مع اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن على القوات الأجنبية مغادرة سوريا، و ذلك خلال الزيارة التي قام بها رئيس النظام السوري إلى مدينة سوتشي، بدأت التساؤلات حول من تكون هذه القوات؟ ومدى جدية الدول في سحب قواتها العسكرية التي عملت على انزالها في البلاد.
وقال الصحفي راتب شعبو خلال اتصال هاتفي حول اللقاء الأخير بين الرئيس الروسي والأسد ضمن الساعة الإخبارية أن بوتين قصد من القوات الاجنبية التي لم تستدعى من النظام وهو بذلك يقصد القوات الامريكية والفرنسية والبريطانية هكذا يفهم من الصيغة التي وردت من تصريحات بوتين.
وأضاف شعبو،روسيا تعرف أنه لولا المليشيات الإيرانية ودعمها للأسد وكانت هي الذراع الفاعل للنشاط العسكري الذي تدعمه روسيا فهي بالتالي لا ترغب حاليا بخروج هذه المليشيات.
وأضاف قائلا بالمقابل يُعتقد أن روسيا لاتريد أيضاً توتر العلاقات مع إيران خصوصاً بعد فسخ الاتفاق النووي مع الأميركان وبالتالي هي تريد تحجيم الوجود الإيراني ضمن الحدود،الذي لا يشكل فيها خطرا أيضاً على اسرائيل.
وأكد شعبو خلال المقابلة ان الأسد لن يخرج القوات الأجنبية لأنه لا يستطيع فعليا اخراج اي قوة عسكرية من سوريا فهذه القوى المتواجدة لن تخرج بسهولة وبوتين يعلم ذلك ،وأشار الى ان سوريا تخضع بالفعل لتقسيم قوى ونفوذ على الأرض وأن مثل تلك التصريحات تقع ضمن مجرد التلويح بالرسائل وربما تكون هي رسائل محددة للأمريكان.
وألمح الصحفي السوري معتقداً أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على القوات الايرانية في سوريا جاءت لتصفية حسابات، وهي مجرد عملية مقايضة بما يخص الوجود الأمريكي في سوريا .
وأشار أن ما حصل في سوتشي بالأمس يرسم ملامح الوضع في البلاد للفترة القادمة وأن سوريا ستبقى دولة فاشلة وموقع نفوذ لدول متعددة ، وتحتاج لوقت طويل لكي تستعيد الدولة السورية سيادتها على كامل أراضيها وختم الصحفي راتب شعبو أن ما حصل في سوتشي وعلى الأرض السورية هو مجرد تقسيم نفوذ ربما يستمر لأعوام قادمة لتبقى الدول نفوذ لها ضمن دولة معترف عليها في الأمم المتحدة اسمها سوريا.
البني : الأسد في مأزق
المعارض وليد البني اعتبر أن رسالة الرئيس بوتين للأسد عن للقوات الاجنبية كانت للقوات الايرانية، و أنه أبلغ الأسد بالرسالة الإسرائيلية في هذا الخصوص ، عندما زار نتنياهو الاسد. و استبعد البني أن تكون القوات الاجنبية المذكورة تتضمن الإشارة إلى القوات التركية، معتبراً ان التفاهم التركي الروسي حقق الهدوء في المنطقة.
و أكد أن الرسالة التي حملها الرئيس بوتين للأسد هي رسالة اسرائيلية مباشرة تتضمن إبعاد القوات الايرانية من منطقة الجنوب السوري. و اعتبر البني أن الأسد يواجه تحديات ايرانية اسرائيلية، و حسب وجهة نظر البني فإن إيران قادرة على تغيير الاسد داخل سورية، واسرائيل قادرة على ازعاجه واسقاطه، فالروس اخبروه انها لن تتدخل لحمايته وحماية ايران من إسرائيل و عليه أن يختار.
الأسد لم يكن سعيداً في الزيارة يقول البني، ويتابع أن بوتين أبلغه رسالة ستجعله محتاراً بين أهون الشرين . و بين أن خسارة ايران في سوريا سيؤدي إلى انهيار النظام، و خاصة مع الضغط المتجدد من داخل إيران بسبب الدعم الاقتصادي المباشر للأسد.
ونفى أن يكون هناك أي تقدم للحل السياسي في سورية، خاصة مع دون وجود توافق روسي أميركي واضح حتى الآن .