خرجت اليوم الدفعة الثالثة، من مهجري بعض المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في حمص وريفها الشمالي، باتجاه الشمال السوري، بموجب اتفاق الخروج الذي وقعته فصائل المنطقة مع روسيا والنظام السوري، حسب ما أفادر مراسل "روزنة" في المنطقة مهران طه.
وتضم هذه الدفعة فوجين، خرج ضمن أولهما حوالي 3391 شخصاً بين مدني ومسلح، في حين سيخرج الفوج الثاني اليوم، بحوالي 2800 شخص على الأقل من أبناء مدينة "تلبيسة" وآخرون من حمص المدينة، حيث سيتوجه كلا الفوجين، إلى محافظة إدلب، عبر طريق قلعة المضيق.
إلى ذلك، من المتوقع أن يتبع هذه الدفعة، عددٌ من الدفعات المماثلة، تضم مهجرين من كافة مدن وبلدات الريف الشمالي لحمص، وريف حماة الجنوبي، حيث يتوقع خروج الدفعة الرابعة غداً من الرستن إلى إدلب، والدفعة الخامسة في اليوم الذي يليه إلى جرابلس.
وخرجت الدفعة الثانية مطلع الأسبوع الماضي، وضمت مهجرين من أبناء مدينة "الرستن"، حيث كانت وجهتها مدينة "جرابلس" بريف حلب، إلا أن رفضاً تركياً مفاجئاً بدخولها، حال دون قدرتها الوصول للمدينة بعد انتظار دام أكثر من 48 ساعة، ما دفعها للتوجه إلى إدلب عبر قلعة المضيق.
ومنذ بدء تنفيذ اتفاق الخروج، في 7 من أيار الحالي، خرج 6200 شخص، توزعوا على دفعتين، إلى ريف حلب الشمالي، وفيما بعد تحولوا إلى إدلب بعد عرقلة دخولهم إلى المنطقة، حيثُ تنتظر 20 حافلة من مهجري ريف حمص على مشارف مدينة الباب، السماح لها للدخول إلى المنطقة.
وتشمل "التسوية" المنشقين والمدنيين لمدة ستة أشهر، بعدها يساق من دخل سن الخدمة الإلزامية والاحتياطية إلى الجيش، وتسوى أوضاع الطلاب والموظفين ويعودون لعملهم ودراستهم مع مراعاة فترة الانقطاع.
في سياق متصل في دمشق، وصلت الدفعة السابعة من مهجري مناطق جنوب العاصمة اليوم، إلى منطقة "قلعة المضيق" بريف حماة، بعد انقسامها لفوجين، توجه أحدهما إلى إدلب، بعد الرفض التركي لدخول الدفعتين السابقتين منذ 4 أيام.
وضمَّ الفوج المتوجه إلى إدلب، سبعَ حافلات تقل 130 شخصاً، كانت انطلقت من بلدة "بيت سحم" الساعة الثالثة يوم أمس، حيث تعرضت القافلة للتفتيش من قبل قوات النظام، بإشراف مباشر من الشرطة العسكرية الروسية.
وتحدثَّ إلى المهجرين، ضابطٌ تابع للنظام السوري، عرف عن نفسه باسم النقيب "تيمور"، شارحاً لهم إمكانية اصطحابهم كل ما يرغبون بإخراجه، بما فيه السلاح الفردي مع ستين رصاصة، مشدداً، على الإبقاء بجانب الحقائب والأمتعة، تجنباً لقيام المخابرات بعمليات "التعفيش"، حسب ما ذكر مراسلنا "مهد الجولاني".
وبعد وصولهم، فضل معظم المهجرين، التوجه إلى مخيم "ساعد" في "معرة مصرين" بريف إدلب، الذي كان وصل إليه أيضاً، الدفعة الرابعة بعد مغادرتها يوم الإثنين الماضي، في حين تتوفر في المخيم، الخدمات، والوجبات الغذائية، إلا أن الأعداد الكبيرة المتوافدة، حدت من قدرة الاستيعاب.
وما تزال دفعتين من المهجرين تنتظران منذ أيام موافقة الأتراك لدخولهم إلى شمال حلب الخاضع لسيطرة فصائل من الجيش الحر مدعومة من تركيا وسط ظروف إنسانية صعبة وضغوط ليغادروا نحو إدلب.