هل تصدر "أوقاف النظام" قراراتها بإيعازات أمنية؟

هل تصدر "أوقاف النظام" قراراتها بإيعازات أمنية؟
الأخبار العاجلة | 04 مايو 2018
انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي في سوريا، تعميماً صادر عن مديرية أوقاف ريف دمشق، يقتضي من خلاله من خطباء مدينة دوما وباقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
 
ويدعو التعميم الذي اطلع عليه راديو روزنة ولم يتسنى له التأكد من صحته رسميا، إلى الدعاء لرئيس النظام السوري بشار الأسد في كل خطبة والتضرع إلى الله بأن يوفقه، كذلك ينص التعميم على الالتزام بالمنهج الموحد للخطابة في سوريا ويحظر القيام بأي وظيفة دينية ما لم يتوفر التكليف اللازم.
 
هل تصدر
 

وحول التعميم الصادر إلى مناطق الغوطة الشرقية، يعتبر عبد الجليل السعيد "مدير الإعلام السابق في إفتاء سوريا" في تصريحات لراديو روزنة بأن مثل هذه التعاميم التي تصدر عن المؤسسة الدينية الرسمية داخل النظام تعكس الحاجة الضرورية لاجتثاث هكذا مؤسسات كانت شريكة لفروع الأمن والحزب ولمؤسسات القمع والاستبداد في سوريا.

ويشير إلى أن إصدار التعاميم من المؤسسة الدينية للنظام كانت مفضوحة وواضحة حيث كانت تأتي بتعليمات أمنية للوزير، وعلى مستوى في بعض الأحيان ليس ضابط وإنما مساعد مخابرات في مكتب ضابط معين يبلغها للوزير، والوزير يصوغها ويعطيها لمفتي الجمهورية، ومفتي الجمهورية بدوره يقرها لتعمم بعد ذلك إلى دوائر الأوقاف و المفاتي في باقي المحافظات، وأضاف "هو أمر معهود من ناحية أنه سياسة أمنية متبعة."

ويتابع السعيد حديثه لراديو روزنة بالقول " من خلال تجربة مررت بها كأحد الموظفين العاملين في هذه المؤسسة، كنت ولا زلت أذكر كيف تدار من قبل رجالات في الأمن وضباط المخابرات، واليوم يستمر هذا المعيار لكي يتماهى مع حالة النظام الذي لا يعترف بأي شيء جرى في البلد إلا على أنه مؤامرة خارجية، استطاع بصبره وتحالفاته أن يزيلها."
ويعتقد عبد الجليل السعيد أن سوريا فيها مؤسسة دينية رسمية لا يؤمل إصلاحها وإنما تحتاج لاجتثاث حقيقي؛ كي تكون مؤسسة بعيدة عن السياسة، ومؤسسة قريبة من المجتمع المدني، تخدم الناس و لاتفرض عليهم أي شيء، ولا تتبنى أيديولوجية سياسية أو حتى تتبنى توجه حزبي معين كما هو حاصل.

ويرى السعيد في ختام تصريحاته لروزنة؛ أن حال المؤسسة الدينية الرسمية في النظام انعكس أيضاً على حالة سيئة لدى المؤسسة الدينية في أوساط المعارضة؛ فهي أيضا مؤسسة فيها من السيئات الكثير والمواقف التي خدمت التطرف كما فعلت مؤسسة النظام وخدمت الاستبداد بالرأي، واعتقد فيهما من التشابه الكثير، لذلك فإن سوريا يصدق عليها القاعدة المثلى التي تقول فصل الدين عن الدولة، فسوريا بحاجة إلى اجتثاث السياسة من الدين، واجتثاث الدين من السياسة، ليس فقط الفصل بينهما وإنما الاجتثاث بشكل حقيقي،

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق