قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" يوم الثلاثاء، في تقرير لها نشرته على موقعها أن روسيا التي ستستضيف "كأس العالم لكرة القدم" ما تزال تقدم الأسلحة والدعم العسكري والغطاء الدبلوماسي للنظام السوري، رغم الأدلة على ارتكاب النظام جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأبدت المنظمة في تقريرها عن قلقها تجاه الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان في روسيا، بالتزامن مع استعدادات روسيا لاستقبالها "كأس العالم" لكرة القدم الذي ينظمه "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (الفيفا)، والذي سينطلق في 14 حزيران 2018.
وقال بسام الأحمد "رئيس منظمة سوريون من أجل الحقوق والعدالة" في حديث خاص لراديو روزنة بأن التقرير الذي أصدرته هيومن رايتس ووتش هو تقرير جيد، والمقاربات التي استخدمتها المنظمة هي مقاربات جيدة.
و اعتبر أنه كان من الأفضل أن تكون هذه المقاربات على جميع الدول المشاركة في الصراع بسوريا، معتقداً بأن المقاربات دائماً ما تستخدمها المنظمات المدافعة عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب لتستغل أي فرصة بعيداً عن الإطار السياسي من أجل أن تحقق تقدما في مجال حقوق الإنسان.
وأضاف الأحمد في حديثه لروزنة "نحن في منظمة سوريون من أجل الحقوق والعدالة كنا قد أصدرنا بصفتنا جزء من تحالف "نحن هنا-we exist" حملة للمطالبة بوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية".
اقرأ أيضاً..ماكرون يهاتف بوتين لمناقشة التسوية السياسية في سوريا
و دعت منظمات من المجتمع المدني السوري روسيا يوم الاثنين، إلى ضمان وقف إطلاق نار شامل في البلاد قبل انطلاق كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه روسيا ابتداءً من منتصف حزيران المقبل، وأطلق تحالف "نحن هنا-we exist" الذي يضم منظمات من المجتمع المدني العاملة في سوريا والخارج، حملة بعنوان "كأس العالم للسلام" دعت فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء العالم إلى العمل على تطبيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار في سوريا.
وأكد بسام الأحمد في تصريحه لراديو روزنة بأنه من المهم الإشارة إلى أن روسيا لم تعد فقط داعما للنظام السوري وتعمل على تغطيته سياسياً، إنما أصبحت روسيا مشاركة في العديد من الهجمات العسكرية حيث شاركت أيضاً في قصف المشافي وقتل المدنيين؛ بحسب تعبيره.
وأضاف أن "مقاربة الموضوع من حيث أن روسيا تقوم بالتغطية السياسية للنظام السوري تبقى مقاربة منقوصة، فروسيا هي طرف مشارك من أطراف النزاع بسوريا".
وأشار الأحمد إلى أن تقارير وحملات المناصرة من أجل إيقاف الحرب في سوريا، قد لا تحقق نتائج ملموسة فورية، ولكن ذلك يبقى موضوعاً مهماً لأجل الضغط حتى يتم تحقيق التأثير، والمحافظة على هذا الضغط واستثمار هذه الفرص سيحقق نتائج إن لم تكن فورية ولكنها ستحقق حتماً تأثيرها، حسبما أفاد في حديثه لراديو روزنة.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت في تقريرها بأنه ينبغي على الفيفا استخدام نفوذها على السلطات الروسية في التصدي للقيود المفروضة على الحريات الأساسية، والقمع المستمر ضد الحقوقيين، وأشار تقرير المنظمة الى سياسات الفيفا الحقوقية الجديدة، وكيف يمكن أن يشارك الاتحاد الدولي لكرة القدم بفعالية أكبر في معالجة الانتهاكات الخطيرة في روسيا.