحادية لشؤون الهجرة واللاجئين، في حين أثيرت بعض الشكوك، حول كون "التلاعب"، السبب الوحيد الكامن وراء المراجعة، في أعقاب تصريحات سياسية مقلقة لأوروبا.
إقرأ أيضاً: ألمانيا: مراجعة طلبات لجوء … قضية تلاعب أم تمهيد لترحيل اللاجئين؟
وتستضيف ألمانيا مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم، الذين قدموا إليها هرباً من الحروب والنزاعات الجارية في بلادهم، حيث شهدَ عام 2015 أكبر موجة هجرة غير نظامية إلى ألمانيا، بعد اعتماد مستشارتها سياسة "الأبواب المفتوحة".