أعلن مصدر قضائي بدمشق عن استقبال المحكمة الشرعية لخمس معاملات تثبيت وفاة يومياً أربع منها تعود لفقدان أشخاص لم يعرف عن مصيرهم شيء، فيما قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن طلبات البحث عن مفقودين جاءت من جميع أنحاء سوريا .
ثلاثة عشر ألف شخص مفقود في سوريا خلال الأشهر الستة الماضية بحسب ما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وذكرت اللجنة الدولية أنها تلقت طلبات للكشف عن مصير أولئك المفقودين .
رئيس اللجنة الدولية "بيتر ماورير" قال إن طلبات البحث عن مفقودين جاءت من جميع أنحاء سوريا ومن دول مجاورة لسوريا ومن أوروبا والولايات المتحدة ودول أخرى. مشيرآ أن لجنة الصليب الأحمر لم تحقق سوى نجاحا محدودا للغاية حتى الآن في لم شمل أفراد تلك الأسر.
ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مصير الآف من المفقودين وتحديد أماكن المقابر الجماعية في سوريا، وذكرت المنظمة فى بيان "لا بد على الفور من إنشاء مؤسسة تكلف التحقيق فى مصير ومكان وجود المفقودين، والوصول الى رفات المجهولين والمقابر الجماعية في سوريا" .
كما أشارت المنظمة إلى أن "لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا كشفت عن تفشي استخدام حكومة النظام السوري للإخفاء القسرى ما قد يرقى الى جرائم ضد الانسانية .
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط فى المنظمة "سارة ليا ويتسون" لن تتمكن سوريا من المضى قدما إذا أخفقت المفاوضات فى التصدى بالقدر المناسب لفظائع الأحتجاز والاختفاء .
وأشارت المنظمة إلى أن لجنة التحقيق "يجب أن يكون لها ولاية واسعة تسمح لها بالتحقيق، بما يشمل استعراض جميع السجلات الرسمية مقابلة أي مسؤول .
مدير المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدات الإنتخابية والرئيس التنفيذي السابق للمفوضية الدولية للأشخاص المفقودين البريطاني "آدم بويز بويزان" أوضح أن التحقيقات الدولية رصدت أختفاء ما لا يقل عن 80 ألف شخص في سوريا، لم يقتلوا في معارك فحسب بل تم إخفاؤهم في مقابر جماعية . وأكد أن لديهم صور عبر الساتلايت توضح وجود العديد من هذه المقابر.
وأضاف في تصريح صحفي " رغم اطلاعنا الأمم المتحدة والحكومات على هذه الصور لم يتحركوا ولم يتدخل احد لوضع حد لهذه المجازر في سوريا" .
في جانب آخر أعلن مصدر قضائي في دمشق عن أستقبال المحكمة الشرعية لخمس معاملات تثبيت وفاة يومياً ،أربع منها تعود لفقدان أشخاص لم يعرف عن مصيرهم شيء، معتبراً أن الرقم ليس بالقليل .
صحيفة الوطن الموالية للنظام كشفت مصادرها ،عن اقتراحات في وزارة العدل تشكيل لجنة مدنية خاصة بالمفقودين مؤكداً أن عدد الطلبات المقدمة إلى الوزارة كبير منذ تأسيس ديوان خاص بالمفقودين من دون أن يحدد الرقم، وأكد المصدر أن هناك الكثير من المواطنين يراجعون المحكمة الشرعية في دمشق نتيجة أن بعض المحاكم الأخرى تتحفظ على تثبيت معاملات الوفاة للمفقودين لما له من حساسية في هذا الموضوع .
والى الآن لم يعرف مصير عدد كبير من المفقودين من عناصر النظام حيث لا تقدم حكومة النظام أرقام دقيقة ولم يتلق أهالي المفقودين الذين كانوا في جيش النظام أي معلومات أو دلائل على اماكن تواجد رفاتهم، وآخرها كان المفقودين في الغوطة الشرقية حيث لم يعرف مصير هؤلاء بعد خروج جيش الإسلام في حين لم يعرف مصير من من كان لدى الفصائل العسكرية في الغوطة .
تكشف عشرات المقابر الجماعية الى الآن في سوريا وحتى الساعة تعلن عن مقابر جماعية لأسرى مدنيين وعسكريين في مناطق مختلفة في مناطق النظام وداعش يعتقد انهم تم تصفيتهم خلال المعارك .
فيما حذر الرئيس التنفيذي السابق للمفوضية الدولية للأشخاص المفقودين آدم بويز بويزان من استمرار عجز المجتمع الدولي في مواجهة المجازر في سوريا مما قد يؤدي الى تكرارها في مناطق أخرى في العالم ، و ستذكر "بويزان" ضحايا البوسنة و الذي تكرر بشكل أخطر وأكبر على الارض السورية .