توقف الدعم المالي الأمريكي لـ الخوذ البيضاء

توقف الدعم المالي الأمريكي لـ الخوذ البيضاء
الأخبار العاجلة | 04 مايو 2018

قال متطوعون في فريق الدفاع المدني، أن الدعم المالي الأمريكي المقدم للفريق، توقف، دون تقديم الإدارة الأمريكية أي تصريح رسمي بالأمر، وسط مخاوف من استمرار توقف الدعم لأجل طويل، ما سيحد من قدرة الفريق على إنقاذ المدنيين، حسب ما ترجمت روزنة عن شبكة "CBS" الأمريكية.

وتقول الشبكة، إن وزارة الخارجية الأمريكية استضافت قبل أقل من شهرين، أعضاء من فريق الإنقاذ السوري "الخوذ البيضاء"، في حي "Foggy Bottom" في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيثُ تلقى الأعضاء، مديحاً وثناءاً قوياً، لإنقاذهم الأرواح في سوريا.

وقال رئيس الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) "رائد الصالح"، في مقابلة مع شبكة "CBS" نيوز الأمريكية، "كانت اجتماعاتنا في شهر آذار إيجابية للغاية، حيثُ ألمحَ كبار المسؤولين لإمكانية تقديم التزامات طويلة الأجل حتى 2020، ولم تكن هناك أي اقتراحات على الإطلاق بشأن وقف الدعم".

في الوقت الراهن، لا يحصل فريق الدفاع المدني السوري، على أي تمويل من قبل الإدارة الأمريكية، في حين تقول وزارة الخارجية، "إن الدعم المقدم للدفاع المدني، قيد المراجعة"، حيث تُقدمُ الولايات المتحدة، ثلثَ التمويل الإجمالي الذي يحصل عليه الفريق.

ونقلت الشبكة عن مسؤول في "الدفاع المدني السوري" قوله، "هذا تطورٌ مثيرٌ للقلق"، مضيفاً، "إن ذلك سيؤثر في النهاية، سلباً، على قدرة المتطوعين في المجال الإنساني، على إنقاذ الأرواح".

ويتألف فريق "الخوذ البيضاء"، المعروفة رسمياً في سوريا باسم "الدفاع المدني السوري"، من 3 آلاف رجل متطوعٍ، ساهموا بإنقاذ ما لا يقل عن 70 ألف شخص، منذ بدء الحرب السورية، حيثُ تعاملو مع المباني المدمرة، وسحب الناس، أطفالاً ورجالاً ونساءاً، من وسط المخاطر.

ويتساءل الفريق، بعد انقطاع التمويل الأمريكي في الأسابيع الأخيرة، عن كيفية تأثير ذلك على المستقبل، حيث لم يتلقوا أي تصريح رسمي من الإدارة الأمريكية، وفي وقت لدى الفريق فيه "خطة طوارئ" في حال توقف الدعم لشهر أو شهرين، يبقى القلق مستمراً من إيقافه على المدى الطويل.

ويقول "الصالح"، "إذا كان هذا وقفاً طويل الأمد أو دائماً، فسيكون لذلك تأثيراً خطيراً على قدرتنا بما يتعلق بتوفير نفس مستوى ونوعية الخدمات التي نقدمها حالياً للمدنيين".

وأظهرت إحدى الوثائق التابعة لوزارة الخارجية، أن مكتبها في الشرق الأدنى، ينتظر تأكيداً من الإدارة، على مواصلة تقديم الدعم لفريق الدفاع المدني، بحلول 15 نيسان، أو أنه سيبدأ بإجراءات الإغلاق على أسس قابلة للتغيير".

كما طالبت الوثيقة، إعلامَ الإدارة، والحصول على تأكيد منها، بحلول السادس من نيسان الماضي، بأنها تستطيع مواصلة البرامج التابعة للمكتب، والتي تركز على إزالة الألغام الأرضية، واستعادة الخدمات الأساسية، وتوفير الطعام للفصائل المعتدلة وعائلاتهم، أو أنه يجب إغلاق هذه البرامج.

وكانت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الأمريكية "هيذر نوايرت" قد وصفت في وقت سابق "الخوذ البيضاء" بأنهم "لا أنانيون"، طالبةً من الصحفيين، مشاهدة فيلم وثائقي عن عملهم.

لكن وزارة الخارجية لم ترد على استفسار من شبكة "CBS" في وقت سابق من هذا الأسبوع، حول البرامج التي لا تزال تتلقى التمويل، والتاريخ المحدد لوقف التمويل عنها أو عن بعضها.

الدعم الأمريكي المُقدم لفريق الدفاع المدني، ليس المشروع الوحيد الذي يواجه خطر التوقيف الدائم، حيث كانت إدارة ترامب، في آذار الماضي، جمدت مبلغَ 200 مليون دولار، مخصصة لجهود الإنعاش في سوريا، كمشاريع إزالة الألغام، وإعادة الكهرباء، وبناء المدارس، وإعادة المياه.

ويحاول مسؤولون أمريكيون معرفة ما إذا كانت هناك طرق أخرى لتغطية تكاليف هذه المشاريع، وسطَ مساعٍ للحصول على دعم بلدان أخرى كألمانيا، التي تعهدت مؤخراً خلال مؤتمر بروكسل للمانحين، بدفع 1.1 مليار دولار أمريكي لمساعدة سوريا، لكن ألمانيا لم تلتزم بعد رسمياً بدفع المزيد.

كما تحدثت الشبكة الأمريكية، عن قلقٍ متزايد يساور مراقبون، حيال جيل الشباب السوري، الذين سيكونون عرضةً للتطرف، في حال حرمانهم من الأمن والدعم اللازم الذي يحتاجونه، في بلدٍ دمرت فيه آلاف المدارس. 

وقال عضوٌ في مجلس مدينة دير الزور للشبكة، "إن الدعم الأمريكي محدود للغاية ولكنه أفضل من عدمه، لذا إذا توقف نهائياً، فستأتي الكارثة، حيثُ فتحت المدارس بعد القضاء على داعش، وفي حال توقف الدعم، سوف يتم إغلاقها مجدداً"، مشدداً، "بدون تعليم، الناس لديهم أفكار داعش فقط".

وبعد القضاء كلياً على داعش في مدينة الرقة، لا تزال المدينة مدمرة، ويكادُ يستحيل العيشُ فيها، حيث يقول المحامي وعضو مجلس المدينة "عبدالله العريان"، "الرقة أشبه بشخص مريض في غرفة الطوارئ، لذا فإن المال أو العلاج يجب أن يكون أسرع من الطريقة الروتينية إنه ليس مريضاً عادياً".

ويضيف المحامي، "إن شغف وقوة الولايات المتحدة لتحرير الرقة لا تعادل على الإطلاق، شغفها حيال إعادة بناء المدينة، إنها مختلفة جداً، وأقل بكثير"، مشيراً، "إنهم يقدمون لنا كلمات ووعوداً جميلة جدً، لكنها ليست كافية في النهاية".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق