شهدت مناطق عدة في جنوب العاصمة دمشق، قصفاً جوياً هيستيرياً استمر منذ منتصف ليل أمس، شنته طائرات تابعة للنظام وأخرى روسية، ضمن حملة قصفٍ عنيفة دخلت يومها التاسع اليوم، بهدف استعادة السيطرة عليها، وسط أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها الأهالي.
وأفاد مراسل "روزنة" في المنطقة "مهد الجولاني" اليوم، إن الطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا، شنت أكثر من 95 غارةٍ جوية، على مخيم اليرموك، وأحياء الحجر الأسود والقدم والتضامن جنوبيَّ دمشق".
وبحسب المراسل، فإن إجمالي عدد الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة منذ بداية الحملة، بلغَ أكثر من 1100 غارة جوية و400 برميل متفجر و600 صاروخ أرض أرض، بالإضافة إلى أكثر من 1300 قذيفة مدفعية.
من جهة أخرى، تدورُ اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم الدولة، في حي "الزين" بين بلدة يلدا وحي الحجر الأسود، وسطَ قصف من قبل الطيران الحربي، بالإضافة إلى قصف مدفعي وبصواريخ من نوع أرض أرض.
وفي حي القدم، علمت "روزنة" من مصادر خاصة، أن تنظيم الدولة "داعش" رفضَ عرضاً تقدمَ به وفدٌ من النظام، كان دخل إلى الحي، بهدف التفاوض على خروج مقاتلي التنظيم، وأضافت المصادر، أن تنظيم الدولة خسر ما يقارب الـ 45 عنصراً من مقاتليه، منذ بداية الحملة العسكرية لقوات النظام على المنطقة، فيما تمكن التنظيم من صد جميع محاولات التقدم إلى مناطقه.
في سياق متصل، أفاد مراسلنا، أن قوات النظام المتواجدة على حاجز ببيلا سيدي مقداد، سمحت للمدنيين العالقين في العاصمة بالدخول إلى مناطقهم في جنوب دمشق، ودخول سيارات محملة بمادة الخبز، وسط أنباء غير مؤكدة عن نية النظام، إعادة فتح الطريق بشكل كامل صباح غد السبت.
ويعيش حوالي 1200 مدني في مخيم اليرموك وأحياء الحجر الأسود والتضامن والعسالي الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، أوضاعاً إنسانية غاية في السوء، حيث تسبب القصف بمقتل العشرات، ودمار هائل في البنية التحتية، وإخراج مشفى فلسطين، الوحيد في المنطقة، عن الخدمة.
كما تنعدم الموارد والمستلزمات الطبية، والمواد الغذائية ومياه الشرب في المنطقة، في حين زادَ غياب فرق الدفاع المدني والإنقاذ، الوضع تأزماً، حيث تحدثت الأنباء عن وجودِ عائلات عالقة تحت الأنقاض، لم يتمكن الأهالي من إخراجهم حتى اللحظة.
وتجدر الإشارة إلى أن "مخيم اليرموك" للاجئين الفلسطينيين يعاني من حصار جائر فُرِض عليه، منذ عام 2013، تمنع من خلاله قوات النظام والميليشيات الموالية له إدخال الطعام والأدوية بداخله مع استمرار انقطاع الكهرباء والماء وخطوط الانترنت عن المخيم.