ما هي دلالات انسحاب ترامب من الإتفاق النووي الإيراني؟

ما هي دلالات انسحاب ترامب من الإتفاق النووي الإيراني؟
الأخبار العاجلة | 09 مايو 2018

 

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة العمل بالعقوبات الأميركية على طهران، في خطوة يخشى أن تترك تداعيات واسعة على إيران والعلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا.
 
وأكد ترامب في كلمة متلفزة ألقاها في البيت الأبيض يوم أمس إعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني، واصفا إياه بانه "كارثي".
 
وقال محمد السمان "مدير مركز سوريا الاستشاري في واشنطن" في تصريحات خاصة لراديو روزنة أن  قرار انسحاب ترامب هو قرار مهم جداً "هو قرار انتظرناه كثيرا، وتأثيره بالنسبة لسوريا سيكون تأثير واضح وله أثر كبير"
واعتبر أن أي حظر وضغوط على الايرانيين الذين يدعمون النظام السوري سيكون له تأثير على تواجدهم بسوريا، متوقعاً أن يكون هناك تحجيم للتواجد الإيراني في سوريا، ويعتقد مدير مركز سوريا الاستشاري في واشنطن خلال حديثه لروزنة أن ترامب ومن يقف وراءه في مؤسسة المحافظين الجدد للتيار اليميني المتشدد في أمريكا، هم الذين يقفوا وراء هذا القرار.

مشيراً إلى أن الملاحظات السلبية التي ذكرها ترامب في خطابه مساء أمس كانت جدا حساسة، "منها موضوع عدم إمكانية تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية وهذا خط أحمر بالنسبة للإيرانيين خلال التفاوض، وأوباما التعيس كان قد وافق أثناء التفاوض الأمريكي الإيراني السابق بعدم دخول المواقع العسكرية الإيرانية، فهل سيوافق الإيرانيين على إعادة التفاوض والموافقة على تفتيش مواقعهم العسكرية، ولكن لا اعتقد أن هذا الأمر سيحصل لأنه سيكشف حقيقة النشاط النووي الإيراني."
 
وبحسب تقييم السمان لقرار الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قال بأن ترامب في صدد تغيير النظام بإيران وخاصة أنه لدى ترامب شأن مهم على الصعيد الدولي وهو القضية الكورية، "لذا فإن ترامب سيرتاح من الضغط على كوريا الشمالية فهو غير مضطر الآن أن يدخل حربين." معتبرا أن روسيا لن تتدخل من أجل إيران فهي غير مستعدة بدخول حرب ومجابهة أمريكا من "أجل عيون إيران."

وأوضح السمان في حديثه لروزنة أن القرار الأمريكي هو قرار موجع جدا للإيرانيين، "من المتوقع أن تقوم إيران بردة فعل من خلال أساليب ترهيبية في عدة دول فمن الممكن أن تحرك إيران خلاياها النائمة، ولكن بالتأكيد ذلك سينعكس عليهم سلبا." وتوقع أن تدخل إسرائيل حربا مع إيران عبر حزب الله، فبحسب اعتبار السمان فإن إسرائيل لها حساب قديم مع حزب الله لم تتم تصفيته فاعتقد أن الضربة الإسرائيلية لحزب الله قادمة، سواء كان ذلك في سوريا أو لبنان.

من جانبها قالت الصحفية المتخصصة بالشؤون الإيرانية "فرح الزمان شوقي" في حديثها لراديو روزنة بأن رد فعل إيران سترسمه المرحلة المقبلة، فإيران لا تريد ان تتخلى عن الاتفاق بسهولة، كونه منحها امتيازات اقتصادية بالدرجة الاولى واخرى سياسية؛ حسب قولها.
وأضافت في تصريحاتها لروزنة بأن رد الفعل الايراني سيعتمد على ماذا سيحمله الحوار مع الاوروبيين في المرحلة المقبلة "طهران من جهتها لا تريد ان تحمل نفسها مسؤولية تمزيق الاتفاق، لأن هذا سيصب لصالحها امام المجتمع الدولي لذا قررت عدم التصعيد تأثير القرار على السياسة الخارجية على المدى القريب لن يختلف شيئا، لكن طهران أعلنت جهوزيتها سابقا لفتح حوار مع الغرب حول المنطقة، وأعطته عنوانا عريضا هو الحرب على الإرهاب."

وتابعت في حديثها لراديو روزنة "قد تختلف المسميات بينها وبين الآخرين، لكن يبدو أنها ستصبح شريكا في الحلول وعلى الطاولة، كما يحدث في آستانا على سبيل المثال، وقد يصبح هذا حقيقيا على عدة صعد مقابل امتيازات قد تمنحها للآخرين في الشأن الصاروخي، وأعتقد أن هذا ملف متجه نحو المزيد من التصعيد."

وحول احتمالية تصعيد مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، أشارت فرح الزمان شوقي في تصريحاتها لراديو روزنة أن ذلك يعتمد على طبيعة ردها على ضربة اسرائيل الموجهة للتيفور سابقا، "لكن سوريا ستتحول لساحة مواجهة بين وكلاء عن الطرفين .. وربما تكون إسرائيل نفسها في الساحة، إيران تعلم أن الهجوم على أراضيها لن يحمل نتائج تحمد عقباها، وتناور على هذا الأساس كون أميركا واسرائيل والسعودية يدركون ذلك تماما، لكن المواجهة بينها وبين إسرائيل ان وقعت ستكون في سوريا."
 
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في خطابه مساء أمس أن كل بلد يساعد إيران في سعيها إلى الأسلحة النووية يمكن أن تفرض عليه الولايات المتحدة ايضا عقوبات شديدة، وفور انتهاء ترامب من كلامه، أعلن مستشاره للأمن القومي جون بولتون أن إعادة العمل بالعقوبات الأميركية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ستسري فورا على العقود الجديدة، موضحا أن أمام الشركات الاجنبية بضعة أشهر "للخروج" من إيران.
وأوضحت وزارة الخزانة الاميركية أن العقوبات المتصلة بالعقود القديمة الموقّعة في إيران ستسري بعد فترة انتقالية من 90 الى 180 يوما.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق