سياسيون وطلاب ومقاتلون … أصوات إيرانية تحدت نظام "روحاني" حول سوريا

سياسيون وطلاب ومقاتلون … أصوات إيرانية تحدت نظام "روحاني" حول سوريا
أخبار | 02 مايو 2018

تمارس وسائل الإعلام الإيرانية تعتيماً على الانتقادات الايرانية الداخلية حول التدخل في سوريا، حيث بدأ العديد من السياسيين والشخصيات العامة والطلاب بإصدار عدد من المواقف والتصريحات، تعكس القلق والتوتر الذين تعيشها شريحة لا يستهان بأعدادها داخل إيران.

وتناول الخبير في الشأن الإيراني "علي فتح الله ناجد"، من خلال مقالة  بعنوان عنوان "إيرانيون يتحدون نظامهم: دعوا سوريا وشأنها"،و نشرها على جزئين في موقع قناة الجزيرة الإنكليزية، الانتقادات اللاذعة بشكل حول  التدخل الإيراني في سوريا.

وبحسب الكاتب، فإن أول مسؤول رفيع المستوى، ضرحَ علناً ضد التدخل الإيراني في سوريا، كان "علي أكبر هاشمي رفسنجاني"، الرئيس الإيراني السابق، ومرشد الرئيس الإيراني الحالي "حسن روحاني"، حيثُ برزَ تصريح له، في أعقاب الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية 2013. 

وقال "رفسنجاني" في ما يعتقد أنه أول خطاب لمسؤول إيراني يقر علناً باستخدام الأسد للأسلحة الكيماوية، "السجون مكتظة بالكامل ولا يوجد مكان آخر، لقد استولوا على عدد قليل من الملاعب لملئها أيضاً، الشعب السوري يعاني من ظروف قاسية من ناحية، ويتعرضون للقصف بمواد كيميائية من قبل حكومتهم، ومن ناحية أخرى، يمكنهم أن يتوقعوا قنابل أمريكية".

وفي نيسان 2017، انتقد "غلام حسين كرباشي" رئيس بلدية طهران السابق، وأحد القادة التنفيذيين لحزب البناء، تدخل إيران في سوريا، كما جادلَ، خلال خطاب له في حملة دعم ترشح "روحاني" مجدداً، أن إيران، يجب أن تسعى لحل دبلوماسي للنزاع السوري، بدلاً عن العسكري.

وقال في الخطاب الذي لاقى تصفيقاً حاراً من الجمهور، "نعم، أنا أيضاً أتمنى أن يكون السلام في كل من سوريا ولبنان واليمن (...) لكن هل يمكن تحقيق جميع هذه الأهداف فقط من خلال المدفوعات النقدية وتسليم الأسلحة والقتل والضرب؟".

توالت ردود الفعل الغاضبة على خطاب "كرباشي"، حيث رد بعد يومين، متحدث باسم إدارة روحاني، قائلاً، "عندما نتعامل مع الإرهاب الأعمى وعدم احترام حياة الناس، أعتقد أن القوة هي لغة الرد على أفعالهم الجبانة"، وبعد بضعة أيام، رفعت وزارة العدل في محافظة أصفهان دعوى قضائية ضده، مدعية أن خطابه كان "بيانًا إجراميًا" و "إهانة للشهداء الذين يدافعون عن المقدسات".

"لا غزة ولا لبنان، أعطي حياتي لإيران"، "ارتكوا سوريا وشأنها، تعاملوا معنا"، كانا من الشعارات التي عادت للحياة، خلال مظاهرات كانون الأول- كانون الثاني الماضيين، التي اجتاحت البلاد، حيث رددها الإيرانيون في الشوارع، لتعبر صراحة عن استيائهم، من سياسات بلادهم الإقليمية.

وخلال فترة المظاهرات الأخيرة في إيران، وضعت الحكومة لوحات إعلانية تحمل مشاهد مروعة من مدينة حلب، محذرةً الإيرانيين من الانضمام إلى الاحتجاجات التي "ستحول" بلادهم إلى سوريا أخرى.

وفي كانون الأول 2016 ، خلال حدث طلابي في جامعة أمير كابير للتكنولوجيا في طهران (AUT) بوجود النائب المحافظ الإيراني البارز "علي مطهري"، أخذ ناشط طلابي المسرح وتحدى لحظات مهمة من تاريخ الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك تورطها في سوريا، حيثُ أعلن وسط تصفيق:

"أخشى اليوم -وأنا واثق- من أن التاريخ سيدين صمتنا عن الوجود الإيراني في سوريا، وعن الإبادة الجماعية البشعة التي تحدث" مضيفاً، "السيد مطهري، مع كل ما يحدث في سوريا (...) هل نقف فعلاً مع الحق؟ قتل 500 ألف شخص، وهذه الأرقام تمر بسهولة على شفاهنا، لكن أجيال في سوريا قد أحرقت، لقد دُمِّرت سوريا، أين نحن نقف في هذه اللعبة؟، نحن بالتأكيد مدانون بفعل دموع الأطفال السوريين".

في نيسان 2017، في حدث طلابي آخر في جامعة تبريز، التي كان يحضرها منظّر فيلق الحرس الثوري الإسلامي "حسن عباسي"، تحدىَ طالب وجودهَ وصعد إلى خشبة المسرح وسط الهتافات والتصفيق، حيث قال:

"حسن عباسي، إيديولوجيتك هي إيديولوجية الإرهاب والخوف، إرسال أسلحة إلى الدكتاتور المتعطش للدم بشار الأسد، ودعمه، ايديولوجيتك هي أن تلعب بالمعتقدات القومية والدينية للشعب، (...) تضع ايديولوجيتك ميزانية إيران في الحساب البنكي لحزب الله، يتم توفير أسلحتهم ومصدر رزقهم اليومي وطعامهم وحتى ملابسهم الداخلية من ميزانية الشعب الإيراني".

يبدو بحسب الكاتب، أن بعض القلق بشأن الحرب في سوريا قد انتشر بين بعض المجندين الإيرانيين أيضاً، حيث انخفض حماسهم اليوم، بالمقارنة مع السنوات الأولى من الصراع، للتطوع والذهاب إلى سوريا والعراق، وكتب أحد المجندين العسكريين في أسبوعية ألمانية العام الماضي:

"أرى ما يحدث في حلب وحمص وإدلب، وأنا أفكر في نفسي، لماذا كل ذلك؟ أعرف أن هذه الحرب قاسية وأننا إيرانيون متورطون للغاية جدًا، سيرسلونني بالتأكيد إلى الخارج. لا أريد أن أقتل الأطفال في سوريا، لكن أعتقد أنني يجب أن أفعل ذلك.

إن التكاليف الاقتصادية والبشرية للتدخل الإيراني في سوريا تتزايد، وسيتعين على النخبة الإيرانية المناورة بعناية في ضوء زيادة الوعي حول سوريا والاحتجاجات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المستمرة، مضيفاً أنه ومع استمرار التورط الإيراني، على الرغم من القضاء على "داعش"، لن ينجح خطاب "الحرب على الإرهاب" كما كان قبل سنوات قليلة.

يشار أن إيران تدخلت في بدايات الثورة السورية إلى صالح النظام السوري، داعمةً إياه بالأسلحة والميليشيات، حيث تقدر الأموال الإيرانية التي أنفقت على الصراع السوري، بين 6 إلى 20 مليار دولارٍ أمريكي سنوياً، في حين تجاوز عدد القتلى الإيرانيين في سوريا، منذ تدخلهم، المئات.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق