استنكر مخرج سوري استخدامَ وسائل الإعلام الرسمية الروسية صوراً من فيلمه، للادعاء بأن لقطات الفيديو الشهيرة الملتقطة لضحايا يعانون من هجوم بغازٍ سام في مدينة دوما يومَ السابع من نيسان الحالي، مزيفة، وذلك خلال لقاء خاص معه نشرته صحيفة التايمز البريطانية.
وقدم الإعلام الروسي صوراً من فيلم "المواد الكيميائية Chemical " الحصري الصادر في 2016، بمثابة "دليل واضح" أن لقطات الضحايا، زيفت من قبل منظمة الإغاثة "الخوذ البيضاء"، وتم إعدادها مسبقاً وتصويرها ضمن استديوهات.
ووصف المخرج "همام حصري" بثَ التلفزيون الروسي لمقاطع من "المواد الكيميائية" بالسلوك الرخيص والمحاولة اليائسة لإنكار هجوم الأسلحة الكيميائية الواضح في دوما، حيثُ يتناول الفيلم، القصة الحقيقية لهجوم بغاز السارين استهدف الغوطة الشرقية عامَ 2013، أسفر عن مقتل المئات.
ويقول "حصري"، إن فيلم المواد الكيميائية، هو محاولة لشرح أسباب رفع العديد من السوريين السلاح ضد الأسد، مشيراً إلى أن رمزية الفيلم، تأتي من حقيقةِ أن عملية تصويره، تمت في مدينة زملكا بالغوطة الشرقية، التي تضمنها هجوم السارين عام 2013، والممثلين كانوا من أبنائها.
والصور التي أذيعت الأحد الماضي على القناة الأولى وقناة روسيا 1 ظهرت في تقرير لرويترز عن فيلم "حصري"، حيث يقول المخرج، "لابد من التوضيح أن القناة الروسية استخدمت نفس الصور التي نشرتها رويترز قبل سنتين، (..) أي صور من خلف الكواليس موجودة على النت قبل سنتين.
وفي إجابته عن سؤال يتعلق بالخطوات التي يجب اتباعها لمحاسبة وسائل الإعلام الروسية، قال "حصري"، "لا أدري إذا كان يمكن استخدام ذلك في سياق قانوني، لكن بكل تأكيد يبقى استخدام هذه الصور في هذا السياق الإعلامي من قبل الروس، أمر غير مهني ولا أخلاقي".
وبتاريخ السابع من نيسان 2018، تعرضت مدينة دوما لهجوم بغازات سامة، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، في حين ردت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بتنفيذها ضربة عسكرية استهدفت مواقع وأهداف تابعة لنظام الأسد، بعد أن حملته المسؤولية على الهجوم.