أطلقت محكمةٌ يونانية أمس، سراحَ العضوين في فريق "الإنسانية" التطوعي، وثلاثة رجال إطفاء إسبانيين، كانوا عملوا إبان موجة اللجوء إلى أوروبا، على إنقاذ مئات اللاجئين، وذلك بعد اعتقالهم قبل عامين بتهمة "تهريب اللاجئين"، حسب ما ذكرت وسائل إعلام دانماركية.
واعتقل خفر السواحل اليوناني في كانون الثاني عامَ 2016، كلاً من المتطوعيَن سلام الدين، ومحمد العباسي، وهما مواطنان دانماركيان، بعد عودتهم من مهمة إنقاذ، ألغيت لاحقاً، بسبب عدم تمكنهم من العثور على قارب لاجئين كان يوجه نداءات استغاثة.
كما كان بصحبتهم أثناء الاعتقال، كلٌ "خوسيه إنريكي رودريغيز ومانويل بلانكو وخوليو لاتورير"، وهم رجال إطفاء من مدينة إشبيلية الإسبانية الجنوبية، عملوا أيضاً في مجال الإنقاذ، حيثُ وجهت لهم جميعاً تهمٌ، كان من الممكن لها أن تزجَ بهما في السجن، مدى الحياة.
وفي محاكمتهم، في عاصمة جزيرة ليسبوس "ميتيليني" أمس، شهد اثنان من خفر السواحل اليوناني، بأن المدعى عليهم لم يبلغوا السلطات بمهمة الإنقاذ خاصتهم، ولم يكونوا مجهزين بشكل مناسب لها، في حين رفض أحد القضاة التهم الموجهة إليهم.
وبعد حادثة غرق الطفل السوري "آلان الكردي"، استقل "سلام الدين"، أول طائرة في اليوم التالي، وتوجه إلى اليونان للعمل على إنقاذ اللاجئين، حيث شكلَّ فيما بعد طاقماً من المنقذين سمّوا أنفسهم فريق "الإنسانية".
وبعد جمعِ الكثير من التبرعات، استطاع "سلام الدين" وزملائه، شراءَ قارب خاص، استخدموه في عمليات الإنقاذ، الأمر الذي ساعدَ على إنقاذ مئات الأرواح من الغرق في عرض البحر.
وقالت المحامية التي دافعت عن "محمد العباسي" خلال حضورها في إحدى المحاكم اليونانية أمس، "لقد كانت المحاكمة تجربة خاصة للغاية"، مضيفةً، "ما حصل هو أمرٌ لا يصدق، لقد تعرض المتهمان لضغط كبير، وهذا هو السبب بفرحنا العظيم بالإفراج عنهم".
كما أضافت المحامية، "إنه من دواعي السرور حقاُ، أن يكون لدينا حكمٌ ينص على أنه من المقبول تقديم المساعدة لأناس آخرين، في حال احتاجوا لها".
وشهدَ عامُ 2015 وصولَ ما يقارب 3 ألاف لاجئ عبر قوارب مطاطية مزدحمة، إلى شواطئ جزيرة "ليسبوس" اليونانية، كما استقبلت جزرٌ أخرى في اليونان، عشرات الآلاف من اللاجئين، معظمهم من سوريا، والعراق، وأفغانستان، فيما اعتبر آنذاك، أكبرَ موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية.