لقيَّ أحد مؤسسي جهاز الشرطة في الغوطة الشرقية، جمال الزغلول، حتفه أمس، إثر انفجار لغم أرضي في منطقة عفرين، في حين أعلنت الوحدات الكردية مسؤوليتها عن العملية، ضمن مساعيها القضاء على من أسمتهم "مرتزقة الدولة التركية".
وأفادت مصادر محلية، أن زغلول (أبو خالد)، قضى مع زوجته، إثر انفجار لغمٍ أرضي في قرية "الباسوطة" في ريف عفرين، التي سيطرت عليها غرفة عمليات "غصن الزيتون" شهر آذار الماضي، ضمن عملية عسكرية استطاعت خلالها، طرد "وحدات حماية الشعب الكردية" من المنطقة.
في المقابل، تبنت الوحدات الكردية في بيان، مسؤوليتها عن عملية استهداف "جمال الزغلول"، مشيرةً إلى أنها تأتي ضمن ما أسمتها "المرحلة الثانية من مقاومة العصر واستهداف مرتزقة الدولة التركية"، معتبرةً أن هؤلاء، أهدافٌ مشروعة للوحدات.
وبحسب البيان، فإن الوحدات قامت أمس في تمام الساعة الـ 7 صباحاً باستهداف سيارة الزغلول أثناء تواجده في المنطقة الواصلة بين قريتي باسوطة وقرية كورزيلة، حيثُ توفي على إثرها.
واتهم بيانُ الوحدات، جمال الزغلول، بتولي مهمة توطين عائلات مهجري الغوطة في عفرين، مشيرةً إلى أن الاستخبارات التركية التقت معه مرتين، بهدف تكليفه بالإشراف على تشكيل قوات "الأمن الداخلي للمرتزقة"، والهيئة الشرعية ومحاكمها في عفرين والمنطقة، على حد تعبير البيان.
وتوجهت دورية تابعة لفيلق الشام إلى المكان الذي تم فيه استهداف "جمال زغلول"، قالت الوحدات في بيانها، أنها استهدفتهم أيضاً، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر منهم، وتدمير سيارتهم العسكرية التي كانت تقلهم.
العضو الحالي، والرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض "خالد خوجة" غردَّ عن الحادثة في تويتر، معبراً عن استيائه من ما وصفه "تنافس عصابة قيادات فيلق الرحمن في السطو على جسم الشرطة المستقل، طمعاً في استلام المدينة".
استشهاد #أبو_خالد_زغلول قائد شرطة الغوطة وزوجته في #عفرين قبل قليل ليس خبراً عابراً . الرجل من أنفس ما خرّجته ثورة #سوريا و حكاية "لغم أرضي" أصبحت مبتذله ، خاصة في خضم تنافس عصابة قيادات فيلق الرحمن في السطو على جسم الشرطة المستقل طمعاً في استلام أمن المدينة. تقبله الله في عليين
— خالد خوجة (@Khaledkhoja) May 3, 2018
وبدأت فصائل "الجيش الحر" المدعومة من تركيا عمليات تمشيط لخلايا "الوحدات" والألغام في محيط مدينة عفرين، وتحديدًا في الجبال الواصلة بين ناحيتي بلبل وراجو من الجهة الشمالي لعفرين، بينها جبال حسن ديرة.
وتوجه عشرات المهجرين من الغوطة الشرقية والضمير والقلمون إلى مخيمات جنديرس، وبعضهم إلى مدينة عفرين أو القرى والبلدات المحيطة بها، خلال الأيام الماضية، حيثُ هُجّر أهالي الغوطة بموجب اتفاق مع الروس، خلال آذار ونيسان الماضيين، ووصل الآلاف إلى الريف الشمالي لحلب.
وبعد سيطرة الفصائل على الغوطة الشرقية، أواخر 2012، وفي ظل غياب المؤسسات التنظيمية والأمنية، أنشأت القيادة الموحدة، قيادة الشرطة، مهمتها "ضبط الأمن وتنظيم حركة المرور، بالتعاون مع المؤسسات الأهلية، حسبما قال "الزغلول" لصحيفة عنب بلدي في وقت سابق.
وقتل مدنيون وعسكريون في عفرين إثر انفجار ألغام خلال الأيام الماضية، وأبرزهم العقيد حسن الأحمد، العامل ضمن "الفيلق الثاني" في "الجيش الوطني" السوري، وقتل خلال تفكيكه الألغام في قرية دير صوان، 22 من شباط الماضي.